تحديات رئيسية أمام مجلس القيادة الرئاسي الجديد في اليمن.. هل ينجح؟!
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
سيتحمل مجلس القيادة الرئاسي الذي تم إنشاؤه مؤخرًا في اليمن مسؤوليات عسكرية وأمنية وسياسية واسعة النطاق لإحلال السلام والمساعدة في تخفيف معاناة الناس في اليمن، ولكن ما زالت تنتظرهم تحديات هائلة.
وأدى أعضاء المجلس الرئاسي اليمين الدستورية اليوم الاثنين في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد أمام البرلمان اليمني الذي منح الحكومة الثقة.
وقال موقع انسايد عربية في تحليل حديث نقله للعربية “يمن مونيتور” إنه بعد ثماني سنوات، يواجه اليمن فصلاً جديدًا في حربه. في واحدة من أهم التحركات السياسية منذ بدء حرب اليمن في عام 2014، تنازل الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تم انتخابه للسلطة في عام 2012 كمرشح وحيد، عن السلطة الأسبوع الماضي لمجلس القيادة الرئاسي الجديد.
بعد حوار استمر عشرة أيام بوساطة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بالمملكة العربية السعودية، اتفق العديد من المنافسين اليمنيين وأصحاب المصلحة الآخرين على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء. جاء هذا الاختراق بعد أيام فقط من موافقة التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين على هدنة لمدة شهرين.
- قراءة المزيد.. مهمة استعادة ثقة اليمنيين.. أربع أولويات وتحديات أمام مجلس القيادة الرئاسي (تحليل خاص)
لاقى تشكيل المجلس الجديد إشادة وموافقة العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بيان: “ترحب الولايات المتحدة بالإعلان عن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن”. مضيفاً “نحن ندعم تطلعات الشعب اليمني إلى حكومة فعالة وديمقراطية وشفافة تضم أصواتًا سياسية ومجتمع مدني متنوعة، بما في ذلك النساء والفئات المهمشة الأخرى.”
سيتحمل مجلس القيادة الرئاسي مسؤوليات عسكرية وأمنية وسياسية واسعة النطاق لتحقيق السلام والمساعدة في تخفيف معاناة الناس في اليمن. على الرغم من أن هذا التغيير في السلطة إيجابي ومهم ومشجع، إلا أن هناك تحديات هائلة تنتظر اليمن لتحقيق حل سياسي دائم وشامل.
مهمة التفاوض الشاقة
ستكون المهمة الأولى الشاقة التي يواجهها المجلس هي التفاوض مع جماعة الحوثي. لا ينبغي التقليل من صعوبة هذه المهمة: سيكون من الصعب إقناع الحوثيين بأن مجلس القيادة الرئاسي الجديد هو ممثل شرعي للشعب اليمني، بالنظر إلى أن قادة الحوثيين ينظرون إلى جميع المسؤولين اليمنيين المتحالفين مع السعودية على أنهم مرتزقة، واحتقروا أي محادثات معهم. حتى لو وافق الحوثيون على الاجتماع مع المجلس الجديد لإجراء محادثات، فمن المرجح أن تعيق أفكارهم وأولوياتهم المتضاربة أي تقارب.
وبالفعل، فور إعلان مجلس القيادة الرئاسي، رفضه الحوثيون. وعلى الرغم من دعوة دول مجلس التعاون الخليجي المجموعة للانضمام إلى المحادثات، إلا أنها رفضت الدعوة قائلة إن الحوثيين لن يحضروا أي مناقشات تستضيفها دولة معادية.
وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي وكبير المفاوضين محمد عبد السلام: “مستقبل اليمن وحاضره يتقرر داخل اليمن، وأي نشاط خارج حدود اليمن هو مسرحية هزلية وألعاب ترفيهية”.
مع إصرار الحوثيين على وجهة نظرهم بأن خصومهم غير شرعيين، فمن غير المرجح أن يجلب مجلس القيادة الرئاسي السلام والاستقرار إلى اليمن من خلال نهج سياسي.
أيدلوجية الحوثيين
التحدي الثاني البارز هو أيديولوجية الحوثي المتأصلة، والتي تتعارض مع مبادئ وقواعد الديمقراطية وتقاسم السلطة. وفقًا للمدرسة الفكرية للجماعة، يجب أن يكون القائد سليلًا لعائلة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). هذا هو المعتقد الأساسي للطائفة الشيعية في الإسلام، وبالتالي سيكون من الصعب إقناع جماعة الحوثي بخلاف ذلك.
