إعلام الانقلاب.. الهروب من مخاطبة العقل إلى إثارة العاطفة
يستمر اعلام المليشيا الانقلابية في ممارسة أساليب الدعاية والإثارة منذ أن حلت مرحلة الهزائم التي باتت تشكل كابوساً مهيمناً يلاحقهم بدلاً عن مرحلة الانتصارات التي كانوا قد نعموا بها اثناء ما كانت المقاومة الشعبية لا تزال في بدايات التشكّل. يمن مونيتور/ خاص/ من هشام المسوري
يستمر اعلام المليشيا الانقلابية في ممارسة أساليب الدعاية والإثارة منذ أن حلت مرحلة الهزائم التي باتت تشكل كابوساً مهيمناً يلاحقهم بدلاً عن مرحلة الانتصارات التي كانوا قد نعموا بها اثناء ما كانت المقاومة الشعبية لا تزال في بدايات التشكّل.
ما إن تشكلت المقاومة حتى دشنت عهداً جديداً من هزائم الانقلاب أرّق المليشيات الحوثية وقوات حليفها المخلوع لتندفع نحو تبني استراتيجية اعلامية اعتمدت على أساليب الإثارة والدعاية للتأثير على ذهنية المناصرين لهم، وهي غالباً وسيلة تخدير للذهن المناصر للمليشيا منشؤها الإعلام الإيراني في إدارة حروب الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واخيرًا في اليمن وتعتمد الإثارة والتهويل والتفخيم.
أساليب الدعاية والإثارة تكثّفت في اعلام الانقلاب وتنوعت صورها خلال هذه الفترة، ونشطت أكثر مع تزايد الهزائم في معسكر الانقلاب مع التركيز على الإثارة الإعلامية والنفسية على نفوس المناصرين للحركة الحوثية وأتباع المخلوع “صالح” بهدف تغييب عقولهم والتلاعب بقدرتهم العقلية وتخليصهم من أي قدرة على التمييز.
وكمثال على ذلك، تقوم قنوات الانقلاب ببث خبر يصور انتصارات زائفة، ويرافق عملية بث الخبر صوت مصاحب، على شكل زاملٍ تعبويٍ تكون مهمته التغطية على حقيقة الخبر الكاذب، وذلك عبر استجاشة حضور العاطفة وتفاعلها مع الزامل ومعها تصبح الهزائم في مخيلة الأتباع على أنها انتصارات.
وتعمل استراتيجية الإثارة في إعلام الانقلاب على تحويل الهزائم إلى انتصارات، وتصوّر التعاون مع إيران و”حزب الله” على أنه متطلب وطني، واصطفاف ضمن معسكر الممانعة لإسرائيل وامريكا.
كما أن استراتيجية الإعلام الانقلابي القائمة على المتناقضات وانتهاج أساليب الإثارة تعتمد على تحويل التدمير الممنهج للتعليم والاقتصاد ومقومات البلد على يد الانقلابيين إلى إنجازات تاريخية كما هي حكاية المليشيات مع شركات الصرافة، ومسألة الصعود والهبوط للعملة الوطنية، وكذلك حكاية المليشيات الانقلابية مع النفط.
إذ تعمد على إخفاء كميات النفط وتتذرع بالتحالف العربي، غير أنها سرعان ما توفر كميات منه ولكن في السوق السوداء، فتسجل ذلك ضمن سجلات الانجازات التي لا يفتر إعلامها عن الترويج لها وحصرها لمناصريه، وهكذا عمدت استراتيجية اعلام الانقلاب في مخاطبة مؤيدها وأنصارها بعد أن سلبتهم القدرة على التمييز، وسط ضغط الإثارة الإعلامية.