صنعاء تعيش أسوأ أزمة مشتقات نفطية منذ سنوات فيما يحتجز الحوثيون مئات المقطورات في الجوف
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من بلال علي:
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء، هذا الأسبوع، أسوأ أزمة مشتقات نفطية منذ سيطرة جماعة الحوثي عليها في سبتمبر/أيلول 2014، في وقت تحتجز الجماعة مئات المقطورات في محافظة الجوف شمال شرقي اليمن.
وتبدو أمانة العاصمة صنعاء خالية -تقريباً- من السيارات مع انعدام البنزين، وارتفاع قيمة الصفيحة 20 لتراً إلى أكثر من 38 ألفاً في السوق السوداء بدلاً من 12 ألف ريال. (الدولار=600 ريال)
وقال سائق دراجة نارية في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن الوضع أكثر سوءاً “عشت في صنعاء طوال الحرب ولم أخرج من صنعاء لم أعرف مثل هذه الأزمة”.
وقال محمد علي رجل (40عاماً) في سوق محلي في حي الدائري إن هذه الأزمة “هي الأكبر والأشد منذ عرفت قيادتي للسيارة قبل 22 عاماً”.
يتحدث السكان في صنعاء لـ”يمن مونيتور” بغضب واستياء عميقين، يوجهون الاتهامات للجميع وفي مقدمتهم الحوثيين.
يطلعنا “علي” على صور في هاتفه لاحتجاز الحوثيين لمقطورات البنزين في محافظة الجوف، ويقول: أنظر كم عدد المقطورات ستحل الأزمة بلا شك، لماذا يتعمدون الأزمة؟ يريدون أن يبيعوا بسعر أعلى كمحترفين في السوق السوداء.
يشكو الحوثيون من وقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية لسفينة اسعافية تحمل المشتقات النفطية، ولم يعلق التحالف على هذا الاتهام.
لكن “علي” يقول إن “المشتقات النفطية موجودة في الجوف، هذا عذر فقط أن ميناء الحديدة محاصر، نعم هو محاصر لكن المقطورات في الجوف لماذا يتم احتجازها، هل يريدون هم فقط أن يبيعوا المشتقات النفطية”.
عوّم الحوثيون المشتقات النفطية في 2016 وسمحوا بالمنافسة على استيراد المشتقات النفطية، لكن الحكومة اليمنية ومحللون وسكان في صنعاء يقولون إن الحوثيين وحدهم يبيعون المشتقات في مناطق سيطرتهم. “من يستورد هم بعض التجار في المصانع ويدفعون جبايات هائلة” كما يقول مسؤول في شركة خاصة بالعاصمة اليمنية صنعاء لـ”يمن مونيتور”.
وقال مصدر محلي في محافظة الجوف عبر الهاتف إن الحوثيين يحتجزون مئات المقطورات شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف منذ أسابيع.
وأضاف المصدر لـ”يمن مونيتور”: يرفض الحوثيون السماح لناقلات البنزين والديزل القادمة من محافظتي حضرموت ومأرب إلى مناطق سيطرتهم، دون تقديم أي مبررات لسائقي الناقلات.
وحاول “يمن مونيتور” التواصل مع شركة النفط التابعة للحوثيين في صنعاء للحصول على تعليل لاحتجاز النفط ورفض مسؤولان هناك التعليق. وقال أحد المسؤولين: إن الشركة ليس لها علاقة بوقف المقطورات في الجوف ويجب التواصل مع العمليات الأمنية. في إشارة إلى عمليات الحوثيين.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.