بالنسبة للحوثيين، فإن مطالبتهم بإنهاء سيطرتهم بالقوة على محافظات اليمن الشمالية مقابل المشاركة في حكومة توافقية هو أمر معاد للإسلام وغير منطقي. يجب على صانعي السلام أن يضعوا هذا في الاعتبار دائمًا عندما يعملون على إنهاء الحرب في اليمن. من المؤكد أن القضايا السياسية والاقتصادية هي عوامل رئيسية في الصراع، لكن الأسس الطائفية للحوثيين في الصراع لعبت أيضًا دورًا رئيسيًا في إطالة أمد الحرب.
وسط تحدي الحوثيين المستمر وتمسكهم بإيديولوجياتهم، ألقى الرئيس الجديد لمجلس القيادة الرئاسية، رشاد العليمي، كلمة متلفزة خاطب فيها الشعب اليمني في 8 ابريل/نيسان وأعرب عن عزم مجلس القيادة الرئاسي التوصل إلى حل سلمي. لكنه لم يستبعد إمكانية استخدام القوة. وأكد أن “هذا المجلس للسلام، لكنه أيضًا مجلس دفاع وقوة واحدة، مهمته الدفاع عن سيادة الوطن وحماية المدنيين”.
بقاء المجلس متوحداً
التحدي الثالث للمجلس الجديد هو القتال الداخلي المحتمل بين الفصائل اليمنية المناهضة للحوثيين. في الوقت الحالي، هناك ثلاثة لاعبين معادون لجماعة الحوثي: القوات الموالية للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والانفصاليون الجنوبيون، والوحدات العسكرية بقيادة طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي صالح الذي قتله الحوثيون عام 2017. كل هؤلاء اللاعبين يتم تمثيلهم في مجلس القيادة الرئاسي، لكن جداول أعمالهم ليست متوافقة تمامًا.
يتوقف نجاح المجلس على التماسك القوي والوحدة بين أعضائه الثمانية. من المفارقات أن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أحد الأعضاء الثمانية في قيادة البلاد في هذا الوقت الصعب، كان يقود جهودًا مكثفة منذ عام 2017 في محاولة للانفصال عن شمال اليمن. واليوم، يسيطر الانفصاليون الخاضعون لقيادته على أربع محافظات جنوبية – عدن ولحج وأبين والضالع. ومع ذلك، فإن شعبية الزبيدي محدودة في المحافظات اليمنية الجنوبية الأخرى.
يطمح الانفصاليون لانفصال جنوب اليمن، الذي اندمج مع الشمال عام 1990. وبالتالي، فإنه يمثل تحديًا لا يمكن إنكاره على مجلس القيادة الرئاسي الجديد لإقناع الانفصاليين بالتخلي عن فكرة الانفصال عن شمال اليمن، وتسليم أسلحتهم، و طاعة سلطة الحكومة. لكي تنجح القيادة الجديدة في التعامل مع الانفصاليين في جنوب اليمن، يجب على التحالف الذي تقوده السعودية – وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – الضغط على الحركة الانفصالية للعمل بانسجام مع مجلس القيادة الرئاسي. علاوة على ذلك، يتعين على القادة الانفصاليين التخلي عن أي خطاب يشجع الزخم الانفصالي.
في الأساس، تكثر التحديات في وجه أي زعيم يسعى لتحقيق الاستقرار في اليمن. الوضع الإنساني مريع والاقتصاد في حالة يرثى لها. يسود انعدام الأم، ولا يزال السلام بعيد المنال. ومع ذلك، إذا تمكن الخصوم اليمنيون من التصالح والعمل معًا لإنهاء المأساة، فيمكن التغلب على هذه التحديات.
إن إنشاء مجلس القيادة الرئاسي هو فرصة لتسريع وتيرة السلام، وفشله سيعني استمرار الحرب المميتة التي استمرت سنوات. ستكشف الأيام القادمة ما إذا كان اليمن قد بدأ فصلاً جديدًا من الصراع ويخطو خطوات نحو الاستقرار.
المصدر الرئيس
Yemen’s New Presidential Leadership Council Faces Challenges