“جواس”.. حامل لواء القردعي وقائد مسيرته النضالية في وأد مشروع الإمامة الجديد
يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
أحدثت الجريمة الإرهابية التي طالت اللواء ثابت جواس بضواحي مدينة عدن مساء الأربعاء، ردود أفعال غاضبة في الأوساط اليمنية.
ويعد جواس من أبرز القادة العسكريين الذين كان الدور البارز في التصدي لجماعة الحوثي المسلحة، منذ بداية تمردها على السلطة المركزية في منتصف عام 2004 حين قاد أول عملية عسكرية ضد التمرد وانتهت بمقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي.
كما شارك في عملية تحرير محافظة لحج في نهاية عام 2015، وقاد عملية تحرير قاعدة العند العسكرية الضخمة في محافظة لحج حيث عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قائدا لهذه القاعدة بعد التحرير مباشرة، وظل في هذا الموقع حتى فارق الحياة.
ويرى ناشطون يمنيون أن جواس لا يختلف عن المناضل الشهيد على بن ناصر القردعى الذي قتل الأمام يحيى حميد الدين في 17 فبراير 1948، بينما جواس قتل مؤسس الإمامة الحوثية التي مازالت ميليشياتها تعبث بالوطن للعام السابع على التوالي.
وينحدر اللواء ثابت مثنى جواس من مديرية حبيل جبر بمحافظة لحج (شمال غربي عدن) وانخرط في السلك العسكري مبكرا وتدرج في عدة مواقع إذ كان أول منصب عسكري تقلده جواس عقب قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو (أيار) 1990 قائد لواء «با صهيب» الذي تمركز في مدينة ذمار وسط اليمن، إلى ما قبل الحرب الأهلية في صيف 1994، شغل بعد ذلك منصب قائد للواء 15 مشاة في محافظة صعدة، وعقب الانقلاب الحوثي في سبتمبر (أيلول) عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قائدا للقوات الخاصة بمدينة عدن، وبعد تحرير محافظة لحج عين قائدا لمحور العند العسكري برتبة لواء.
وذكرت وزارة الدفاع اليمينة أن “الشهيد جواس كان أحد القادة الأوفياء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن وكانت لهم مواقف خالدة ومشرفة في مواجهة مليشيا الكهنوت ومخلفات الامامة والظلام على امتداد المراحل وشارك بشجاعة في مواجهة المليشيا الحوثية ومشروعها الايراني في محافظة صعدة ووقف ببسالة امام مخططاتها التمددية وفي مواجهة مشاريع التمرد والارهاب..
وأضافت: “لقد كان الشهيد جواس قائدا شجاعا ومقاتلا مقداما يقف بشجاعة وثبات في مقدمة الصفوف، وخلد تاريخا من النضال والتضحية في مختلف المنعطفات.. وقد خسر الوطن وخسرت القوات المسلحة باستشهاده واحدا من أبرز قادتها ورجالاتها المخلصين الذين لم يتخلفوا يوما عن أداء الواجب ولم يدخروا جهدا ووقتا في خدمة الوطن ومواجهة أعدائه”.
وأدان البرلمان العربي استهداف موكب جواس ، وعدد من مرافقيه في انفجار سيارة مفخخة في مدخل المدينة الخضراء في محافظة عدن جنوبي اليمن، محذرا من خطورة تصاعد العمليات الإرهابية التي تنال من المدنيين ومن أمن واستقرار اليمن .
وشدد البرلمان العربي على تضامنه الكامل مع الجمهورية اليمنية لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية والتصدي لمخططاتها الخبيثة، التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن هذا الهجوم يشكل اعتداء سافرا على المدنيين وترفضه كافة الأديان والشرائع السماوية، ويشكل تحديا خطيرا للقوانين والأعراف الدولية.
وطالب البرلمان العربي المجتمع الدولي بتكثيف الجهود والتحرك العاجل لوضع حد لهذه التنظيمات ومواجهتها بشكل حثيث ودعم جهود الدول الوطنية في هذا الشأن.
يقول الباحث اليمني نبيل البكيري: ما كان لمثل هذا البطل والقيل اليماني العظيم إلا أن يموت واقفا كالجبال الشامخة.
وأضاف أن جواس رحل شهيدا بطلا مكللا بالفخار ككل الابطال الكبار الذين لا تعرف السكينة والدعة والراحة إلى حياتهم طريقا.
وتابع: رحل البطل جواس تاركا واحدة من أنصع صور البطولة في مقارعة أقذر فكرة كهنوتية في تاريخ اليمن.
من جانبه يعلق الناشط عبدالسلام محمد قائلا: كنت أعتقد أن الرجل المناسب للحوار مع الحوثيين هو خصمهم اللدود وقاتل مؤسس حركتهم الإرهابية اللواء ثابت جواس.
وأضاف: اليوم استشهد هذا البطل في عملية إرهابية لا تبتعد عن أسلوب الحرس الثوري الإيراني في اغتيال خصومهم.
لافتا: لم يكن ليبق هذا الرأس اليماني حتى يرى حوثيا يتحاور معه بغير البندقية!
ويذهب المحلل السياسي ياسين التميمي: “لا استبعد ان يكون جواس قد قتل على يد فرقة قتل متجولة في عدن تعمل لحساب الحوثيين او بالأحرى تحت اشراف المخابرات الايرانية التي ترعى الانفصاليين كما ترعى الحوثيين ونجحت في توحيد مشروعهم الفوضوي”.
وأشار إلى أن قتل ثابت جواس في السياق الامني المضطرب والمشوه الذي تعاني منه مدينة عدن حيث لا مرجعية امنية مسؤولة او جديرة بالتقدير، وما حدث ويحدث وسيحدث ليس الا محصلة طبيعية لاندحار الدولة وأجهزتها بسلاح التحالف وادواته وتشكيلاته التي تقاتل بالوكالة”.