قادة اليمن الجدد “مستعدون للحرب” إذا فشلت جهود السلام مع الحوثيين
يمن مونيتور/فرانس برس
أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي لفرانس برس أن قادة اليمن الجدد “مستعدون للحرب” إذا فشلت جهود السلام مع المتمردين الحوثيين، لكنه شدد على أنّ الأولوية تبقى إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
وقال العليمي مساء السبت في أول مقابلة إعلامية يجريها منذ تعيينه في الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء “خيارنا الأول السلام لكننا مستعدون للحرب”.
وسلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السلطة في 7 نيسان/ابريل إلى مجلس القيادة في شكل مفاجئ في ختام مشاورات للقوى اليمنية استمرت لأكثر من اسبوع برعاية مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وقال إنّ القوى المنضوية في المجلس “قادرة بدعم التحالف” بقيادة السعودية على تحقيق “انتصار ناجز” في مواجهة الحوثيين.
وتخوض حكومة هادي المعترف بها دوليا حربا مريرة ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014 ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد رغم التدخل العسكري بقيادة السعودية في 2015.
وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب وبات على إثره ملايين السكان على حافة المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
ويضم المجلس الرئاسي شخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للانفصال عن شمال البلاد.
وجاء تشكيله بعد أن دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ في مطلع نيسان/ابريل تزامنا مع بداية شهر رمضان، في بارقة أمل نادرة في الصراع الذي مزّق أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقال العليمي الذي كان يمسك مسبحة في يده خلال المقابلة إنّ “الظروف الصعبة التي وصل لها اليمن تحتم على الجميع مغادرة مربع المصالح الشخصية والحزبية من أجل تحقيق السلام”.
ويلتقي قادة المجلس الجدد خلال الأيام المقبلة في اليمن مع مبعوث الامم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ الذي زار صنعاء هذا الاسبوع لأول مرة منذ تعيينه في منصبه في أيلول/سبتمبر الماضي والتقى قادة الحوثيين.
وأوضح العليمي، المدير السابق لمكتب هادي، أن قادة المجلس سينتقلون بعدها “للداخل اليمني لأداء اليمين الدستورية”، دون أنّ يحدّد المكان على وجه التحديد.
ولم يوضح كم من الوقت سينتظر المجلس الجديد الحوثيين للجلوس حول طاولة المفاوضات.
ورفض الحوثيون المشاركة في مشاورات الرياض التي اعتبروها “أرضا للعدو”، لكن العليمي قال “إذا كان هناك جدية لدى الحوثيين للحوار… لن نختلف على مكان عقد المفاوضات”.
وكان الحوثيون اعتبروا قرار إنشاء المجلس الجديد “محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف المرتزقة للدفع بهم نحو مزيد من التصعيد”.
لكن القوى اليمنية المجتمعة في الرياض دعت في البيان الختامي لمشاوراتها مجلس القيادة الرئاسي للتفاوض مع الحوثيين “تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سياسي نهائي وشامل” للنزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
وأشار محللون إلى أن الحوثيين قالوا منذ فترة طويلة إن السلام لن يتحقق إلا بعد مغادرة القوات الأجنبية فيما يعتقد البعض أنهم مهتمون فقط بإجراء محادثات مع السعوديين.
وقالت فاطمة ابو الأسرار من معهد الشرق الاوسط في واشنطن “الحوثيون لا يرون أنفسهم في صراع مع اليمنيين. الحوثيون يرون انفسهم في صراع مع السعودية”.
بدوره يرى المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري إنه إذا لم يحقق الضغط من أجل السلام نتيجة، يمكن للقوات المتحالفة الجديدة المناهضة للحوثيين أن تواصل “حملة منسقة متعددة الجبهات” ضد المتمردين، بشرط أن تتماسك قوات المجلس المتنوعة.
وتابع “لديهم (مجلس القيادة الرئاسي) القدرة على السعي لتحقيق السلام بشراسة أكبر ومواصلة الحرب بشراسة أكبر، والنتيجة الأكثر ترجيحا هي أنهم يحققون قليلا من الأولى وقليلا من الأخرى”.