أحتفل شباب الثورة في ليبيا واليمن بذكرى انطلاق شرارة التغيير، من بلدتي “تعز” و”بنغازي” في 11 و17 من فبراير، للعام الخامس على التوالي، ولكن احتفالهم هذا العام اكتسب طابع مختلف، بسبب المتغيرات السياسية والعسكرية والأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلدين، والتدخلات الخارجية التي غيرت مسارات الثورة وأدخلتها في حرب مبكرة في ليبيا وحرب متأخرة في اليمن.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من معاذ العبدالله
أحتفل شباب الثورة في ليبيا واليمن بذكرى انطلاق شرارة التغيير، من بلدتي “تعز” و”بنغازي” في 11 و17 من فبراير، للعام الخامس على التوالي، ولكن احتفالهم هذا العام اكتسب طابع مختلف، بسبب المتغيرات السياسية والعسكرية والأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلدين، والتدخلات الخارجية التي غيرت مسارات الثورة وأدخلتها في حرب مبكرة في ليبيا وحرب متأخرة في اليمن.
ورغم مرور خمس سنوات على بداية الربيع العربي في اليمن وليبيا، إلا أن أهداف الثورتين لا زالت تراوح مكانها، ولم ترى النور بعد، والمتابع للأحداث التي مرت وتمر بها اليمن وليبيا يلاحظ مدى التقارب والتشابه الكبير بين الثورتين، وحتى في تعامل نظامي الحكم السابق مع الثوار، وإن كان هناك تباين زمني يظهر جلياً في استكمل ثوار اليمن لثورتهم بعد 2014 بالكفاح المسلح والمقاومة، ولجوء الليبيين إلى الحوار عبر وسيط أممي بعد أن خاضوا تجربة ومرارات التغيير المسلح.
الكفاح والناتو
تعامل نظام العقيد معمر القذافي مع مطالب الثوار والمتظاهرين السلميين، بالبطش والتنكيل، والعنف المفرط مما اضطر الشباب إلى انتزاع السلاح من القوات العسكرية للدفاع عن أنفسهم وعن مدنهم وأهاليهم.
واستطاع الليبيون أن يحركوا عجلة التغيير في بلادهم بعد 6 أشهر من الكفاح المسلح والحرب البرية والتدخل الخارجي الجوي عبر حلف الناتو، الذي ساهم بشكل كبير في إضعاف قوات النظام ومّهد لكتائب المقاومة دخول العاصمة طرابلس وإنهاء المواجهات مع النظم فعلياً في 20/10/2011م.
إلا أن التدخل الغربي جعل ثورة 17 فبراير في ليبيا مرتبطة بالغرب وحلف الناتو، فعندما تحولت الثورة بفعل نظام العقيد القذافي إلى حرب شاملة على مختلف المدن الليبية، استدعت بالضرورة التدخل العربي والدولي عن طريق قرار الأمم المتحدة لحماية المدنيين في ليبيا، وقيام الولايات المتحدة الأميركية بقيادة قوات الناتو التي استهدفت معسكرات النظام، لكن ذلك التدخل، ورغم أنه صب في صالح الثوارـ إلا أنه لم يكن بهدف دعمهم أو بهدف مساعدتهم على استعادة السيطرة على كامل الأرض الليبية،، فمصالح الغرب وجغرافيا ليبيا المحاذية لأوروبا على حوض البحر المتوسط، كان سبباً أساسي في تدخل الناتو عسكرياً في ليبيا.
ويتضح ذلك جلياً في عدم اعتراف الولايات المتحدة ودول الناتو بالمجلس الانتقالي الليبي الذي شكله الثوار لقيادة المرحلة الانتقالية، كم ان الدول الغربية أعقت عمليات تسليح المقاومة لليبية مم أضطر الثوار للاعتماد على السوق السوداء والأسلحة التي يتم اغتنامها من قوات القذافي بعد هزيمتها.
سلمية وتدخل خليجي
حافظ شباب اليمن على مسار ثورتهم السلمية، رغم محاولات جرها إلى مربع العنف من خلال ارتكاب نظام المخلوع صالح لمجازر كبيرة، بإحراق ساحة الحربية بتعز وقتل المتظاهرين في جمعة الكرامة، لكن تلك المحاولات دفعت بقيادات عسكرية وقبلية وسياسية للانضمام للثورة الشبابية وحماية سلميتها، ما جعل رأس النظام يعيش حالة من الحسرة والألم بعد تخلي نصف الجيش عنه، وانضمام ثلاثة محاور عسكرية إلى الثورة.
