مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن: نركز في مشاورات عمّان على حوار سياسي موجه نحو الحلول
من مونيتور/ قسم الأخبار
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الثلاثاء، على أهمية “الحاجة الى حوار سياسي جاد وبناء موجه نحو حل سلمي للأزمة اليمنية”، وذلك خلال المشاروات الجارية في الأردن.
جاء ذلك، خلال تقديمة أمام مجلس الأمن، تقريراً حول مشاوراته طوال الأسبوع الماضي في عمّان مع الأحزاب السياسية، ومستجدات الأوضاع في اليمن.
وقال إن “أي إجراءات مؤقتة محتملة لخفض التصعيد في اليمن لن تصمد إلا إذا دعمتها عملية سياسية”.
وأضاف: “أركز مشاوراتي على الأولويات العاجلة وطويلة الأجل لجدول أعمال العملية متعددة المسارات في سياق إطار العمل. أتمنى أن تكون تلك البداية لحوار جاد بين اليمنيين حول إيجاد نهاية للحرب.”
وتابع: “بدأ مكتبي مشاورات منظمة مع كافة الأطراف وأشعر بالتشجيع بسبب مشاركة الأحزاب السياسية والخبراء والمجتمع المدني اليمني”.
وفي 7 مارس/ آذار الجاري، أعلن غروندبرغ أنه بدأ سلسلة مشاورات في العاصمة الأردنية عمان مع أطراف يمنية، تطوير إطار عمله متعدد المسارات لحل الأزمة وإنهاء الحرب.
وحذر المبعوث الأممي من تداعيات تدهور الريال اليمني الذي فقدت 20% من قيمتها في مقابل الدولار منذ شهر كانون الثاني/يناير الماضي، داعياً في ذات الوقت إلى إجراءات عاجلة لخفض التصعيد.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض التصعيد وتخفيف أزمة الوقود وتحسين حرية الحركة”.
وقال إن “إن مئات من اليمنيين المسافرين يعانون من قيود شديدة على حرية الحركة، بسبب إغلاق المطارات وانتشار نقاط التفتيس، وإغلاق الطرق”.
وأكد المبعوث الأممي أن “النهج العسكري لم يسفر طوال سنوات القتال إلا عن تدمير المؤسسات والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والبيئة في اليمن.”
وأشار إلى أن “جماعة الحوثي ما تزال تواصل هجومها الوحشي على مدينة مأرب منذ سنتين”، داعياً إلى وقف القتال في مأرب فوراً.
ولفت إلى مقتل 47 طفلاً وطفلة في اليمن خلال أول شهرين من العام الجاري، مشيراً إلى أنه تم التحقق من سقوط 10,200 طفلاً وطفلة بين جرحى وقتلى منذ سبع سنوات، ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.”
ودعا المبعوث الأممي إلى عدم تحويل الموانئ اليمنية إلى مناطق عسكرية، مشيراً إلى أن استمرار القتال وانتشار نقاط التفتيش وإغلاق الطرق الرئيسية يعيق من حرية الحركة داخل البلاد، خاصة في تعز.”
وكان بيان غروندبرغ في الأسبوع الماضي، قال إنه ”سيتم استشارة أكثر من 100 رجل وامرأة يمني من الأحزاب السياسية والقطاعات الأمنية والاقتصادية والمجتمع المدني” خلال الأسابيع المقبلة في الأردن واليمن.
من جانبه، قال وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إن الصراع الحالي في روسيا وأوكرانيا قد يؤثر على الأزمة اليمنية لأن ثلث واردات القمح يأتي من تلك الدولتين.
ولفت غريفيث في كلمة له خلال جلسة مجلس لأمن، إلى أن “الاقتصاد اليمني المعتمد على الواردات بات أكثر هشاشة لأسباب خارج عن سيطرة اليمن”.
وطالب وكيل الشؤون الإنسانية الأمم المتحدة بمساعدة الملايين من اليمنيين المهددين، معرباً عن أملة بتقديم وعود سخية خلال مؤتمر المانحين الخاص باليمن.
وأشار إلى أن أكثر من 300 ألف مدني نزحوا من ديارهم خلال العام 2021، في حين بلغ اجمالي النازحين اليمنيين 4.3 مليون نازح منذ العام 2015.
وقال إن القتال في اليمن خلال العام 2021 أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 2500 مدني، مؤكداً حاجة اليمن إلى المساعدة وانتشار الأمراض يفاقم الأزمة الإنسانية.
الجدير ذكره أن هذه الجلسة الأولى تأتي بعد القرار 2624 الصادر في نهاية فبراير/شباط الذي جدد نظام العقوبات في اليمن ووصف الحوثيين بالجماعة الإرهابية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.