تابعنا كلمة محافظ عدن الأخ احمد حامد الاملس, الخطاب هو الخطاب, كالجمعة هي الجمعة, وجعجعة ( التعليق بالكانبة ) ذهبت هباء منثور , وهي نهاية طبيعية لمفردات غوغائية , لا تعبر عن مسؤولية , ولا ترتكز على أسس النظام والقانون , وترسيخ العدل والإنصاف , كأسس يحتكم لها المواطن والسلطة معا .
عاد بعد غياب, عودة حميدة ينتظر منه الناس عمل ملموس , يحدث تصحيحا لمكامن الخلل, ويدير ورشة عمل تنفذ ما يمكن تنفيذه ليصلح ما يمكن إصلاحه من الواقع, ليستقيم عود السلطة المحلية , والسلطات الرافدة لعملها, تفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة والقضاء والنيابة , وتفعيل المؤسسات الحيوية, وضبط تحصيل إيرادات عدن ومرتكزاتها الاقتصادية وتوجيهها لدعم ميزانية الدولة, او حتى ميزانية لعدن لتوفير ما يمكن توفيره لدعم الخدمات والمشاريع الحيوية , ورفع الرواتب واستمرارها .
يتساءل المواطن اليوم, عن اتفاق الرياض, ومن المعرقل؟, وينظر للمحافظ المتوافق عليه ببنود هذا الاتفاق, الذي اكتفى بتعيين محافظ دون هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية, لحماية الاتفاق والتوافق, وترسيخ دولة ضامنة للمواطنة وسلطة عادلة, تنصف وطن ومواطن.
كان اتفاق الرياض للمواطن فرصة للتوافق على الخلاص من معاناته, وإذا به للمتوافقين فرصة للمراغة والمناكفة, ومزيدا من معاناة وطن ومواطن.
فشل تنفيذ الشق العسكري, زاد من معاناة عدن, ونهم وجشع الفساد والفاسدين, وتسابق على فرض الجبايات والاتاوات, ما أثقل كاهل المواطن , الذي لم يعد يؤمن بأي اتفاق, وكفر بالتحالف واتفاقاته, واطرف الصراع, وقوى العنف وهي تحمل البندقية, لا لتحمي مصالح الناس و وطن وحقوق المواطن , بل لتبسط وتنهب وتستبيح, وتروع الآمنين والسكينة في عدن, وتتقاتل في شوارع وأزقة مكتظة بالسكان .
تعشم الناس خيرا بالعودة الحميدة للمحافظ, وصدموا بخطاب غير مسؤول, جعجعة تحدث تأزما بين السلطات, في مدينة منكوبة بالأزمات , ومواطن مكلوب ومتأزم, ولو كانت اتهامات مرفقة بأرقام وتقارير مؤسسات ورقابة وتفتيش, كان المواطن سيكون داعما للحق أينما كان .
الناس لا تنظر للمحافظ كشخص, ولكنها تراه كمنظومة سياسية راهنت عليها, وسقط الرهان, وهي تتلقى منها ضربات من التصريحات تطلق في الهواء, لا ثر لها على الواقع, وأثرها السلبي أكثر خطرا على التوافق على سلطة انتقالية.
نذكر المحافظ ان عدن تعيش أزمات فشل متلاحقة للدولة , ومؤسسات تفتقد لإدارة مؤهلة , وتعرض كوادرها للإقصاء والابعاد , وتم تعيين مناصرين للاستئثار والاستحواذ, وغاب معيار الكفاءة والخبرة وغاب الأثر الإيجابي للإدارة , والرقابة والمحاسبة , وصارت عرضة للابتزاز السياسي, وتشبعت بالفساد والانفلات, ونذكره بانهيار العملة, وذوبان إيرادات عدن في وحل فساد السلطات المدنية والعسكرية , والعجز الواضح في تقويم سلطة الدولة , وتفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة , والقضاء والنيابة , وترسيخ مبدأ العقاب والثواب , ونذكره أيضا بالانفلات الأمني, وتصارع الثكنات العسكرية على الاستحواذ والاستئثار بمناطق عدن ومنافذ إيراداتها , هل بمقدوره ان يصارحنا بشجاعة عن مواقفه مما يحدث ؟ وقدرته على اتخاذ قرارات شجاعة تطهر عدن مما لصق في واقعها من شوائب وطفيليات الحرب وفساد اقتصاد هذه الحرب .
وهل بمقدور المحافظ ومعاونيه من وكلاء ومدراء عموم وقاده مدنيين وعسكريين , ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني في مستوى المسؤولية الوطنية , إصلاح ما يمكن إصلاحه في مدينة عدن المنكوبة , وانتشالها من وحل الانفلات والغلاء والبلاء , والجوع والمجاعة , وتخليصها من القبضة العسكرية التي صارت مصدر عبث بالمال العام والوظيفة العامة والسلطة والثروة , بإصلاح وتصحيح وتجديد صدق النوايا , واغلاق أبواب الفتن والمناكفة, والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.