أجرة المواصلات.. هم يرهق سكان تعز جراء ارتفاع سعر الوقود (تقرير خاص)
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص
ازداد عناء المواطنين بشكل كبير في مدينة تعز جراء ارتفاع أسعار الوقود، ويعيش المواطنون عناءً غير مسبوق لا سيما طلاب المدارس والجامعات، فقد أصبح الخروج من البيت إلى مكان بعيد صعب المنال لدى الكثير.
وتشكو الكثير من نساء تعز من هذه الأزمة التي أرقت الكثير وجعلتهن مقيداتٍ دون قيد ومحاصراتٍ دون حواجز تقام.
“لم أعد أرغب بالخروج من المنزل في هذه الفترة الآخيرة؛ لأنني كلما فكرت بالخروج تظهر صعوبة المواصلات أمام عيني لتعيقني حتى من مجرد التفكير”، هكذا بدأت حديثها بثينة محمد 35عامًا في شرح مأساتها في المواصلات.
وتضيف بثينة لـ”يمن مونيتور” كنت أذهب لتعلم الخياطة في أحد المراكز لكني توقفت عن ذلك بسبب ارتفاع أسعار المواصلات خصوصًا أني أركب مشوارين للوصول إلى المركز وهذا يكلفني في اليوم الواحد 800ريال وأنا لست قادرة على حملٍ ثقيل كهذا في هذه الأوضاع المعيشية الصعبة”.
وأردفت بثينة” حتى زيارات الأهل لم تعد كما كانت في السابق؛ أصبحت زياراتنا للأهل متقطعة، لا نذهب لزيارتهم ولا يأتون هم لزيارتنا إلا نادرًا، لقد عدنا إلى التواصل عبر الجوالات إلى أن يحل الله عنا هذه الكربة وتنفك هذه المأساة عن البلاد والعباد”.
في السياق ذاته، تقول مروة العريقي 25عامًا” كانت تعز تعاني من ارتفاع الأسعار أما الآن فقد زادت الطين بلة والأزمة تفاقمًا، ارتفعت أسعار المشتقات النفطية من بترول وديزل ونحوها وهذا الارتفاع في أسعار الوقود عاد سلبًا؛ بل وكارثيًا على أسعار المواصلات ليصبح المواطن داخل هذه المدينة هو الضحية وحده”.
وتضيف مروة لـ” يمن مونيتور” المرأة في تعز سواء كانت طالبة أو عاملة أو حتى فتاة عادية هي تحتاج للمواصلات بلا شك، واليوم قد أصبحت أسعار المواصلات بحد ذاتها رعبًا يمنع المرأة من الخروج من المنزل”.
وتابعت” أنا لا أفكر بالخروج من المنزل إلا إذا كان معي مبلغ محترم من المال فقط تكلفة المواصلات فالمشوار الواحد وصل اليوم إلى 200 ريال والبعض من سائقي الباصات يلزم الراكب بدفع 300 ريال مما زاد الأمر سوءًا، هذا بالنسبة لمن يذهب مشورًا أو اثنين فكيف بمن يذهب إلى مكان يحتاج لأكثر من مشوارين؟!”.
واردفت مروة” الأمر أصبح أكبر من أن يوصف أكثر من مجرد خانق، والوضع المادي على وجه التحديد لا قدرة له على تحمل كل هذه الكوارث التي تنهال علينا جملة واحدة”.
**صعوبة زيارة الأهل
من جهتها، تقول اعتدال الشوافي40 عامًا “ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عاد لنا بالأضرار الكبيرة منها ارتفاع أسعار المواصلات، وهذا ما جعل الكثير من النساء يتوقفن عن أعمالهن خارج المنزل ولقد أصبح الخروج من المنزل فقط إلى من استطاع إليه سبيلا”.
وأضافت” مع ارتفاع أسعار الوقود ازداد جشع التجار وسائقي الباصات كثيرًا في الفترة الأخيرة نتيجة هذا الارتفاع، أصبحنا لا نتجرأ على الإقبال لشراء مستلزماتنا الضرورية وكذلك الخروج من المنزل بشكل مستمر خوفًا من خسارات كبيرة في المواصلات”.
وتابعت” قلت زيارة الأهل فقد كان الناس قبل ذلك يأتون من الريف إلى المدينة بشكل مكثف وكان أهلنا يأتون لزيارتنا بشكل مستمر حتى نشعر أن الحياة ما تزال مستمرة، الآن مع هذا العناء قل التواصل حتى على مستوى إرسال بعض الهدايا من القرى إلى المدن أو عكس ذلك.. اليوم تخشى أن ترسل كيسًا صغيرًا فقد تكلفك المواصلات ضعف سعر الكيس؛ لذا تضطر لترك أشياء كثيرة كنت معتادًا عليها فقط لأن المادة لا تسمح لك بذلك”.
**عناء الطالبات
بدورها تقول سمية عبد الحكيم 22عامًا” أنا طالبة أحتاج للذهاب إلى الجامعة ثلاثة مشاوير، كنت في السابق أقدم 600ريال بدل مواصلات أما الآن فقد تضاعف المبلغ وأصبح 1200ريال وفي كثير من سائقي الباصات من يطلب منا مبلغ 300ريال للمشوار الواحد متعللًا بذلك أن المشوار طويل ويفقده الكثير من الوقود”.
وتضيف سمية لـ”يمن مونيتور” أضطر في الكثير من الأيام إلى أن أقطع مسافة كبيرة مشيًا على الأقدام لأخفف قليلًا من العبء الذي أُحمِّله أسرتي في دفع مال المواصلات مع أننا في حالٍ لا يحسدها عدو، داخل هذه المدينة المحاصرة وفي ظل البطالة التي يعاني منها أرباب الأسر هنا”.
وتابعت” والداي يطلبان مني التوقف عن الدراسة؛ لأن المبلغ الذي اخسره للمواصلات هو نصف المرتب الذي الذي يتقاضاه أبي لكني لجأت إلى أن أمشي على الأقدام مسافة مشوار كل يوم ذهابًا وإيابًا وإذا لم أستطع على ذلك مع الأيام وإن استمر الوضع هكذا فسأترك الدراسة حتى يأتي أمر الله”.
وأردفت سمية” أعرف الكثير من الزميلات والصديقات من توقفت عن مواصلة التعليم بسبب عدم قدرتها على دفع أجرة المواصلات وهذا الأمر محزنٌ جدًا لكن الضرورة هي من استدعتهن لذلك”.