أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

(حوار خاص) الصليب الأحمر يدعو العالم إلى عدم نسيان الأزمة الإنسانية الكبيرة باليمن

يمن مونيتور/حاورتها افتخار عبده

قالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط،  إيمان الطرابلسي إن” ضخامة  الاحتياجات الإنسانية في اليمن ما تزال  كبيرة، وتكبر مع كل سنة”.

وأفادت  أن ” اهتمام  العالم   بالشأن الإنساني داخل اليمن يقل مع مرور الزمن في ظل الاهتمام بقضايا أخرى؛ وهذا  بلا شك سيمثل خطرًا مضاعفًا على الملايين من السكان داخل اليمن، الذين هم محتاجين للمساعدة اليوم أكثر من أي وقت آخر في ظل تصاعد أزمات جديدة في العالم كالحرب في أوكرانيا”.

وتطرقت الطرابلسي في حوارٍ خاص مع” يمن مونيتور” إلى أهم أعمال التدخل الإنساني  للجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن. فإلى الحوار :

حديثينا عن نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن؟

اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة في اليمن منذ ستين عامًا، وهذا النزاع القائم في اليمن الذي دخل عامه الثامن جاء على خلفية نزاعات محلية سابقة احتاجت أن تتدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر  لكي تستجيب لاحتياجات المواطنين وتنفذ المهمة الموكلة إليها.

ماهي أوليات الصليب الأحمر في اليمن؟

أولوياتنا في اليمن هي مساعدة ضحايا النزاع  وتعزيز الدعم للمدن الأساسية الهشة والأكثر هشاشة  جراء النزاعات، والسبع السنوات الأخيرة من النزاع قد أدت إلى مزيد من إضعاف المدن الأساسية والبنية التحتية الأساسية التي كانت هشة، واللجنة الدولية تولي اهتمامًا خاصًا بدعم قطاع الصحة وقطاع المياه( البنية التحتية للمياه)  وكذلك تمويل المشاريع الصغيرة المدرة للدخل للفئات الأكثر تهميشًا  والأكثر  هشاشة، ونقدم كذلك دعمًا لمراكز الأطراف الصناعية في مختلف أنحاء اليمن.

أيضًا نحاول أن نحسن وص ل اليمنيين إلى مصادر  الغذاء  من خلال توزيع المواد الغذائية اللذين  تضرروا من النزاع المسلح وخصوصًا النازحين.

ومن بين المهمات الأساسية الموكلة للصليب الأحمر  هو زيارة جوانب الاعتقال وتقديم الدعم المناسب للمحتجزين.

كيف ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الصحي في اليمن؟

الوضع الصحي في اليمن هو متدهور لكنه غير  معزول، سبع سنوات من النزاع وهذا بلا شك يلحق ضررًا في صفوف المدنيين بشكل  مباشر أو غير مباشر، وهذا الأمر خلف أزمةً إنسانية غير مسبوقة في جميع أنحاء اليمن، غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، اليمن اليوم مصنف من بين أكبر الأزمات الإنسانية حول العالم، فالنزاع قد أثر على كل جوانب الحياة الإنسانية.

هناك صعوبة في صول الخدمات الصحية للمواطنين وخاصة للذين يعيشون في  المناطق التي ما تزال تشهد  تصاعدًا في وتيرة العنف، فوصول الخدمات الصحية لهذه المناطق يعد ضربًا من المستحيل، فالناس الساكنون في مناطق التماس من شبه المستحيل أنهم يقدرون على الحصول على المساعدات الصحية المستعجلة، فهم غير قادرين على الحصول على الرعاية الصحية بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب،  بالإضافة إلى أن هذه المناطق المشتعلة لا توجد بها مستشفيات، وهؤلاء مضطرون أن يدفعوا أكثر حتى يصلوا  لأقرب مستشفى، وهذا الأمر يضطرهم لأن يبقوا  في منازلهم على الرغم من وضعهم الصحي المتدهور.

اليوم  51% من المؤسسات الصحية  في اليمن خارج نطاق الخدمة؛ وذلك لأسباب منها:  تضرر البنية التحتية لهذه المنشآت بسبب الحرب القائمة، أو نزوح الكوادر الطبية وكذلك النزوح البشري الكبير، أو نقص المعدات، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية؛ وهذا ماجعل هذه المنشآت غير قادرة على تقديم خدماتها للمرضى.

