اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“بيحان” شرقي اليمن.. في انتظار الخلاص من قبضة الحوثيين

شارف العام الأول من سقوطها على الانتهاء، وما تزال مناطق مديريّات “وادي بيحان” غربي محافظة شبوة اليمنيّة، في قبضة المسلحين الحوثيين وأنصارهم من القوات الموالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”. يمن مونيتور/ شبوة/ من إبراهيم حيدرة
شارف العام الأول من سقوطها على الانتهاء، وما تزال مناطق مديريّات “وادي بيحان” غربي محافظة شبوة اليمنيّة، في قبضة المسلحين الحوثيين وأنصارهم من القوات الموالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”.
ففي الـ 27 من مارس/ آذار العام الماضي؛ سقطت مدينة “العليا” المركز الإداري لمديرية “بيحان” بيد الحوثيين والقوات الموالية لهم، وكانت أول منطقة في شبوة تسقط بيد الحوثيين وحلفائهم، ومنها توسعوا إلى مناطق أخرى من المحافظة قبل أن ينسحبوا منها منصف أغسطس/ آب من العام نفسه، والاكتفاء بتواجد قواتهم في “بيحان” التي تبعد عن مدينة “عتق” مركز المحافظة بنحو (210) كيلوا مترًا.
  ويترقب أبناء بيحان بدء “معركة التحرير” التي وعد بها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتخليص مناطق بيحان بمديرياتها الثلاث: (بيحان – عسيلان – عين) من الحوثيين.
 
تأخر الحسم
يتساءل كثيرون في محافظة “شبوة” وغيرها من المحافظات اليمنية، عن أسباب تأخر حسم معركة بيحان آخر معاقل الحوثيين في المحافظة، وسط كوم من التكهنات والتحليلات لسر تأجيل المعركة، في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش اليمني الموالي للشرعيّة على جبهات أخرى، والمعارك التي يخوضها على مشارف “صنعاء” عاصمة البلاد.
ففي حين يرى مراقبون أن عدم التجهيزات الكافية للألوية العسكريّة من الجيش الوطنيّ المكلفة بتحرير بيحان هي من أخرت حسم المعركة، يرى آخرون أن “ثمة أوليات لدى التحالف العربي تتمثل في تحرير كامل مناطق محافظة مأرب المجاورة، وحسم معارك صنعاء وتعز، فإذا منيت قوات الحوثي وصالح بهزائم في تلك المناطق؛ فأن الانسحاب من بيحان سيكون حتميًا”.
 لكن قيادات الجيش الوطنيّ في اللواءين الـ 19 مشاة، والـ 21 ميكا، المكلفين بالإعداد والترتيب لتحرير بيحان، تقول “إن الألوية على جاهزية تامة لمعركة الحسم وأفرادها جاهزون لأي مهام عسكريّة تكلفهم بها رئاسية هيئة الأركان العامة، لكنها في انتظار القرار السياسي من القيادة السياسيّة لبدء المعركة”، مؤكدة أن “هناك خططاً مرسومة مسبقًا لدى القيادة العليا للجيش الوطني فيما يتعلق بمعركة تحرير بيحان والجيش والمقاومة المساندة له يسيران وفق تلك الخطط”.
  وتشهد جبهات “بيحان” قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم المتمركزين في المرتفعات الواقعة شرقي مديريّة “عسيلان” من جهة أخرى، كما ينفذ مسلحو المقاومة عمليات مباغتة بين الحين والآخر على مواقع وتجمعات الحوثيين في عدة مناطق داخل وادي بيحان.
يرى الناشط السياسيّ “عبدالله الشريف”، أن ” دعم الجيش والمقاومة بأسلحة وعربات متطورة وكاسحات للألغام ضرورة ملحّة”، مشيرًا إلى أن “الدعم المحدود في الإمكانيات والعتاد الذي يقدمه التحالف للمقاومة الشعبية، قلل من تأثيرها على الأرض في الفترة الماضية رغم استمرار الاشتباكات ووجود عمليات نوعية تنفذها المقاومة بين الحين والآخر تؤدي إلى خسائر في صفوف الحوثيين”.
 