في المقابل كانت دول الخليج العربي و السعودية بالتحديد، على تواصل مع أطراف مختلفة في اليمن على رأسها الرئيس السابق علي صالح ونظامه، الذي ظل حليفاً استراتيجياً للمملكة إلا حين، بالإضافة التواصل مع تكتل أحزاب اللقاء المشترك والتي سعت مع قيادات الجيش والقبائل لتشكيل مجلس وطني للثورة، كإطار جامع يمثلها أمام التدخل الخارجي الذي تسارع بشكل ملفت، بتقديم الخليجيون قبل نهاية عام الثورة الأول مبادرة خليجية وآلية تنفيذية يتم بموجبها نقل السلطة إلى نائب الرئيس (الرئيس هادي حالياً) مع تشكيل حكومة وفاق وطني، مقاسمة بين قوى المعارضة والنظام السابق.
وتحولت المبادرة الخليجية إلى خارطة طريق للمرحلة الانتقالية، ولكنها في الاتجاه الأخر كانت محاولة التفاف دقيقة على ثورة الشعب، حرص الخليجيون من خلالها على تبني وجهة نظر رئيس النظام والذي اعترف في ما بعد بأن حزبه، قدم المبادرة الخليجية للسعودية جاهزة، كي تطرحها على المعارضة والتي وافقت عليها دن شرط أو قيد.
فالسعودية ومن وراءها الخليج كانوا حريصين على عدم الانفجار العسكري في اليمن، حتى لا تصل نيران الحرب لحدودها الجنوبية والشرقية مع عمان، كما أن نشوب حرب مسلحة بين قوى الثورة والنظام في اليمن كان سيؤثر بشكل كبير على حركة الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر، إضافة إلى تهديد أمن المنطقة.
وجاءت المبادرة أولاً، كإنقاذ للنظام السابق، وثانياً كمخرج اضطراري لقوى الثورة، والتي لم تحصل على اعتراف فعلي من الدول الخليجية بثورتها «11فبراير» كثورة شعبية، إلا بعد أن انقلاب صالح بمساندة الحوثيين على آلية المبادرة الخليجية والسلطة الانتقالية التي يقف الخليجيون وراءها اليوم، بقل قوة.
مخاض الانتقال والثورات المضادة
دخلت ليبيا بعد القذافي في صراعات متشعبة، وأزمات اقتصادية وسياسية، كما تحول السلاح والمليشيات التي شاركت في الثورة، إلا هاجس يؤرق الساسة المختلفين بطبيعة توجهاتهم الفكرية.
ورغم ذلك نجح الليبيون في الوصول إلى انتخاب المؤتمر الوطني العام ثم من بعده مجلس النواب، إلا أن العسكر ومعسكرات الثوار كانت في صميم التجاذبات السياسية التي أوصلت البلاد إلى نزاع بين شرعيتين شرعية المجلس الوطني في طرابلس ومجلس النواب في طبرق، إضافة إلى مجالس شورى الثورة في بنغازي ومدن أخرى.
وبٌدخل التنظيمات الإرهابية وعلى وجه التحديد «داعش» في خط الأزمة بليبيا، دفع بالأمم المتحدة للتوسط بين أطراف النزاع، ومحاولة إيجاد قاعدة مشتركة يتوافق عليها الجميع، ليتوافق الليبيون في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على اتفاق الصخيرات يقضي اتفاق الصخيرات والذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهر من التوقيع، إلا أن مجلس النواب في طبرق رفض التشكيلة الحكومية المقدمة، وحتى اليوم، لا زال الاتفاق مجرد حبراً على ورق.
لم يكن الحال أفضل في اليمن، فالسلطة الانتقالية وقفت عاجزة عن مواجهة التحديات الأمنية، وانتهجت سياسية اقتصادية فاشلة، وكان التباين واضح في اتجاهات طرفي الحكومة التي يعمل فيها كل طرف ضد الأخر، وكان للرئيس السابق دور كبير في إجهاض كل المحاولات لاستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية، ودفع الرئيس السابق بالحوثيين مؤخراً، للانقلاب على الشرعية والانخراط في عمل عسكري انقلابي أزاح الحكومة وعطل الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية .
