كيف يؤثر قرار مجلس الأمن ضد الحوثيين على مستقبل الحرب في اليمن؟ (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فارس محمد
اعتمد مجلس الامن الدولي، يوم الجمعة، الاثنين القرار 2624 (2022) تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة يقضي بتجديد نظام العقوبات على جماعة الحوثي ويصفها بـ “جماعة إرهابية” كما يدرج القرار الحوثيين ككيان على قائمة عقوبات حظر بيع الأسلحة ليشمل جميع الحوثيين بدلاً من أنه كان مقتصراً على قادة في الجماعة فقط.
ويعتبر هذا القرار الأول الذي يوسم الحوثيين ب”الإرهاب” ويدين هجماتهم العابرة للحدود باعتبارها إرهابية. وصوت على القرار 11 دولة وامتنعت عن التصويت 4 دول أخرى. ودعمت موسكو القرار للمرة الأولى منذ 2014 على الرغم من علاقتها مع طهران ودعم الحوثيين للهجوم على أوكرانيا.
بهذا القرار كيف سيؤثر على الحرب اليمنية التي تدخل عامها الثامن؟، وأجاب محللون يمنيون على هذا التساؤل، واتفقوا أن له تأثير فاعل في مسار الحرب اليمنية.
يحد من تدفق الأسلحة الإيرانية
وقال الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية علي الذهب “القرار يحد من تدفق الأسلحة التي قد تكون مصدرها دول مثل إيران او جماعات حليفة لها مثل حزب الله والجماعات العراقية والمنظمات العابرة للحدود والتي تمارس عملية الاتجار غير المشروع للأسلحة”.
وأضاف الذهب في حديث لـ”يمن مونيتور”: لكن في تصوري أنه لن يكون لهذا القرار أثر فاعل وأضافي بحيث يؤثر على مسار الحرب ومستقبل عمليات السلام في اليمن.
وأرجع الذهب ذلك إلى أن “الحوثيين لديهم وسائل مختلفة وما لم تستطع الأمم المتحدة الحد منه خلال سنوات الحرب الماضية للحوثيين منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر/أيلول 2014م فأتصور انه لم يضيف شيء جوهريا بقدر ما هو من ناحية معنوية”.
قراءة المزيد.. لماذا امتنعت أربع دول عن التصويت لصالح قرار يوسم الحوثيين ب”الإرهاب”؟ |
ارتباط مستقبل الحرب بقضايا عديدة
وحول مستقبل الحرب عقب القرار الدولي أوضح الذهب أن “مستقبل الحرب مرتبط بقضايا كثيرة جدا، وقرار الحظر او الحظر الذي تضمنه القرار ضمن قضايا أخرى لن يؤثر وهناك ابعاد داخلية معقدة ومصالح إقليمية أكبر ولم ينفذ مثله عدد من القرارات منها 2216”.
وأضاف: الحرب اليمنية لها امتدادات إقليمية وارتباطات إقليمية ودوليه بملفات لم يجر البت فيها.
وعن دور الامارات في القرار قال الذهب “اعتقد ان الامارات ارادت ان تبدأ رئاستها لمجلس الامن خلال هذا الشهر بشيء يخدم قضيتها، لأنها تعرضت لتهديد مباشر من خلال الهجمات التي تعرضت لها من قبل الحوثيين، لكنها في تصوري للأسف كما يقال “ضربة في العارض”.
ويتفق معه الباحث والمحلل السياسي ياسين التميمي حيث يرى أنه لا معنى لفرض حظر لتوريد الأسلحة.
وأشار التميمي أن “أهميته القرار تكون في انه استهدف الحوثيين كجماعة وليس افرادا كما انه سيمهد الطريق لتصنيف الجماعة إرهابية من قبل واشنطن وعواصم غربية أخرى”.
من ناحيته يرى سفير اليمن في منظمة اليونسكو محمد جميح “أن هذا القرار لن يكون له قيمة مالم تكن هناك آليات صارمة لتنفيذ مواده وخاصة ما يتعلق بتهريب السلاح اما من الناحية الدبلوماسية فيعد إنجازا”.
قراءة المزيد.. لماذا دعمت روسيا قراراً يوسم جماعة الحوثي ب”الإرهاب” ويخضعها ككيان لحظر السلاح؟ |
تأثير حرب أوكرانيا
ويبدو أن موقف روسيا بشأن الحرب في اليمن ف مجلس الأمن خضع لاعتبارات متعلقة بهجومها على أوكرانيا.
وقال علي الذهب: “الحرب اليمنية لها امتدادات إقليمية وارتباطات بملفات إقليمية ودوليه ما زالت عالقة، وقد تؤثر الحرب الروسية الاكرانية فيها على شكل أبعاد متعددة متعلقة بالمغتربين، والبعد السياسي والاقتصادي، والبعد الأمني والعسكري، والابعاد المتعلقة بالطاقة والمتعلقة بالأمن الغذائي، وهذه القضايا في كل الأحوال مرتبطة بالأطراف الخارجية للحرب بشكل أكبر لأنها أطراف ممولة وتتحكم في طريقة او أخرى بأمن الطاقة كالنفط والغاز والقرار السياسي والإقليم”.
المستشار القانوني عمر الحميري “يرى في القرار أنه ثمرة تحركات دبلوماسية لدولة الامارات التي حصلت على موافقة روسيا على اقتراحها بإصدار قرار من مجلس الامن يعاقب الجماعةـ روسيا المعرقل الأبرز في استهداف الحوثي بفعل تحالفها الدبلوماسي مع إيران “.
وتابع الحميري: هذا الموقف الروسي غير المسبوق يقايضه امتناع الإمارات عن التصويت في قرار يدين تحركاتها في اكرانيا، رغم امتلاكها حق النقض الفيتو، إلا أنها تحرص على تأييد دولي.
وأضاف “من هنا ندرك تأثير الازمة الأوكرانية بدأ في تحريك مسار الوضع في اليمن وفق لعبة المصالح الدولية
وتابع الحميري “الامارات تجازف بالوقوف ضد تحركات الدبلوماسية الامريكية لحماية امنها ضد هجمات الحوثي وهي خطوة غير مسبوقة”
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.