ملايين الأطفال في اليمن يواجهون صعوبات للحصول على علاج طبي حاسم
يمن مونيتور/ “رويترز”
تقتات الغرغرينا على قدم زمزم ذات الستة عشر عاما بسبب مرض لم يتلق العلاج المناسب، فيما هي تنتظر راعيا يدفع مقابل جراحة لعلاج عيب خلقي في القلب.
زمزم من بين ملايين اليمنيين الذين يواجهون صعوبات جمة للحصول على علاج طبي حاسم لإنقاذ حياتهم وسط حرب دائرة منذ نحو سبع سنوات أتت على القطاع الصحي في البلاد، وعرقلت قدوم الجراحين الأجانب وقيدت السفر للخارج وأشاعت الفقر.
ويقول الطبيب محمد الكبسي، رئيس مركز القلب في مستشفى الثورة بالعاصمة صنعاء إن بالمركز نحو ثلاثة آلاف طفل ينتظرون جراحات معقدة في القلب.
وقال “كانت الفرق الطبية الأجنبية تأتي وتتعامل مع نحو مئة حالة في الأسبوع… الآن الحالات تراكمت لعدم وجود الفرق الطبية ولعدم توفر المواد الطبية المتخصصة الدقيقة”.
ولحسن حظ زمزم، تقدم أحد الرعاة هذا الأسبوع لتغطية تكلفة تبلغ نحو 2000 دولار مقابل صمام للقلب. لكن والدها، الذي يعمل في إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية، سيضطر لرد المبلغ.
وانهار الاقتصاد اليمني خلال الحرب الدائرة بين تحالف تقوده السعودية وحركة الحوثي التي أخرجت الحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء في أواخر 2014.
وتسبب الحصار الذي فرضه التحالف على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات المدنية منذ سنوات.
ودفعت الحرب أسرة زمزم للفرار من منزلها في 2015 وأجبرتها على النزوح مجددا العام الماضي. وبعد السفر إلى صنعاء لتلقي العلاج الطبي كافح والدها ليجد مأوى لطفليه الصغيرين الآخرين.
ولم تفلح مساعيه، فكانوا يبيتون في الشارع خارج المستشفى بينما تنتظر ابنته من يدفع تكلفة علاجها، على أمل ألا يتسبب تخثر دم التهابي آخر في مزيد من الضرر.
ودعمت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى قطاعات من النظام الصحي المتداعي في اليمن، لكن التمويل لم يف بالمتطلبات في السنوات الأخيرة.
ولم تفلح حملة لجمع الأموال تقودها الأمم المتحدة إلا في تأمين 1.3 مليار دولار فقط من خطة العام الحالي التي تبلغ إجمالا 4.27 مليار دولار.
وحذرت وكالات إغاثة من أن الغذاء ومشروعات الصحة والصرف الصحي ستشهد مزيدا من التقليص.
وفي مستشفى آخر، لا يعرف والد جابر البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة من أين سيأتي بتكلفة عملية جراحية تبلغ 830 دولارا لتركيب منظم لضربات قلب ابنه بعد أن تعطل المنظم القديم، إضافة إلى ثمن الجهاز نفسه وقدره 1400 دولار.
قال “لا أملك أي مال، بالكاد جمعت المال لشراء الجهاز”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.
وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.