ودخلت اليمن بعد ذلك في أتون حرب شنتها المليشيات الحوثية المسنودة بقوات الرئيس السابق على رافضي الانقلاب، وما تلاها من مصادرة للحقوق والحريات وملاحقة ثوار فبراير وناشطيه واختطاف الصحفيين والسياسيين والزج بهم في السجون، واحتجاز المسئولين ووضع تحت الإقامة الجبيرة وعلى رأسهم الرئيس هادي وحكومة الشراكة الوطنية.
وكان الخليج حاضراً بقوة لإنقاذ حلفاءه الجدد في اليمن، فقادة السعودية تحالفاً عسكري يضم 10دول عربية، وبدأت عمل عسكري جوي تحت مسمى «عاصفة الحزم» واتجهت إلى تسلحي وتدريب قوات حكومية، جديدة بالإضافة إلى إرسال قوات برية إلى عدن ومأرب، ومشاركتها في عمليات تحرير المناطق اليمنية، جنباً إلى جنب مع قوات الجيش الوطني والمقاومة، التي انخرط أغلب شباب الثورة في صفوفها، في محاولة أخيرة لاستعادة ثورتهم المنهوبة وإعادة المسار السياسي إلى وضعه الطبيعي، الذي يأمل اليمنيون أن يوصلهم إلى دولة مدنية اتحادية خالية من المليشيات المسلحة والجيش الموالي للقبائل والزعامات التقليدية.
مقارنة الثورتين
أكد عبد السلام المسماري، المنسق العام لائتلاف ثورة 17 فبرايرـ الائتلاف المؤسس للمرحلة الانتقالية في ليبيا- أن «الثورات ليست معادلات جبرية والمقارنة بين الثورات مجحف في حق الثورات نفسها والشعوب التي تصنعها».
ولخص المسماري في حوار صحفي مع الزميل معاذ راجح، أجراه بتاريخ 21 فبراير 2012م، (قبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن)، وجه التشابه والاختلاف بين الثورتين ببوصفهما بـ«ثورة الحكماء وثورة الفرسان».
وأضاف المسماري الذي اغتيل 26/07/2013م «أن الثورة اليمنية ثورة الحكماء وهذا ليس بغريب عن اليمن، فالإيمان يماني والحكمة يمانية، ويمكن وصف الثورة الليبية بأنها ثورة الفرسان، ولا تعوز الحكيم الفروسية كما لا تعوز الفارس الحكمة».
وحدة الهدف واختلاف الوسائل
يؤكد الناشط الحقوقي والمحلل السياسي الليبي الشارف عبدالسلام الغرياني، بأن وجه التشابه الأول بين ثورتي اليمن وليبيا يكمن في صحوة الشعب وانتفاضه ضد الحاكم.
وقال الغرياني أن الجماهير في «كلا البلدين انطلقوا في مظاهرات سلمية تطالب بإسقاط النظام والتغيير السلمي، ولقد ضرب الشعب اليمني المثل اﻻعلى في التظاهر السلمي بخروج شبابه عاريين الصدور بالملايين، ولم تسجل عليهم اي أعمال عدائية أو مظاهر العنف،.. أما في ليبيا فكانت الثورة سلمية في بدايتها ولم تدم طويل حتى تغيرت إلى ثورة مسلحة بعد قيام كتائب القذافي بقمع المحتجين وقتل الشباب، ومنذ ذلك الحين تحولت الثورة الليبية إلى عمل عسكري وثورة مسلحة لا زالت آثارها حتى اﻻن».
وأضاف الناشط الليبي لـ«يمن مونيتور» في «ليبيا تسهلنا مع رموز النظام السابق، الذين أعلنوا انشقاقهم عن القذافي ظاهرياً، ثم تبين بأنهم يقفون وراء استمرار عمال القتل والاغتيالات وإشعال فتيل الثورات بين الحين والأخر وإعاقة مسار المرحلة الانتقالية».
