عن الذكرى العاشرة لانتخاب الرئيس
افتخار عبده
في الواحد والعشرين من فبراير تم انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسًا لليمن خلفًا لعلي عبدالله صالح- الذي أطاحت به ثورة الحادي عشر من فبراير- وذلك إعمالًا ببنود المبادرة الخليجية آنذاك.
ثلاث سنوات مبشرة عاشها الشعب في حياة هادي بعد أن تم انتخابه من قبل اليمنيين انتخابًا توافقيًا بإجماع الشعب اليمني عليه دون أي منافس ليكون رئيسًا لفترة من الزمن مدتها عامان وبعدها يتم تسليم السلطة لرئيس منتخب على حسب ما جاءت به المبادرة الخليجية.
وبعد ذلك سبع سنوات عاشها هادي في المنفى، وعاشها الشعب اليمني بين الضياع والتشريد والجوع والحرمان، والحرب التي دارت رحاها على أبناء اليمن دون رحمة.
اليوم تحل الذكرى العاشرة لانتخاب الرئيس هادي واليمن تعيش أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية وإنسانية.
عشر سنوات مرت على انتخاب هادي رئيسًا للجمهورية عاشها الشعب اليمني في ضياع وشتات كبيرين، حربٌ كبيرة عصفت باليمن شماله وجنوبه، سيطر الحوثيون على مؤسسات الدولة وبسطوا نفوذهم عليها في محافظات شمال اليمن ليعيش الإنسان في تلك المحافظات حياة الذل والحرمان، وأما عن جنوب اليمن فهناك مأساة أخرى وهي التدخل الإماراتي الذي جاء باسم النصرة والإغاثة ليعيث في الأرض الفساد، يريد تحقيق رغباته في احتلال الجنوب اليمني.
كل هذا حدث ويحدث ورئيسنا المبجل يعيش في السعودية لا ندري هل يعلم ما يحدث في بلده، أم أنه يتغاضى عن معرفة ذلك خوفًا على صحته، ليس هذا فحسب بل إن الحكومة اليمنية قضت وقتًا كبيرًا في الرياض تعيش في رفاهية كبرى بينما الشعب اليمني الذي ينبغي عليها توفير احتياجاته وإصلاح حاله يعيش في ضياع كبير وفقر وحرمان.
اليوم الرئيس هادي يدخل عامه الحادي عشر وهو رئيس الجمهورية اليمنية، والحرب قد دخلت عامها الثامن وهي تأكل أبناء اليمن صغيرهم وكبيرهم، والأوضاع لا تبشر بالخير داخل اليمن الذي يعيش الصراع الكبير فلم يعد لشرعية هادي عدو واحد فقط ، ليس الحوثي وحده من يعرقل حياة اليمنيين اليوم بل إن الحوثي الذي تدعمه إيران يعبث بحياة اليمنيين في شمال اليمن والانتقالي في جنوب اليمن يعبث فيه كيفما أمرته الإمارات ناهيك عن تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار الذي زاد الطين بلة والوجع تفاقمًا.
الضحية في كل الأحوال هو المواطن المغلوب الذي لا حول له ولا قوة، يقتل في الشمال ويقتل في الجنوب، وينزح من داره في شمال اليمن وجنوبه، يجوع ولا أحد ينظر لحاله بعين الرحمة، ليكون اليمن في زمن رئاسة هادي في حال يرثى لها، يعيش متعبًا يتقاذفه الموت بين قتل ونزوح وجوع مؤلم.
العام الحادي عشر يدخل واليمنيون لم يعودوا يأملون برئيسهم خيرًا، الرئيس الذي هو خارج بلدهم لا يرونه إلا في المناسبات الوطنية يظهر ليقدم خطابًا متلفزًا ثم يختفي وكأن لا شيء يحدث في بلاده.
إن تمسك الشعب اليمني الموجوع بالرئيس هادي لا يعني أن هذا حب له أو تمسكٌ بشخصه الكريم، لكنه تمسك بالشرعية التي ثار لأجلها، تمسك بالدولة والهوية الوطنية وتمسك بالإنسان.
المقال خاص بموقع يمن مونيتور