بحضور أممي ودولي.. انطلاق اليوم الأول للمشاورات اليمنية بغياب الحوثيين
يمن مونيتور/ (رصد خاص)
انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي المشاورات اليمنية بمشاركة مكونات وأحزاب وشخصيات يمنية، لكن من دون مشاركة الحوثيين الذين يرفضون إجراء الحواء في السعودية وقدموا مبادرة أخرى رفضتها الحكومة اليمنية.
وشارك في المشاورات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في المشاورات التي تجري برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر لأكثر من أسبوع.
وحسب برنامج المشاورات، فإن المباحثات تجري حول ست محاور “عسكرية وسياسية وإنسانية، واقتصادية، وتنموية، واجتماعية، واعلامية”.
وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض، بكلمة ألقاها الأمين العام نايف الحجرف، والتي أكد فيها على أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لأزمة اليمن”.
وقال الحجرف، إن “اليمنيين جميعا يتابعون مشاورات اليوم، ويأملون التوصل إلى حل بين الفرقاء”، مشيراً إلى أن هذه المشاورات تمثل منصة لتشخيص الواقع، لنقل اليمن من الحرب إلى السلم”.
وأضاف: “نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل واقع يجب تحقيقه (..) لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن ولا مستقبل إلا ما يتفق عليه اليمنيون”.
وأردف قائلاً: “نحن على يقين بإن أبناء الشعب اليمني وبما عُرف عنهم من حكمة وإيمان سيحققون، بإذن الله تعالى، الأهداف السامية النبيلة التي من أجلها تنطلق المشاورات اليمنية – اليمنية..”.
من جانبه وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إعلان التحالف العربي وقف العمليات العسكرية في اليمن، بـ”الخطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن يؤدي المشاورات اليمنية إلى دفع المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي شامل.
وقال غروندبرغ: “نحتاج إلى كل دعم ممكن للوصول إلى حل شامل لأزمة اليمن (..) الحرب شلت الاقتصاد والأجيال الشابة تدفع من مستقبلها ثمن هذا النزاع”.
وأضاف: “النزاع أثر بشكل أكبر على النساء والأطفال (..) الشعب اليمني يريد سلاما عادلا ومستمرا”، واختتم كلمته قائلا: “هناك حاجة إلى هدنة مع بداية شهر رمضان لتقديم المساعدات الإنسانية”.
وتابع أن الأمم المتحدة تثمن جهود مجلس التعاون لإنهاء الأزمة اليمنية، مؤكدا أن التعاون مع المنظمات الإقليمية سيسهم في حل الأزمة اليمنية.
من جهته أعرب المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، عن أمله في اغتنام جميع أطراف الصراع فرصة المشاورات، لتحسين حياة الشعب اليمني.
وأوضح ليندركينغ: “إطالة أمد الحرب في اليمن ساهمت في تعميق الفجوة بين جميع الأطراف (..) اليمنيون وحدهم من يقررون مستقبلهم”.
بدوره، أشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، إلى الجهود التي بذلتها المنظمة من أجل حل الأزمة اليمنية.
وقال طه: “الحوار هو الخيار الأوحد لحل الأزمة اليمنية (..) من حق الشعب اليمني أن يتطلع إلى العيش الكريم والمستقبل الأفضل”.
فيما رحب المبعوث الأمريكي ليندركينغ، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بإعلان التحالف العربي وقف العمليات العسكرية في اليمن.
وأعرب عن أمله أن “يغتنم الجميع فرصة المشاورات لتحسين حياة الشعب اليمني”، مشددا على أن اليمنيين وحدهم من يقررون مستقبلهم.
ولفت إلى أن “إطالة الحرب في اليمن ساهمت في تعميق الفجوة بين الأطراف اليمنية”.
بدوره، قال السفير إبراهيم الداودي، نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن” الأزمة اليمنية باتت تمثل جرحًا غائرًا في جسد الأمة العربية”.
وأضاف: “آن الأوان لالتئام جرح اليمن وأن ينعم الشعب اليمني الغالي بالأمن والاستقرار (..) نثق بأن هذه المشاورات ستكون نقطة انطلاق نحو حل الأزمة اليمنية”.
بدوره، رحّبت الأردن بانعقاد المشاورات اليمنية – اليمنية،، وبإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني دعماً لجهود إيجاد حلٍّ سياسيٍ يُنهي الأزمة اليمنية.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، هيثم أبو الفول دعم الأردن لجهود إنهاء الأزمة اليمنية التي تتفاقم تداعياتها الإنسانية عبر حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات الدولية الثلاث.
وأضاف “أن المملكة تدعم جهود ومساعي الأمم المتحدة لحلّ الأزمة اليمنية، وتدعو الأطراف اليمنية للبناء على انطلاق هذه المشاورات، وتشجعها على الاستجابة لمساعي إيجاد حلٍ سياسيٍ للأزمة”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.