ماذا عن خطة الاستجابة لكم في اليمن؟

كما ذكرت، ضخامة الاحتياجات داخل اليمن كبيرة، أكثر من 70%من السكان محتاجين لشكل  من أشكال المساعدة  الإنسانية  وهذا يجعل- بغض النظر  عما يمكن أن نحققه نحن كلجنة دولية أو غيرنا من الفاعلين الإنسانيين-، يظل هذا نقطة في بحر ما يستناه الناس أو ما يحتاجونه، وخلال السنة الماضية أكثر من مليون وستمائة شخص حصلوا على الإغاثة من طرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشريكها الميداني  الهلال الأحمر اليمني، ونحن هنا نتحدث عن تقديم  مساعدات غذائية، منح نقدية غير مشروطة، مستلزمات منزلية، مساعدات للمنتجات الزراعية وكذلك الحيوانية بالنسبة للمزارعين، واشتغلنا كذلك على عمل تسع شبكات مياه وعمل صيانة وقطع غيار حول اليمن، ونحن في هذه السنة عملنا سيشمل كل القطاعات لن نخير  قطاعًا على آخر،  لكنا نحاول أن نقدم دعمًا ذا قيمة إضافية في  مجال  الصحة ومجال خدمات حاملي الإعاقات.

حاليًا نحن نقدم الأدوية والمعدات الطبية لأكثر من خمسين مستشفى وثمانية مراكز غسيل وثلاثين عيادة للرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء البلاد.

حدثينا عن التحديات التي واجهتها اللجنة الدولية أثناء عملها الإنساني داخل اليمن؟

كما قلت ضخامة الاحتياجات  في اليمن تجعل الفاعلين الإنسانيين بما فيهم  اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي غير مخيرين بين شكل مساعدة أو آخر، وهذا يجعل عملية التدخل تكون شاملة وكاملة، وعملية الإغاثة لا خيار لها إلا أن تكون معتمدة على طريقة شمولية وبالتالي لا بد ما تأخذ بعين الاعتبار خصائص الفئات المتضررة، على سبيل المثال المساعدات العينية هي مهمة ولكن الناس ينبغي أن يكونوا قادرين على توفير نفقاتهم التي لا يمكنهم الاستغناء عنها مثل دفع الإيجار، ملابس الأبناء… ونحو ذلك

لذلك كما قلت التحدي الأكبر هو ضخامة الاحتياجات الإنسانية في اليمن وهو كبير جدًا ويكبر مع كل سنة.

كيف ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في اليمن خاصة بعد حرب أوكرانيا؟

حاليًا  الأزمة في اليمن ما  تزال  مصنفة على أنها من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، و الآن، بعد سبع سنوات، واهتمام العالم بالشأن الإنساني داخل اليمن يقل مع مرور الزمن، في ظل الاهتمام بقضايا أخرى، وهذا بلا شك  يمثل خطرًا مضاعفًا لملايين  السكان داخل اليمن، وهؤلاء محتاجون  للمساعدات بشكل يومي أكثر من أي وقت مضى، حاليًا مع تصاعد أزمات جديدة في العالم، فالأزمة الأكرانية تجعل اهتمام الناس  بما يحصل في اليمن يقل،  والوضع الإنساني في اليمن  يتدهور على المستوى اليومي، نحن هنا نتحدث عن أناس بشكل يومي تصبح حالتهم أسوأ، لا يستطيعون توفير الغذاء ولا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، ونحن نحاول التذكير أنه ينبغي على العالم ألا ينسى الأزمة الإنسانية الموجودة والمتواصلة في اليمن على امتداد سبع سنوات  وإلى حد الساعة، فكل يوم يوجد تدهور في  الوضع الإنساني في اليمن.

كذلك التمويل لكل الفاعلين الإنسانيين داخل اليمن  يتناقص وهذا ما ينعكس سلبًا على الوضع الإنساني في اليمن اليوم   أكثر من نصف السكان يفتقرون للأمن الغذائي وبالتزامن مع هذا، التمويل في اليمن يتناقص، ونحن الآن نواجه مشكلة كبيرة  والتي يمكنها أن تمثل حياة أو موت  بالنسبة للملايين، وهذا الذي نحاول أن نذكر العالم أنه حتى وإن كانت هناك أزمات أخرى،  فالأزمة في اليمن تستفحل أكثر وينبغي ألا  ننسى  معاناة الناس التي تستفحل أكثر كل يوم في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى