زيارة وزير الخارجية اليمني لموسكو الجمعة الماضية جاءت في مهمة إحياء دور الدبلوماسية اليمنية، وتعريف العالم بعدالة القضية التي يناضل في سبيلها 25 مليون يمني اختطفت الميليشيا دولتهم، وفجّرت ما كانوا يملكون من مساكن وبنية تحتية.
زيارة وزير الخارجية اليمني لموسكو الجمعة الماضية جاءت في مهمة إحياء دور الدبلوماسية اليمنية، وتعريف العالم بعدالة القضية التي يناضل في سبيلها 25 مليون يمني اختطفت الميليشيا دولتهم، وفجّرت ما كانوا يملكون من مساكن وبنية تحتية.
شيء واحد استطيع أن اتحدث عنه، واثقاً، هنا:
لقد فشلت الدبلوماسية الإيرانية في تسويق بضاعة الميليشيا.. في مقابل نجاح الدبلوماسية اليمنية في اللعب داخل مربعات الخصم، لاحظوا أن هذه أول زيارة لموسكو لمسؤول يمني رفيع منذ بداية الحرب في مارس الماضي، حيث انتعشت الدبلوماسية اليمنية بوجود رجل لديه ما يقوله، ويدرك حجم الدولة التي يمثلها، والظروف الاستثنائية التي تمر بها..
ثمار الزيارة بدأت من هناك، من موسكو التي أكد فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف أن بلاده لن تتدخل في اليمن إلا بطلب من الرئيس الشرعي هادي، بما معناه أن روسيا دولة تتعامل مع دولة نظيرة، وليس مع ميليشيا وأمراء حرب!!
في ابريل العام الماضي، ????كان الروس قد وقفوا في الظل وتركوا القرار الأممي 2216 يمر بسلام، ولو كانوا حلفاء لإيران كما تتوهم لعطلوا مرور أقوى قرار أممي يصدر تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية.
الروس يريدون دولة شرعية يتعاملون معها، وهذه المرة جددوا التأكيد لوزير الخارجية عبدالملك المخلافي أنهم يدعمون شرعية هادي، كما يدعمون شرعية الأسد، فالدولة –أي دولة- من مصلحتها أن تبني علاقاتها مع نظام شرعي وليس مع أحزاب وجماعات وميليشيا، ويشذ عن هذه القاعدة إيران التي لا تبني علاقات وصداقات مع الدول، ولكن مع طائفة ميليشاوية في كل دولة، وتمدها بالسلاح لقتل بقية الشعب، وزرع الطائفية المسلحة، فهي في اليمن تتعامل مع الحوثيين، وفي لبنان مع حزب الله، وفي البحرين مع جماعة الوفاق، وفي العراق مع ميليشيات الحشد الشعبي، وجماعات المالكي والصدر، وهكذا منذ فبراير 1979 ونحن نرى إيران الثورة وليس إيران الدولة.
حتى أن السلوك السوي وإيران أصبحا ضدين لا يجتمعان.. لا مكان في العالم الإسلامي تحضر فيه إيران إلا وحلت الفوضى والنزعات الطائفية والتفجيرات، من ماليزيا التي تفرض قيود صارمة على حركة الإيرانيين إلى موريتانيا التي ضبطت أكثر من خلية تخريبية تدعمها إيران.
لقد ذاقت اليمن الأمرين بسبب صداقتها مع إيران وحضورها غير الطبيعي في الأماكن المشتعلة من صعدة في الشمال إلى بعض فصائل الحراك في الجنوب، وأخذت تداريها بكل الطرق السلمية لإيقاف التخريب المتعمد في اليمن، حتى أخذتنا عنوةً إلى حرب هم من اختاروها وفرضوها على الشعب اليمني، وهو الأمر الذي أكده الوزير المخلافي للروس بأن قيادة الدولة اليمنية لن تلقي غصن الزيتون من يدها، فهي من تستشعر مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب، وممتلكاته، فيما دعاة الحرب وقادة الميليشيا، لا يستشعرون أية مسؤولية، بل يسيرون باتجاه واحد هو التقتيل والتخريب اليومي لكل ما يقف في طريق همجيتهم.
يجب تذكير الروس أنهم أول من اعترف بالنظام الجمهوري وثورة سبتمبر العظيمة عام 1962 التي اسقطت ظلاما عمره ألف سنة، ولأنهم أدركوا باكراً حجم الظلمة التي كانت تحجبنا عن العالم فقد قرروا أن تكون أول مشاريعهم في اليمن بناء «مدرسة الشعب» بتعز، ليدخل الضوء، ويرى الشعب الحياة.
اليوم يقود الوزير المخلافي مهمة صعبة في تجديد الخلايا الميتة داخل البعثات الدبلوماسية، وتصحيح نظرة العالم الغربي تجاه القضية اليمنية.
نقلا عن الوطن القطرية