رمضان الثامن واليمن تحت رحى الحرب.. موائدُ رمضانية تعاني من الفقد الكبير!
يمن مونيتور/وحدة التقارير/ من افتخار عبده
رمضان الثامن يمر على اليمنيين وهم يعيشون أسوأ أزمةٍ إنسانية، على القليل من الطعام يقضي اليمنيون شهر رمضان منتظرين الفرج من الإله القدير.
سفرٌ رمضانية باتت تعاني من الفقد والحرمان الكبير، فقد اختفت تلك الأصناف من الطعام عن السفرة الرمضانية، تلك المتمثلة باللحوم والأسماك والحلويات ونحوها، والكثير من اليمنيين اليوم يقضون رمضان على صنف واحد من الطعام إن وجد.
مصطفى محمد(36عامًا) نازح من الحديدة جاء لمدينة تعز باحثًا عن آمان ومصدر للدخل كي تبقى أسرته على قيد الحياة، يقول مصطفى لـ”يمن مونيتور” قبل الحرب كنت مستقرًا ماديًا ومعنويًا وكان لا يأتي رمضان إلا وقد اشتريت كل ما يحتاجه المطبخ وكانت المائدة الرمضانية التي نتناولها متعددة الأصناف وأما هذا العام فقد أصبحنا نكتفي بصنفين من الطعام فقط والحاجة وحدها هي من دفعتنا لذلك”.
ويعمل مصطفى في بيع في(الكدم) حيث يقوم بشراء كيمة من (الكدم )من أحد الأفرام ثم يقوم ببيعها في أحد الأرصفة في سوق الجحملية ليحصل على فارق بسيط في السعر يكون هذا الفارق هو دخل أسرته الوحيد.
يضيف مصطفى لـ” يمن مونيتور” أحصل في اليوم الواحد من عملي هذا على ألفين أو ثلاثة آلاف ريال أقوم بتجميع ما أستطيع منها وأشتري بها الحاجات الضرورية كالدقيق والأرز والزيت”.
وتابع” كلما مضى عام يزداد غلاء الأسعار أكثر وهذا يعود بالضرر علينا كمواطنين نعمل طوال النهار للحصول على سعر وجبة واحدة”.
وواصل” تراكمت علينا الهموم من كل النواحي هم النزوح والإيجار والغلاء المعيشي حتى أن الرغبة للأكل لم تعد كما كانت في السابق، اليوم نحضر للمائدة والهم والقلق مسيطر علينا حتى يفقدنا الرغبة في الأكل”.
في السياق ذاته تقول المواطنة أم أنس(30عامًا)” كان رمضان في السابق نعمة كبيرة تهل علينا وكانت السفرة الرمضانية تحتوي على كل أصناف الأطعمة إن جاز التعبير فهي لا تخلو من الشفوت والسمبوسة واللحوم والأسماك والفواكة والحلا الخاص برمضان”.
وأضافت” في رمضان هذا العام أصبح المواطن يكتفي بربع أو نصف دجاجة كل جمعة هذا إذا توفرت، اليوم الناس ما عادوا يهتمون بالكماليات، إنهم فقط ينظرون للأمور الضرورية التي تبقيهم على قيد الحياة ويسعون جاهدين لتوفيرها كالدقيق والزيت وما عدا ذلك يترك في رف الأحلام،
حاليًا الغاز المنزلي أصبح حلمًا عظيمًا فقد أصبحت المرأة اليمنية تستخدمه كما كانت تستخدم العسل البلدي قديمًا للضرورة القصوى فقط”.
وتابعت أم أنس لـ”يمن مونيتور” هنا في صنعاء أصبحت الحياة لا تطاق، زوجي يعمل سائق تاكسي لا يحصل على دبة بترول إلا بعد الوقوف في الطوابير أمام المحطات لأكثر من أسبوع وإذا ما حصل على هذا البترول يعمل به حتى ينتهي ومن ثم يعود للطابور مرة أخرى والذي يحصل عليه من وراء هذا العمل لا يكفي لشراء حاجيات المطبخ كاملة لذا فقد تعودنا على العدم والحرمان، ما يهمنا هو الحصول على الأشياء الضرورية فقط”.
وأردفت” جاء رمضان هذا العام ونحن في أسوأ حال، حتى الغاز المنزلي لا نمتلكه نحن والكثير من سكان الحارة إذْ يتم بيعه من قبل عاقل الحارة لمن يريد هو أو يذهب به إلى السوق السوداء، ونحن غير قادرين على شرائه من السوق السوداء بالسعر الكبير”.
وواصلت” عن السفرة الرمضانية فأنا أبدأ بتحضيرها الساعة الواحدة ظهرًا في حوش البيت على أوراق الكتب والكراتين، أقوم بتحضير خبز الطاوة والقليل من الأرز والشاي ومن خبز الطاوة أحضر القليل من الشفوت إلى جانب الأرز والشاي وهذه هي السفرة التي نعيش عليها في رمضان هذا العام”.
من جهتها تقول أم سماء (28عامًا) لـ” يمن مونيتور” في السابق كان لا يأتي رمضان إلا وقد تم الاستعداد له من كل النواحي كنا نقوم بشراء كل ما يحتاجه المطبخ بالإضافة إلى شراء الأواني الجديدة التي سنستخدمها للسفرة الرمضانية وكذلك الزينة التي تجعلنا نشعر أننا نعيش أجواءً رمضانية”.
وأضافت” للأسف الشديد ومع الأزمنة التي تمر فيها بلادنا تجد مائدة رمضان تنقص عامًا فعام عما كانت عليه في السابق وخصوصا هذا العام تجد السفر الرمضان لا يزيد ما فيها عن صنفين أو ثلاثة، الكثير من الناس قد استغنوا عن كثير من الضروريات لأنها تكلفهم وهم غير قادرين على شيء منها، حتى السمبوسة التي كانت لا تخلو منها سفرة رمضانية اليوم استغنى عنها الكثير من الناس لأن سعر الزيت مكلف جدًا، اليوم قارورة الزيت سعة 4 لتر سعرها وصل إلى15ألف ريال والواحد الزبادي يفوق الـ400 ريال ومن أين للمواطن أن يأتي بكل هذا وهو لا يمتلك شيئًا”.
وواصلت” ثلاثة أصناف في السفرة التي أقدمها كل يوم في رمضان وهذا ما نقدر عليه هذا العام مع ارتفاع الأسعار وغياب الدخل، لسنا وحدنا ولكن الكثير المواطنين كذلك فقد صار الجميع في أزمة كبيرة من ناحيتين، ارتفاع الأسعار وغياب الدخل”.