أتلانتيك كاونسل: اتفاق سعودي- حوثي ليكون “صالح” كبش فداء
قال مركز أتلانتيك كاونسل للدراسات الإستراتيجية في واشنطن إن السعوديين والحوثيين يتفقون على إزاحة الرئيس اليمني السابق من أي حل سياسي مرتقب ليكون كبش فداء. يمن مونيتور/ خاص
قال مركز أتلانتيك كاونسل للدراسات الإستراتيجية في واشنطن إن السعوديين والحوثيين يتفقون على إزاحة الرئيس اليمني السابق من أي حل سياسي مرتقب ليكون كبش فداء.
وأضاف المركز في تحليل كتبه جيليان شويدلر: ” الحوثيون يسعون إلى استكشاف المستقبل بدون «صالح». ويشارك ممثليهم في المحادثات الجارية على مستوى متوسط مع السعوديين الذين يرون أن «صالح» لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل اليمن”.
وأشار المركز إلى أنه: “من الممكن أن نتصور أن يقدم الحوثيون بعض الضمانات حول تحجيم علاقاتهم مع إيران، والتي يعي السعوديون جيدا أنها ليست متطورة بما يكفي، في مقابل منحهم دورا في مستقبل اليمن ما بعد الحرب. يشترك الحوثيون والسعوديون في رغبتهم في الإطاحة بصالح إما عبر مصير بن علي تونس (النفي) أو مصير قذافي ليبيا (الإعدام). وقد انشق اثنان على الأقل من قادة المؤتمر الشعبي العام رفيعي المستوى عن مخيم صالح وهما الآن يقيمان في الرياض ويعملان بتشجيع من الرياض على سحب بساط حزب المؤتمر الشعبي العام بعيدا عن «صالح» من أجل أن يكون له دور في مستقبل اليمن”.
وأكد المركز أنه في حين أن المملكة العربية السعودية سوف تحب أن ترى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يدعو إلى الاستسلام غير المشروط للحوثيين، فإن هناك بذورا متوفرة لهدنة بين الحوثيين والسعوديين تتم خلالها الإطاحة بـ«صالح» ككبش فداء.
وأضاف: “على الرغم من أن الحوثيين يريدون أن يروا السعودية أكثر تواضعا، إن لم يكن أكثر ذلا، ولذا فإنهم يواصلون شن هجمات عبر الحدود في المملكة العربية السعودية، إن منطق التحالف المصالح طويلة الأمد قد يجبرهما على التعاون من أجل الإطاحة بـ«صالح»”.
تحالف الحوثيين و«صالح» ليس على وشك الهزيمة عسكريا، ولكن تبدو هناك فرصة في التوصل إلى أرضية مشتركة في المحادثات الجارية، وهذه الأرضية سوف تأتي على حساب استبعاد «صالح» من السياسة اليمنية.-حسب المركز الأمريكي.
وتحدث المركز عن تحالف صالح والحوثي الذي قال إن الكثير من الغطرسة والالتفاف المتبادل بين الحوثيين و«صالح». يبدو أن كليهما يعتقد أن بإمكانه الاستغناء عن الآخر بكل سهولة بمجرد انتهاء الحملة التي تقودها السعودية. ولكن مع عدم وجود علامات على حدوث ذلك قريبا، فهل يمكن أن يصمد هذا الائتلاف؟.
ويقول المركز إن عشرات الآلاف من اليمنيين خرجواإلى الشوارع خلال الأسابيع القليلة الماضية لإحياء ذكرى انتفاضة عام 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح». وعلى الرغم من أن أكبر التظاهرات كانت في تعز، فقد أثارت المسيرة التي قادها «الحوثي» في صنعاء العديد من المسائل السياسية الأكثر إثارة للاهتمام. قلة عدد المتظاهرين خلال ذكرى انتفاضة عام 2011 لم تكشف فقط عن غياب وجود الدعم لحركة «الحوثي» ولكن المظاهرة نفسها كانت تهدف إلى إرسال رسالة لحليفهم الحالي «علي عبدالله صالح». إذا كان الأمر كذلك فإن تحالف «الحوثي» و«صالح» في مواجهة السعودية والرئيس «عبد ربه منصور هادي» ربما يكون يتمزق إلى طبقات.
