العمل بالأجر اليومي.. وسيلة إنقاذ لليمنيين من شر الجوع (تقرير خاص)
يمن مونيتور/تقرير خاص
سبع سنوات من العناء الذي تعيشه اليمن في ظل الحرب التي حطبت الأخضر واليابس، عطلت التوظيف، وانهار الاقتصاد الوطني معها بشكل غير مسبوق.
ومع هذا الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية، والبطالة التي يشهدها اليمن الحبيب يلجأ الكثير من اليمنيين للبحث عن عمل يقون به أسرهم شر الجوع.
والعمل بالأجر اليومي أصبح السبيل الوحيد لدى الكثير من اليمنيين للعيش، سواء كانوا ممن يحملون الوظائف أو من أصحاب الشهادات العليا الذين ينتظرون نصيبهم من التوظيف.
رياض الأحمدي 42 عامًا هو واحدٌ من آلاف اليمنيين الذين لجأوا للعمل بالأجر اليومي لكي تستمر حياتهم وتبقى أسرهم على قيد الحياة.
يتحدث رياض عن كفاحه ل”يمن مونيتور “انطلقت أول شرارة للحرب في بلادي فكانت مؤذنة بانقطاع شريان حياتي وحياة أطفالي، حل الضيق وشنت الهمومُ والآهاتُ علي غاراتِها نظرت بعين الشفقة لولدي الصغير الذي تخرقت ثيابه هو الآخر يشاركني هذا الهم هو وإخوانه الأربعة فما كان مني إلا أن أذهب للعمل بالأجر اليومي كي لا تزيد الحالة سوءًا”.
يضيف رياض ل”يمن مونيتور ” ولدي الكبير كانت غصص الأحزان تساوره لقد كان في الثالث الثانوي، هم أن يترك الدراسة ليذهب إلى العمل مع جاره الذي يشتغل بالأجر اليومي في بناء المنازل، لكني منعته حتى لا أقتل ذلك الأمل، على الرغم من شظف العيش والهموم التي نعيشها”.
وتابع ” ذهبت أنا مع جاري لأوفر مصروف البيت ولقد كان ولدي الأكبر يستحيي ويتألم لحال أبيه الذي يحمل الأحجار على كبر سنه، الأب الذي كان قبل ذلك يعمل أستاذًا وهو الآن يحمل الأحجار”.
وأردف رياض ل” يمن مونيتور ” أحصل على 7000ريال في اليوم، وقد اخترت العمل بالأجر اليومي وتركت المدرسة على الرغم من؛ قساوة العمل؛ لكني أرى ذل الحاجة والسؤال أتعب ألف مرة من هذا العمل ولهذا استمريت على هذا العمل بأجره الزهيد لتستمر أسرتي بخير”.
وواصل رياض” كان راتبي قبل الحرب مايقارب الـ 1500ريال سعودي وكان كافيًا لي ولأسرتي لشهر كامل؛ فقد كانت الأسعار لا بأس بها، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بشكل مقلق؛ لهذا اخترت العمل بالأجر اليومي مع ولدي الأكبر الذي أكمل الثانوية؛ لنوفر مصروف البيت، وتركت الراتب الذي كنت أنتظره كما يُنتظر هلال رمضان ، وهكذا أصبحنا نعيش تحت رحمة حرارة الشمس المحرقه باللجوء إلى العمل بالأجر اليومي هروبًا من استعباد أصحاب الشركات، والمدارس برواتبهم التي لا تعطي كيسين من الدقيق لسد رمق العيش”.
في السياق ذاته يقول سلطان هزاع35 عامًا
“من الطبيعي أن نلجأ نحن الموظفون للعمل بالأجر اليومي، ففي هذه الأيام -وخاصة مع هذا الغلاء الفاحش- وجدنا الراتب لا يأتينا بكسين من الدقيق وهناك مطلبات كثيرة من الضروري توفيرها للأسرة لتعيش بسلام”.
ويضيف سلطان” لدي خمسة أطفال هم بحاجة للاعتناء بهم وتلبية احتياجاتهم، وقد وجدت أن راتبي والاستمرار عليه لا يمكن أن يأتيني بخير، فبين فترة وأخرى تزيد الأوضاع الاقتصادية سوءًا وتعقيدًا”.
وأردف ” تركت العمل بالتدريس وذهبت للعمل بالأجر اليومي؛ لأن العمل في هذا الوقت أفضل بكثير من الراتب وخاصه للذين يمتلكون مهنةً يزاولونها وفي الوقت ذاته إذا كان العمل مستمرًا”.
وتابع سلطان حديثه ل” يمن مونيتور” في الفترة الأخيرة، بدأ العمل يقل وذلك بسبب انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار في مناطق الشرعية وكذلك احتكار قانون العقارات وأيضا انعدام المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الحوثي”.
من جهته يتحدث صلاح أمين ل” يمن مونيتور ” الحرب قتلت كل شيء جميل في أرضنا، تعطلت كثير من مقومات الحياة، بما في ذلك الكثير من الشركات التي كانت تضم أعدادًا كبيرة من الموظفين، والكثير من هؤلاء الموظفين عادوا العمل بالأجر اليومي ليوفروا لأسرهم دخلًا مناسبًا”.
يضيف صلاح” كنت قبل الحرب أعمل في الشركة اليمنية للنفط وكان دخلي منها كبير والان وبعد توقفها عدت للعمل بالأجر اليومي وكم هو مؤلم أن تتحول حياتك من سعادة إلى شقاء بين لحظة وضحاها”.
وتابع صلاح ” لدي خمسة أطفال كنت قبل الحرب لا تشق علي مصاريفهم واليوم أصبحت أحمل الهم الكبير؛ فدخلي من العمل لا يفي بكل المتطلبات التي تتطلبها الأسرة بالإضافة إلى أنه متعب للغاية”.
وأردف” العمل بالأجر اليومي غير مستقر فأنا في كثير من الأوقات أعمل في الشهر الواحد أيام قلائل وذلك بحسب نوع العمل، فأحيانًا يستمر العمل أسابيع وأحيانًا ينتهي بأيام قليلة وبعدها أبقى في انتظار عمل جديد والجري وراء عمل آخر وهكذا هي حياتنا في زمن الحرب، حرب كبيرة لأجل الحصول على لقمة العيش”.