بدأها شباب قبل 7 سنوات.. “عابر سبيل” تواصل تحقيق أهدافها في إفطار الصائمين المسافرين عبر لحج اليمنية
يمن مونيتور/ من محيي الدين فضيل
للعام السابع على التوالي، يواصل شباب متطوعين من أبناء محافظة لحج جنوبي اليمن، في تحقيق أهدافهم عبر مشروع “عابر سبيل” لإفطار الصائمين المسافرين بين المدن اليمنية في ظل ظروف اقتصادية صعبة خلفتها الحرب، وأوضاع إنسانية هي الأسوأ في العالم وفق تقارير سابقة للأمم المتحدة.
وتعود الفكرة للعام 2016، عندما تبناها مجموعة من شباب بلدة مقيبرة بمحافظة لحج جنوبي البلاد، عن طريق جمع الطعام من بعض المنازل مع حبات من التمر وقليل من الماء، والوقوف على الخط العام الذي يربط عدن بباقي المدن اليمنية لإفطار المسافرين الذين يمرون وقت أذان المغرب.
وفي موسمها السابع، يواصل الشباب المتطوعون، العمل في المشروع وتحقيق أهداف المبادرة في ظل ظروف اقتصاديه مختلفة عن الأعوام المنصرمة.
“البداية من المنازل”
وفي هذا الشأن، يقول عمار اليماني رئيس المبادرة إن “الاستمرار في هذه مبادرة عابر سبيل يرجع لحاجة المسافرين عبر الخطوط الخارجية حيث يحن موعد إفطار أذان المغرب والكثير من المسافرين الصائمين في طريق السير دون فطور”.
ويشير في حديث لـ”يمن مونيتور”، إلى أن المشروع بدأ بفكرة بسيطة عن طريق تجميع الطعام من بعض المنازل مع حبات من التمر والماء ومن ثم الوقوف على الخط الرابط بين محافظتي لحج والمحافظات اليمنية الأخرى لتفطير الصائمين المسافرين الذين يمرون عبر هذا الطريق، وقت أذان المغرب قبل أن تتوسع الفكرة والمشروع مؤخراً في الوصول إلى إفطار نحو 36000 من الصائمين المسافرين.
بدوره، يقول محسن مقيبرة عضو في المبادرة إن التجهيز اليومي لإفطار الصائمين المسافرين الذي يستهدف من100-120 صائم يوميا تبدأ وقت العصرية حيث يتم تجهيزه في أحد المدارس، عن طريق وضع وجبة الإفطار التي تحتوي على “ثلاث حبات تمر، وكيس ماء وعلبة عصير وفاكهة موز”، ووضعها في كيس حراري ليقوم فريق آخر بنقلها قبل أذان المغرب بدقائق إلى الطريق العام لتوزيعها على الصائمين من المسافرين.
“ارتفاع الأسعار يرفع كلفة المبادرة”
وتسبب ارتفاع الأسعار نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها اليمن، في ارتفاع تكاليف الإفطار اليومي بحسب إفادة القائمين على المبادرة.
ففي الأعوام السابقة، كان التجهيز اليومي لوجبة الإفطار يكلف شراء 4 كراتين عصير و4 أكياء ماء و10 كيلو موز بالإضافة لشراء قوالب ثلجة بميزانية تصل لـ 20 ألف ريال يمني (الدولار الواحد =950 ريالاً)”.
هذا العام، يقول رئيس المبادرة عمار اليماني، إن ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع، وضع الكثير من العراقيل أمامهم حيث عملية شراء المتطلبات ونقلها إلى الطريق العام (مدخل مدينة الحوطة)، إذ يصل التكلفة اليومية لوجبة إفطار المسافرين نحو 300 ألف ريال.
وبالرغم من دخول الحرب في اليمن عامها الثامن إلى أن العديد من المبادرات الشبابية في شهر رمضان المبارك لا سيما في مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تواصل أعمالها الخيرية على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجه القائمين عليها, على عكس المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إذ أسهم الأمن الحوثي التابع للجماعة في وقف كافة المبادرات الخيرية والأنشطة الإجتماعية التي كانت قائمة قبل انقلاب الجماعة، ووصل الحد بذلك إلى منذ تقديم أي مساعدات إنسانية أو عينية أو نقدية حتى للأفراد وفاعلي الخير مالم يكن بأمر من الجماعة.