خروج سلمي
ومن الأسباب التي أخرت معركة الحسم بحسب “الشريف”، “وجود مساعي ووساطة تقوم بها شخصيات لتجنيب المنطقة الحرب والقتال مما أثر على معنويات المقاتلين من طرف المقاومة”، معتقدًا أن “البعض يرغب في الاتجاه إلى الحلول السلميّة”.
 ولفت “أن الحوثيين استغلوا الوضع الحالي وحالة المراوحة بين بدء معركة التحرير ومساعي الوساطات بإطالة مدة التفاوض”.
  ويضيف “الشريف” في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن “الوضع السيء الذي تعيشه المناطق التي خرجت منها المليشيات وتحولت إلى مرتع الفوضى والانفلات الأمني قلل من حماس بعض المواطنين في دعم أفراد المقاومة التي تتبنى إخراج الحوثيين من المناطق المحتلة”، لافتًا أن “الأوضاع التي تعيشها المناطق المحرر لا تخدم إلا أعداء الشرعيّة وربما لهم يد فيها” على حد قوله.
  وأكدت شخصية قبلية ضمن من يقودون الوساطات أن “الوساطة لازلت مستمرة وهناك مؤشرات لنجاحها”، مبررًا قيامهم بهذه المهمة “لتجنيب بيحان ويلات الحرب كون بيحان تختلف عن المناطق الأخرى التي دارت فيها المعارك في الجبهات وميادين القتال كما هو الحال لمحافظة مأرب والجوف ومناطق أخرى، بينما بيحان سيكون القتال بين القرى والمدن” على حد قوله.
  وأضاف لـ”يمن مونيتور”، مفضلاً عدم ذكر اسمه أن “هناك اتفاقيات، والأمور تسير على ما يرام ونحن في انتظار ترتيبات أخرى”، رافضًا الإفصاح عن ماهية تلك الترتيبات أو الطرف الآخر المقابل للحوثيين في هذه المفاوضات، لاسيما وأن قيادات المقاومة والعديد من الشخصيات القبلية في “بيحان” و “عسيلان” أعلنت رفضها لأي مفاوضات مع الحوثيين، كذلك قيادات في الجيش الوطنيّ المساند للمقاومة أكدت “إن الجيش الوطنيّ غير معني بأي مفاوضات أو اتفاقيات”.
من جهته قال العقيد “علي صالح الكليبي” أركان حرب اللواء 19 مشاة، “إن الجيش الوطني عمومًا واللواء 19 خصوصًا وكل الألوية المجاورة لا تعوّل على أي اتفاقيات تجري بين الحوثيين والمتحوثيين”، على حد وصفه.
 وأضاف “الكليبي” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن “دخول الجيش إلى بيحان مسألة وقت سواء انسحب الحوثيون أم لم ينسحبوا، ولا يؤخرنا عن ساعة الصفر لتحرير بيحان وحريب إلا توجيهات القيادة السياسيّة والعسكريّة”، موضحًا أن “لدى الجيش الوطنيّ خطة لتأمين الوطن والمواطن وليس لديهم أي ثأر من أحد أو أي جهة”.
 وتابع “نقول للمتحوثيين من هذه المديريات والمغرر بهم كونوا مواطنين شرفاء وعفى الله هما سلف”.
 
 انتهاكات مستمرة
ومارس الحوثيون منذ دخولهم إلى بيحان العام الماضي، العديد من الانتهاكات بحق السكان، ومن تلك الانتهاكات الاستهداف المباشر للمدنيين بينهم نساء وأطفال.
وحسب ناشطين حقوقيين فأن نحو (75) قتيلًا، و(82) جريحًا، سقطوا في بيحان نتيجة الحرب، إضافة إلى أكثر من (200) أسير أطلق سراح أكثرهم على فترات متعاقبة، لكن المداهمات والاعتقالات ما زالت مستمرة.
كما فجّر الحوثيون منازل مناوئين لهم في بيحان، منها منزل العميد الركن “ناصر عبدربه الطاهري” وهو بداخله مع عدد من أقاربه بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين، مطلع يونيو/حزيران العام الماضي، وقام الحوثيون بتفجير منزل القيادي في المقاومة “وليد الخلبي”، فيما بلغت عدد المنازل التي داهمها الحوثيون وقاموا بتفتيشها (32) منزلًا، إضافة إلى بعض المنازل التي تعرضت للقصف بالقذائف الحوثيّة أو التي تمركز مسلحو الحوثي بالقرب منها وتضررت جراء قصف طيران التحالف لها.
إلى ذلك تمركز الحوثيون في المرافق الحكوميّة في المدينة مما جعلها هدفًا لضربات طيران التحالف، حيث تعرضت تلك المنشآت والمرافق – بحسب مصادر يمن مونيتور – لتدمير جزئي أو كلي نتيجة القصف.
وتعليقًا على الوضع الذي تعيشه بيحان يقول رئيس “منظمة خطوات للتنميّة المدنيّة” بشبوة، الناشط “أحمد عيدروس”، إن “السكان في بيحان يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية أكثر من أي وقت مضى”، مضيفًا أن “الحرب أصبحت بالنسبة لأبناء بيحان حرباً من أجل البقاء على قيد الحياة”.
 وأضاف “عيدروس” في حديثه لـ”يمن مونيتور” أن” استمرار الحرب والعمليات العسكرية وتأخير الحسم وتزايد الضحايا كلها انتهاكات صارخة طالت المدنيين قتلاً واعتقالًا وتعذيباً وحصاراً للقرى والمنازل”، لافتً”ا أن المرافق الصحية متدهورة نتيجة غياب الخدمات الطبية وتفشي الأوبئة لاسيما وباء “حمى الضنك”.
كما أن الأطفال بحسب، رئيس “منظمة خطوات” حرموا من حقهم في التعليم، والذهاب إلى المدارس من جراء الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى