“مشاورات الرياض”.. يمنيون يرونها فرصة نادرة للسلام وبداية لحل الأزمة
يمن مونيتور/ (رصد خاص من نورالدين محمد)
بعد سبع سنوات من اندلاع الحرب في اليمن والتي خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، يترقب الشارع اليمني والأمل يحدوهم للوصول إلى “كلمة سواء” عبر المشاورات اليمنية التي انطلقت اليوم (الأربعاء) في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعاصمة السعودية الرياض، رغم عدم مشاركة الحوثيين.
وأعرب مسؤولون وسياسيون وكتاب يمنيون عن أملهم في أن تُسفر هذه المشاورات، في إنهاء معاناة ملايين اليمنيين وأن تكون بداية لحل الأزمة التي طال أمدها، ونافذة لمعالجة كافة مشاكل البلاد.
وبين من يرى المشاورات فرصة نادرة يجب استغلالها وعدم تفويتها، وبين من يشكك في مخرجات هذه المشاورات نظراً للتجارب السابقة التي جمعت أطراف الصراع، وبين رأي ثالث فاقد للأمل في ظل عدم وجود الحوثيين في المشاورات.
ودخلت عملية السلام باليمن في موت سريري، منذ رفع مشاورات الكويت، في 6 أغسطس/ آب 2016، التي رعتها الأمم المتحدة لمدة تسعين يوما، ووصلت إلى طريق مسدود، إثر رفض وفد الحوثيين التوقيع على اتفاق سلام كانت الحكومة الشرعية، المعترف بها دوليا، قد رحبت به.
ومع دخول الحرب في اليمن عامها الثامن، تأتي مبادرة مجلس التعاون الخليجي في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة، تتطلب من جميع الأطراف اليمنية فهم هذه الظروف ودراسة أثرها وتقييم انعكاساتها على العالم أجمع واليمن بوجه خاص، وفق مراقبين.
كثير من السياسيين والكتاب اليمنيون، يرون في هذه المشاورات فرصة نادرة للسلام يجب أن لا تضيع وبصيص أمل نحو إنهاء الأزمة، بعد أن حصدت السنوات الماضية من حياة اليمنيين الكثير من الأرواح والدماء وأدت إلى تدمير البنى التحتية، وحرمت المواطنين من أبسط مقومات الحياة.
“ثغرة في النفق المظلم”
رئيس مجلس النواب اليمني، الشيخ سلطان سعيد البركاني، قال إن “المشاورات الجارية برعاية مجلس التعاون الخليجي ثغرة في النفق المظلم، مشدداً أن على السياسيين وقادة البلاد العمل على الحفر عميقاً في الجدار لإيجاد مخرج مناسب لليمن الذي طال عذابه واستعادة دولته ونظامه الجمهوري.
من جانبه، يقول رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، إن “مشاورات الرياض محاولة أخوية خليجية رفضها الحوثيين، فأظهروا عداوة للسلام، وكرهًا لليمن واليمنيين والمنطقة”.
وأشار إلى أن “المشاورات الجارية إن لم تنجح في تحقيق السلام الدائم والشامل، فإنها ستنجح حتمًا في توحيد صفوف المقاومة، والمواجهة مع الحوثيين وإيران” حد قوله.
مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي يرى بعد سبع سنوات من الحرب في اليمن، أن “مشاورات الرياض فرصة حقيقية للسلام نأمل أن لا تضيع”.
“كسر الجليد”
من جانبه، وصف الصحفي اليمني غمدان اليوسفي، “المشاهد الأولى لمشاورات الرياض بأنها “تكسر الجليد الذي تشكل منذ 2014 بين القادة السياسيين”، مشيراً إلى أن عدد كبير من الأطراف التي تنافرت وأشعلت حروبا في وسائل التواصل، وقطيعة على الأرض.
وأضاف: “اليوم يتعانق الجميع في قاعة واحدة، وهي فاتحة ربما لفتح سيرة جديدة من التفاهمات وكسر الجمود السياسي”.
بدوره، قال الكاتب اليمني، صالح البيضاني، إن “المشاورات اليمنية تكتسب أهميتها من الجهة التي دعت إليها وهي مجلس التعاون الخليجي صاحب التجربة الناجحة في اليمن المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي نزعت فتيل حرب وشيكة في العام 2011، كما تكمن أهمية المشاورات في توقيتها حيث بات الملف اليمني على مفترق طرق”.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله أبو الغيث، إن “اليمنيين يأملون في أن تكون هذه المشاورات خطوة قوية لإسقاط الانقلاب الحوثي وإنهاء التدخل الإيراني وكبح جموحه وطموحه في النفاذ إلى المنطقة”.
ولفت إلى أن “اليمنيين يتطلعون إلى ضم اليمن لمجلس التعاون لدول الخليج، وهو ما يجب أن يكون منذ زمن بعيد لأواصر القربى والجوار ولروابط التاريخ والجغرافيا وللعلاقة التاريخية الوثيقة بين اليمن وأشقائه في الجزيرة العربية”.
الجدير بالذكر أن المشاورات اليمنية التي انطلقت في الرياض في ظل غياب الحوثيين، من المقرر أن تناقش الأطراف اليمنية 6 محاور، هي العسكرية، والأمنية، والعملية السياسية، والإصلاح الإداري والحوكمة ومكافحة الفساد، والمحور الإنساني، والاستقرار والتعافي الاقتصادي، وفق وسائل إعلام يمنية وخليجية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.