وأشار الغرياني إلى كرم ثوار اليمن والذين منحوا المخلوع صالح الأمان، وسمحوا لجماعة الحوثي المتمردة بالدخول في اللعبة السياسية قبل أن يتخلوا عن الأسلحة الثقيلة والمنهوبة من معسكرات الجيش في صعدة.
وتابع «أموال المخلوع التي سرقها من الشعب اليمني وأسلحة الحوثيين، تحولت إلى وبالا على اليمن؛ بتحالف الحوثيين والمخلوع وتآمرهم على السلطة الانتقالية ومخرجات الحوار وانقلابهم على الدولة اليمنية واجتياح المدن بالمليشيات، ما أدخل اليمن أخيراً في حرب طاحنة بتمويل وتسليح إيراني ومشاركة فعلية للقوات الموالية للمخلوع صالح في الجيش».
التدخل الأممي
وتحدث الناشط الليبي عن أدوار اﻻمم المتحدة والأطراف الإقليمية والدولية،.سواء عن طريق إرسال المبعوثين الدوليين..أو من خلال عقد اجتماعات ومؤتمرات دولية بحجة مساعدة الثورة والثوار وإنقاذ اليمن أو ليبيا من الانهيار .
وقال الغرياني: إن تلك التدخلات حملت أجندة مختلفة اتجاه التغيير في اليمن وليبيا، فلوحظ أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عملوا على المماطلة والتلكؤ من خلال عقد رحلات مكوكية واجتماعات برتوكولية تحت يافطة الوصول إلى تسوية سياسية.
مضيفاً «أن تلك الرحلات والاجتماعات زادت من حدة النزاع المسلح وما جرى في ليبيا من تأمر دولي أدى إلى اتساع الهوة بين أبناء الوطن الواحد وادي إلى تنامي ظاهرة الإرهاب ودخول «داعش» على الخط باتخاذ التنظيم عدة مدن ليبية كموطئ قدم لها أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي» الذي اكتفى ساسته بإطلاق شعارات بيروقراطية جوفاء وخالية من أي حلول واقعية يمكن أن تمهد لأرضية مشتركة يلتقي فيها المتنازعين».
وأشار الناشط الليبي إلا ما حدث من انقلاب في اليمن وأنه ليس ببعيد عن ما حدث في ليبيا، فقيام الحوثيين وقوات المخلوع باجتياح المدن شمال البلاد ومهاجمة القبائل في عمران وموجهة قوات الجيش التي وقفت ضد تمددهم نحو العاصمة، كان ذلك التحرك بتماهي واستهتار من المنظومة العالمية والدول الإقليمية، التي لم توقف الحوثيين وقوات صالح مبكراً، رغم صدور قرار ملزم من مجلس الأمن رقم 2216 وتحت البند السابع، الذي يجيز العمل العسكري ضد القوى التي ترفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح الغرياني أن قيام تحالف عربي عسكري بقيادة السعودية، جاء لتصحيح ذلك الخطأ الذي أوصل مليشيا الحوثي إلى بحر العرب والخليج، واجتياح العاصمة المؤقتة عدن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، فكأن لا بد من موقف عربي يسند الشرعية اليمنية ويحافظ على مكاسب ثورة 11 فبراير.
المآلات المسلحة
من جهته أكد الدكتور محمد جميح المحلل السياسي اليمني والكاتب الصحفي المقيم في لندن أن «هناك أوجه تشابه بين الحالتين اليمنية والليبية، فيما يخص الطبيعة السوسيولوجيّة والسياسية والجغرافية».
وأضاف جميح لـ«يمن مونيتور» «بدأت الثورتان في التظاهر السلمي الذي تحول الى عمل مسلح في المآلات، وان بمديات زمنية مختلفة» كانت مبكرة في ليبيا وتأخرت عامين في اليمن.
وأشار المحلل اليمني إلى أن العامل الخارجي العسكري أسهم في ليبيا منذ وقت مبكّر، عبر تدخل حلف الناتو في قصف جوي استهدف قوات القذافي، على عكس الحالة اليمنية التي جاء التدخل فيها متأخراً، عبر تحالف عربي قادة السعودية فيه، عمليات جوية «عاصفة الحزم»، واستهدفت معسكرات الجيش الموالي للرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي.