لماذا شارك عدد قليل جدا من سكان صنعاء في هذا الحدث؟ قد يكون السبب الواضح هو أن المدينة قد عانت من تصعيد الغارات الجوية السعودية منذ ديسمبر لعام 2015، ولكن هذا السبب وحده كان ليدفع الكثيرين للاحتفال بذكرى الانتفاضة تعبيرا عن رفضهم للتدخل الأجنبي للسعودية وحلفائها في اليمن. على الأرجح فإن أحد الأسباب الحقيقية يرجع إلى عدم رغبة السكان في المشاركة في حث تنظمه حركة «الحوثي». وقد كانت هناك دوما معارضة قوية لاحتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء منذ سبتمبر من العام 2014 مع وجود شرائح تدعم لحملة التي تقودها السعودية. ذكرت مصادر متحالفة مع حركة «الحوثي» أن ما يقرب من 9000 من اليمنيين قد انضموا إلى تظاهراتهم، ولكن تلك المطالبات تخدم الأهداف الدعائية للحركة أكثر مما تعبر عن الواقع. غياب الحشود يدلل على فشل الحوثيين في الحصول على دعم شعبي واسع حتى من بين صفوف العديدين من الذين يشتركون معهم في رفض التدخل السعودي في اليمن.
وتابع المركز: “السؤال الأكثر إثارة للاهتمام يتعلق بأسباب سعي «الحوثيين» لتنظيم مسيرة في المقام الأول. أجبرت الحشود التي خرجت إلى الشارع في عام 2011 «صالح» على الاستقالة بعد أن تدخل مجلس التعاون الخليجي ليمنحه حصانة من الملاحقات القضائية. ولكن الشعب اليمني لم ينس ثلاثة عقود من القمع والفساد في عهد« صالح»، لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل حول إذا ما كان تنظيم الحوثيين لهذه المسيرة يهدف إلى تذكير «صالح» بمدى حاجته إلى التحالف معهم على الأقل بقدر حاجتهم له. وبهذا المعنى، فإن إحياء انتفاضة 2011 هو إحياء لمعارضة «صالح» كما يمثل إحياء مستمرا لرفض عودته إلى السلطة. إذا كان هذا هو القصد وراء مسيرة الحوثيين التاريخية، فإنهم قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة”.
ويقول المركز: “يعود العداء ما بين «صالح» والحوثيين إلى ما قبل اندلاع المواجهات المسلحة بينهما في عام 2004، وقد سعى «صالح» إلى تحجيم تطلعات قادة الزيدية في الشمال حيث انتشرت في عهده الممارسات السنية الوهابية حتى في المناطق التي تسيطر عليها الزيدية من قبل السكان المحليين الذين درسوا في المملكة العربية السعودية. في وقت مبكر من التسعينيات، اعتمد الحوثيون التمسك بالمبادئ الدستورية كاستراتيجية لمنع توغل السلفية. وقد حرصت الحركة، السلمية حتى ذاك التوقيت، على التأكيد على الهوية والممارسات الدينية الزيدية بين الشباب الشمالي. وقد سمح «صالح» بتوسع السلفية الوهابية في الشمال ولكنه لم يتدخل بشكل مباشر لفرض ذلك”.
البداية الدقيقة لتحالف «الحوثي» و«صالح» لا تزال موضع خلاف. ولكن عندما غزا الحوثيون صنعاء في سبتمبر من العام 2014 فإن وحدات الجيش الموالية لـ«صالح» لم تتدخل وربما ساعدت الاحتلال الحوثي للمدينة. قرأ معظم المراقبين في هذا التوقيت هذا التصرف على أنه إعلان رسمي للتحالف ضد «هادي» الذي تدعمه السعودية. كما اتفق الأصدقاء الجدد أيضا على عدائهم للانفصاليين الجنوبيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويقول المركز: “جلب صالح إلى التحالف جزءا كبير من الجيش اليمني من أصحاب التدريب العسكري والقدرة على التعامل مع الأسلحة الثقيلة، وقال إنه جلب أيضا الدعم من شبكات واسعة بين القبائل ومؤيدي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ظل «صالح» يقوده حتى بعد استقالته في عام 2012. يلقي «صالح» باللوم على دول الخليج في هندسة المرحلة الانتقالية التي أطاحت به من السلطة. ويبدو أن «صالح» قد اعتقد أن هذا التحالف هو طريق عودته إلى السلطة من جديد.
ساهم الحوثيون في التحالف عبر ميليشياتهم ذات الخبرة وتحالفهم القوي مع القبائل الأخرى في الشمال. جنبا إلى جنب مع «صالح»، فقد استفادوا من المشاعر القومية التي ترى الجنوبيين بعين الريبة وتنظر إلى المملكة العربية السعودية بوصفها دولة تتلاعب بالسياسة اليمنية. كلاهما يشعران أيضا بالاستياء حيال دور الولايات المتحدة في اليمن، كما أنهما لا ينظران إلى تنظيم القاعدة كحليف محتمل.
المصدر
Is the Houthi-Saleh Alliance Cracking?