آراء ومواقفالأخبار الرئيسيةغير مصنف

الحرب في اليمن والسيد “حسن “

علي العمراني

بدأ حسن نصر الله في الأمس كعادته خطيبا مفوها في  شكل يقل نظيره في هذا العصر العربي ، ولعل الخطابة هي  بضاعته الوحيدة.. لكنها في جوهرها بضاعة زائفة  مزجاة..! بدأ حسن نصر الله في الأمس كعادته خطيبا مفوها في  شكل يقل نظيره في هذا العصر العربي ، ولعل الخطابة هي  بضاعته الوحيدة.. لكنها في جوهرها بضاعة زائفة  مزجاة..!
كعادته،  بدأ “السيد حسن”  يمثل حالة تخلف عميقة مخجلة لا علاقة لها بالحق والعدل ولا بالعصر ولا بتطلعات البشر في المساواة .. عمامته السوداء تقول : هنا السيد ومن عداه سمهم ما شئت وكيف تشاء.. أما كلامه فهو يؤكد أنه السيد سليل النبوة وكل من سواه لا بد أن يكونوا غير ذلك ودون  ذلك بكثير.. قال لو أنه لم يقف من حرب اليمن موقفه الذي كان منذ اليوم الأول، لما كان هناك معنى لانتمائه “لمحمد” ولا “لأبي عبد الله الحسين”..!
وأضاف “السيد حسن” أن أهم موقف يتشرف به هو وحزبه ليس مقاومة إسرائيل ولا قتالها ولا ما قدموا من تضحيات في سبيل ذلك  ولا من قَتلوا من الإسرائليين، لكن أهم موقف له شخصيا ولحزبه يتشرف به هو موقفهم من الحرب في اليمن ومن “عدوان السعودية”..!
سيقول  اليمنيون وربما السعوديون والمغاربة والأردنيون والسودانيون  وحتى الأمريكان، من كان يريد الحرب في اليمن يا “سماحة السيد”..؟  عمل اليمنيون بحرص كبير ومعهم كل العالم بما ذلك السعوديون والبريطانيون لتحاشي الحرب في اليمن، وكانت مبادرة الخليج وآلياتها التنفيذية، وكانت حكومة الوفاق والرئيس الجديد، وكان مؤتمر الحوار الوطني ونتائجه، وكانت مسودة الدستور، لكن حلفاءك في اليمن يا سيد حسن ، ولو شئت خلينا نقول “أولاد عمك” ما دام فيها حكاية الإنتماء “لمحمد” و”أبي عبد الله الحسين” مارسوا  الظلم والعدوان  في كل مكان وقتلوا وأجلوا أصحاب دماج ثم اجتاحوا عمران ومن بعدها احتلوا العاصمة صنعاء، وهم يقتلون كل من يقف في طريقهم،  ومن ثَم حاصروا الرئيس ورئيس الوزراء وخطفوا الدولة وجميع مؤسساتها ، وقصفوا عدن بالطيران ومن ثَم اجتاحوها مع  الحديدة وإب وأبين وتعز والبيضاء بقوة السلاح والتقتيل..!
بعض الطيبين قد ينسون سريعا وبعض السذج  قد تنطلي عليهم بلاغة الخطاب والتلاعب بالألفاظ ودغدغة العواطف ، وقد يقولون : شكرًا سيد حسن، إذن فأنت تحب  اليمن الى هذا الحد..! أما لسان حال الأكثرية فسيتساءل  : أين كان حفيد “أبي عبد الله الحسين” هذا وسليل “محمد”  من الظلم الذي حل في دماج ومن التقتيل الذي حدث في عمران ، ومن إجتياح صنعاء ومن تدمير عدن وتعز..؟! هل قال “السيد حسن”شيئا .. هل أنتفد .. هل ندد.. هل نصح ..؟!
أما  السًعوديون فسيقولون : إذن مواجهة السعودية أهم من قضية مقاومة إسرائيل في لبنان لأكثر من ثلاثين عاما كما قال “السيد حسن” بنفسه وبصراحة غير مسبوقة..؟! سيدرك الآن، الذين لم يدركوا بعد، مغزى ومعنى وهدف تبني تكوين مليشيا الحوثي على حدود السعودية من قبل إيران وإسنادها من قبل حزب الله وتفاقم خطرها سنة إثر أخرى حتى تسببت في هذه النكبة  التاريخية والحرب الطاحنة  المدمرة التي تدفع اليمن ثمنها من دماء أبنائها وسيادتها واستقرارها ومعيشتها ..
قد يعاب على نخب اليمن وقادتها والعرب والخليجيين أنهم تأخروا في إدراك خطر الحوثية حتى تفاقم على النحو الذي هو عليه الان .
وبين دعاوى التعاطف الزائف والحب القاتل  الذي يدعيه أمثال نصر الله من جهة ، وبين استهتار كثير من قادة اليمن  وجشعهم الذي استمر طويلا، إضافة إلى خذلان اليمن  الطويل وتجاهلها من قبل أشقائها،  تدفع اليمن الان الثمن الغالي..لكنها في غنى أكثر من أي شيء آخر، إلى تعاطف من هذا النوع “الحسيني” “المحمدي” القادم من “حدود إسرائيل” ومن مدينة قم والنجف ومن فوضى لبنان ومن  على أنقاض سوريا وخراب العراق  .. حاشا الحسين ومحمد من كل هذه الدعاوى الباطلة، والإنتماء الجهول،  وهذ التعصب الطائفي الظلوم  المذموم  العابر للحدود المدمر لكل الأواصر .
من صفحة وزير الإعلام اليمني الأسبق على (فيسبوك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى