في يومها العالمي.. المرأة اليمنية في صراع من أجل البقاء وحلم العيش الكريم
يمن مونيتور /تقرير خاص
النساء في العالم تحتفي باليوم العالمي للمرأة، لأنها تشعر أن هناك انجازًا كبيرًا تحقق لأجلها، وأما المرأة اليمنية فما تزال تكابد الحياة، تصارع لتبقى على قيد الحياة لا أكثر.
المرأة اليمنية خلال سنوات الحرب هي أم الشهيد وأخت الجريح وخالة المختطف وعمة المفقود، بما يعني أنها تعيش وجعًا كبيرًا لا يمكن وصفه، وأما عن حقوقها فهي بلا شك مركونة في أدراج الأحلام والطموحات التي لم تتحقق بعد!.
“أحلم بوطن تعيش فيه المرأة موفورة الكرامة فلا تقضي حياتها وهي أمام خزانات السبيل لتعبئة عبوات ماء بسعة ال 20 لترا و حملها فوق رأسها لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس اللاهبة ثم تخرج للبحث عن الحطب لإيقاد النار في بلد يصدر الغاز لدول العالم و لا يجد أبناؤه ما يفي بأقل القليل من حاجتهم اليومية له “.
هكذا بدأت حديثها نجلاء فاضل لـ “يمن مونيتور”.
وتضيف نجلاء “أحلم بوطن تجد الفتاة فيه فرصتها الكاملة في التعليم بجميع مراحله و الانطلاق بشغف نحو هواياتها و تنمية مهاراتها و تحقيق ذاتها في المجالات التي تجد نفسها قادرة على العطاء فيها”.
وأردفت “أحلم بمجتمع خال من التمييز ، يتعامل مع المرأة بإيجابية و يحفزها لبلوغ آمالها و تحقيق طموحاتها كما يصنع مع الرجل، و يتعامل مع أخطاء الفتاة بنفس الروح التسامحية التي يتعامل بها مع أخطاء الشاب”.
وتابعت نجلاء “أحلم بمجتمع تلغى فيه الفوارق و الامتيازات بين الرجل و المرأة في مجالات العمل فيكون معيار المقارنة و التفاضل بينهما هو جودة العمل و الانضباط في أدائه”.
في السياق ذاته تقول أميمة محمد لـ”يمن مونيتور”جُل ما أتمناه هو أن أصل لأحلامي التي أتوق للوصول إليها من صغري دون أي إجحاف أو تميز؛ لأن أحلامنا للأسف أصبحت محدودة ينبغي علينا ألا نتجاوز شيئًا فيها”.
وأضافت ” ما أريده هو ألا أشعر بأن هناك ذكرًا مميزًا عني، أن أُعامل كبقية الناس؛ كإنسانة لها حقوقها وكينونتها في هذا المجتمع، أريد أن أحظى بتشجيع من الجميع وألا أسمع جملًا مثل: أنت فتاة لا تنفع بشيء كما يقولون”.
وأردفت أميمة” أتمنى أن تنتهي الطبقية الموجودة في مجتمعي وألا تكون هناك مقارنات محبطة مثل بنت فُلان أفضل منك وأخوك أفضل منك ونحو ذلك من الجمل التي نسمعها على مدار الساعة من الأهل والمجتمع”.
وتابعت أميمة “نحن للأسف في بلدنا ما تزال مسألة أن المرأة عملها في الطبخ وأعمال البيت فقط وكأننا خلقنا لأجل هذا ولذا تجد النظرة للفتاة اليمنية من هذه الناحية فقط “.
وواصلت” رسالتي لكل فتاة: عليك أن تجاهدي بمفردكِ لتصلي لأحلامك، أنتِ فتاة عليك أن تتحملي عبء مشوار حلمكِ وعلاوةً عليه كلام الناس ومقارنات الأهل وشحة الإمكانيات ثم ثقافة المجتمع”.
من جهتها تقول، نسبة النمر لـ يمن مونيتور”المرأة اليمنية تعيش في مضمار السباق من قبل وأثناء الحرب كذلك، لم تكتفِ المـرأة اليمنيـة بحمل الأعباء المكلفة بها بطبيعتها البيلوجية بل أصبحت أكـثر كـثافة وأكـثر عـطاء، على الرغـم من التهكم الـمجتمـعي وبعض مـن الـعادات والتقاليد المتعارف عليها”.
وأضافت “ما تزال المرأة اليمنية تبحـر في بحر أحلامها رغـم انكسار مجاديفها، ما تزال تتوهـج، كأم الشهـيد، وربة المنزل، والمدرسة والإعلاميـة …..الـخ، فجميعهـن متجهات نحو النهضة”.
وأردفت أحلم بواقع يرفع من شأن المرأة ويجعل لها قيمة كغيرها من الذكور، أن تعيش فتاة الريف كفتاة الحضر، أن تحصل المرأة اليمنية على حقها التعليمي والوظيفي لا كما يحدث في الواقع اليوم من أن المرأة إما أنها لم تكمل تعليمها أو حتى إذا تمكنت من ذلك فلن تقدر على الحصول على وظيفة مرموقة وإن حصلت فمرتبها ضئيل لدرجة تهين المرأة وتقلل من قيمة ما تبذله من تعب ومشقة”
بدورها تقول، حمامة محمد” أنا كفتاة ريفية لم أحصل على حقي الكامل من التعليم؛ وذلك بسبب العادات والتقاليد المشوهة التي يعاني منها مجتمعنا الريفي، أكملت الثانوية العامة ولم أستطع مواصلة تعليمي الجامعي لأسباب تافهة للغاية، ففي الكثير من أرياف اليمن يعيب على من تغادر قريتها فقط لأجل أن تتعلم؛ بل إن التعليم لديهم محصور في تعلم القراءة والكتابة فقط”.
وأضافت ما أحلم به هو أن أحصل على حقي من العلم أن أكتفي بذاتي وأكون قادرةً على حمل مسؤولية نفسي بنفسي لا أن أكون محاصرة بين أرض زراعية ومطبخ وماشية”.
وتابعت حمامة” المرأة أو الفتاة في الريف حلمها الوحيد أن تكون إنسانة لها قيمتها لها رأيها لها حقوقها حتى على مسألة الزواج أحلم ألا أسمع بقصة إجبار فتاة على الزواج فقط لأن الأب يرغب بذلك أو أنه عيب إذا رغبت الفتاة بالزواج من شخص بعينه”.