(انفراد).. الحوثيون يفرضون “مجهود حربي” مقابل “الغاز المنزلي”
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، واحتياج الناس للكثير من متطلبات الحياة الأساسية اليومية، فرضت جماعة الحوثي المسلحة في مناطق سيطرتها، مجهود حربي جديد مشروطاً بأسطوانة الغاز المنزلي المنقطع عن بعض السكان لأكثر من ثلاثة أشهر متوالة وبسعر هو الأعلى منذ بدء الحرب.
وقال سكان ومواطنون في مناطق متفرقة من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، لـ”يمن مونيتور”، إنهم تلقوا سندات رسمية من جانب الجماعة إلى جانب كروت الغاز تطالبهم بدفع 1000 ريال مجهود حربي، ونحو 6000 ألف ريال قيمة أسطوانة الغاز المنزلي سعة 13 لتر”.
وأبدى الكثير من المواطنين استيائهم وتذمرهم الشديد من هذه المتطلبات الجديدة للجماعة، التي تأتي بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، في ظل تنصل الجماعة من دفع المرتبات لأكثر من ستة أعوام، واستمرار أزمات الوقود والغاز المنزلي التي ضاعفت من معاناة المواطنين.
ومنذ أسابيع تعاني المناطق الخاضعة للحوثيين من بينها العاصمة صنعاء، أزمة خانقة في الوقود، ترافقها أزمة أخرى في مادة الغاز المنزلي منذ أشهر، وسط اتهامات للجماعة بالمتاجرة فيها عبر السوق السوداء.
وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بالاستحواذ على 55% من إجمالي إنتاج الغاز المنزلي عام 2021، متهمة إياها ببيعه في السوق السوداء بأسعار خيالية للإثراء وتمويل مجهودها الحربي.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن الإحصائيات تؤكد حصول مناطق سيطرة الحوثيين على النصيب الأكبر من الإنتاج العام للغاز في عام 2021، حسب وكالة سبأ في نسختها الحكومية.
وحسب إحصائيات حكومية، فإن كمية الغاز المصدر من مأرب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تبلغ 14 ألفاً و739 مقطورة غاز، أي ما يعادل أكثر من 32 مليوناً اسطوانة غاز منزلي.
وتشير الاحصائيات الحكومية إلى أن ما يتم ايصاله إلى مناطق سيطرة الحوثيين يصل ما نسبته 55 % من إجمالي الانتاج العام للشركة، وتصل أسطوانة الغاز إلى صنعاء بسعر 1700 ريال من العملة القديمة، في حين يبيعها الحوثيون للسكان بسعر 6000 ريال عبر عقال الحارات، وفي السوق السوداء والمطاعم وسيارات النقل يصل سعرها إلى قرابة 20 ألف ريال في الأيام العادية وفي حال ما كان هناك أزمة يصل سعرها إلى أكثر من 30 ألف ريال.
وتشير تقديرات في شركة الغاز اليمنية بأن أرباح جماعة الحوثي من بيع الغاز المنزلي في 2021 تفوق 350 مليار ريال فقط من أسطوانات الغاز القادمة من مأرب، ناهيك عن الغاز المستورد.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.
وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.