وأكد جميح أن محاولات الدولة العميقة والنظام السابق في اليمن « العودة أسهمت في تحول الثورة في اليمن الى العمل المسلح، وتلك المحاولات أثمرت عن استمرارية العمل المسلح في ليبيا».
القذافي وصالح
يرى المراقبون أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، يسير على خطئ العقيد معمر القذافي، في تحدي الغارات الجوية، ووصف المقاومة والثوار بالمرتزقة، إضافة إلى اختبائه من غارات الطائرات وإصراره على الاستمرار في المواجهة، حتى ولو امتدت الحرب إلى 11عام، كما في خطابه الأخير.
ويذهب صالح في خطاباته كسلفه القذافي، محاولاً استحضار روح الوطنية والدفاع عن السيادة من الغزاة والمحتلين، وحماية الشعب من أمريكا وإسرائيل، ومواجهة مرتزقة الخارج والعملاء المندسين والإخوان المسلمين، وغيرها الكثير من الادعاءات التي كان القذافي يبرر بها استمراره في قتل الليبيين، كما يفعل صالح اليوم في تبرير قصف وحصار تعز ومن قبلها حربه على الجنوب وعدن، بدعاوي مواجهة داعش والتكفيريين وعصابة الإخوان.
وعلق المحلل السياسي عبد السلام محمد على تصريحات صلح الأخيرة وتهديداته بالصمود 11عام : إنه «لو بقي لدى صالح مخزون سلاح لعام واحد، لكان كافيًا أن نبدي تخوفنا على ما تبقى من حياة!!».
وأضاف محمد في منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «ما خرج به المخلوع علينا مثير للشفقة.. لا أعتقد أن هناك مؤتمريًا واحدًا لا زال يريد استمرار الحرب ليوم واحد ناهيكم عن 11 عامًا».
ونقل محمد أبرز تصريحات صالح، والتي هاجم فيها ثورة الـ11 من فبراير، بالإضافة لتهديده بأقلمة المملكة، معتبرًا أن صالح يسير على درب القذافي.
نهاية الزعيم
يرجح المحللون أن تكون نهاية زعيم المؤتمر الشعبي العام والرئيس السابق، مقاربة لنهاية القذافي، إذا ما استمر في تحالفه مع الحوثيين والحرب ضد الشرعية والتحالف والمقاومة، التي باتت على مشارف العاصمة صنعاء والتي يختبئ صالح في أحياءها السكنية .
ويذهب في هذا الاتجاه السياسي الليبي الشارف الغرياني، والذي أكد في تصريحاته بأن القذافي كانت نهايته مذلة، بعد ان تمادى في استباحة دماء الليبيين. وقال: «صالح في اليمن هو الأخر يكثر من إراقة الدماء ويتلذذ بقتل النساء ولأطفال في تعز ومحاصرتهم، كما يستمتع بقصف المدينة ليل نهار، وهذه مؤشرات على أن نهايته ستكون بقدر جرمه إن لم تكن أكثر بشاعة».
وأضاف الغرياني: أن مصير صالح هو القتل إذا ما تمكن الجيش الوطني الموالي للرئيس والشرعية اليمنية، من دخول العاصمة صنعاء، وصالح ما يزال مختبئ فيها..سيعثرون عليه بالتأكيد كما عُثر على القذافي.
من جهته أقر المحلل السياسي د.محمد جميح بالتشابه الكبير بين اسلوب الرئيس السابق صالح ومعمر القذافي، مضيفاً «هناك تشابه كبير في الأداء الشعبوي الممتزج بنكهة فلوكلورية تتمازج بالكوميديا في اداء القذافي وصالح».
لم يستبعد جميح أن يتمكن الرئيس السابق من إنقاذ نفسه في اللحظات الأخيرة من مصير مشابه للقذافي، بما عرف عنه -أي صالح – من دهاء وذكاء.
وأضاف جميح «لا يستطيع احد التكهن بمصير الأخير الذي قد ينجو بما عُرف عنه من مفاجآت على مستوى الأداء».
ويبقى السؤال عن نهاية الزعيم في ظل المؤشرات الحالية، بلا إجابة!! سواء مجموعة من التكهنات والفرضيات، إلا أن الأيام القليلة القادمة ستنهي الجدال القائم عن مصير الرجل، الذي حكم اليمن 34 عام، ولا زال يحلم بعشر سنوات إضافية.