استدار “أبو صالح” التابع لـ”حزب لله” اللبناني عن إسرائيل التي لا تبعد كثيراً عن بلاده ليتوجه نحو اليمن ويشارك هو والحوثيين في كيفية قتال الاسرائيليين في اليمن وبقلب الرياض في مشهد يعبر عن سذاجة الحدث وعن خطره في نفس الوقت.
استدار “أبو صالح” التابع لـ”حزب لله” اللبناني عن إسرائيل التي لا تبعد كثيراً عن بلاده ليتوجه نحو اليمن ويشارك هو والحوثيين في كيفية قتال الاسرائيليين في اليمن وبقلب الرياض في مشهد يعبر عن سذاجة الحدث وعن خطره في نفس الوقت.
ما نشرته قناة “الاخبارية” السعودية في تقرير متلفز يوم أمس الأربعاء حول تورط حزب الله في اليمن هو دليل عملي بعد أن ظلت سلسة من التصريحات التاريخية والحديثة تتحدث عن دور الحزب في تدريب الحوثيين عسكرياً لخوض حرب داخلية.
وبقدر ما صرحت الحكومة اليمنية ذات اليوم أن لديها وثائق تثبت تورط حزب الله في تجنيد الحوثيين وتدريبهم باليمن، فإن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع نشر هذا التقرير التلفزيوني ضمن سلسلة حملة تقودها الرياض ضد حزب الله ليس إلاَّ، أما دور الحزب في اليمن فهو منذ الحروب الست التي خاضتها الحكومة ضد الحوثيين في صعدة.
في 26يوليو 2009م نشرت وثائق “ويكيليكس”، لقاء دار بين الرئيس السابق علي صالح مع الجنرال الأمريكي “بتريوس”، قال فيها صالح لـ”بتريوس” إن جهاز الأمن القومي لدية أشرطة فيديو “دي في دي” توضح أن المتمردين الحوثيين يتلقون تدريباً على القتال والتكتيك على أيدي عناصر من حزب الله.
ومثّل هذا أول اتهام واضح، غير معلن، من قبل الحكومة اليمنية لحزب الله بإرسال خبراء عسكريين لتدريب الحوثيين وتورطه في اليمن، لكن هذا لم يصُد الحزب بل واصل في تجنيد الحوثيين لا سيما بعد انتهاء الحرب السادسة للإعداد لأي حرب محتملة قادمة.
وحين دخلت اليمن في انفلات أمني في 2011م، كان متنفس أكثر لحزب الله في تكثيف نشاطاته، واتجه نحو تجنيد الاعلامي والاعداد السياسي إلى جانب التدريب العسكري.
فعلى المستوى الاعلامي، بعث الحوثيون شبابا لبيروت للتدريب في مجال الإعلام وكانت قناة حزب الله “المنار” هي المحطة الاولى لانطلاق قنوات الحوثيين بعد تدريبات مكثفة.
أما سياسياً، فقد ظلت قيادات حوثية تزور بيروت بشكل دائم وعقد لقاءات مع سياسيين من حزب الله، وربما تزامن ذلك مع ما قبل مؤتمر الحوار الوطني والذي كان أول تجربة سياسية للحوثيين رغم أنهم كانوا رجل في الحوار ورجل في جبهات القتال.
مؤخرا، وتحديدا مطلع شهر فبراير الجاري، شنت وسائل إعلام سعودية حملات منظمة ضد حزب الله، بعد أن تحول هذا الحزب إلى بؤرة لتثوير النزعات والحروب الطائفية ليس فقط في بلده ولكن في سوريا واليمن، وهو ما أدى إلى إصدار المملكة قراراً بوقف الدعم عن الجيش السوري الذي بات مرهوناً بما تفرضه العمامة السوداء.
والحكومة اليمنية بإعلانها عن تورط حزب الله ربما جاء ضمن هذه الحملة الإقليمية ضد الحزب الطائفي في لبنان، وإلا فقد سبق وأن أعلن الرئيس هادي في 17 فبراير من الشهر الجاري من أنقرة تورط الحزب في اليمن.
وقال هادي إن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، أبلغه برسالة يدعي بقوله إن عناصر حزبه جاءت لتعلم الناس أصول الحكم، وهؤلاء هم الأشخاص الذين كانوا محتجزين في الأمن القومي، والذي تم الافراج عنهم عقب اجتياح الحوثيين لصنعاء في سبتمبر 2014م.
لكن السؤال هل بمقدور حزب الله أن يرد على تحدي الحكومة بعدم قدرته على نفي هذا التهم؟
حسن نصر الله بمقدوره أن ينفي بطريقته الساخرة كالعادة، وإن كان يعرف أنه متورط أصلاً، لكنه سيقوم بإسقاط الواجب الذي لن يحرك المجتمع الدولي ساكناً ما دام وهذا الحزب ذراع لإيران، وإيران أصبحت حليف للشيطان الأكبر.
لكن الحملات المنظمة التي تقودها الرياض ضد الحزب، ربما تدفع إلى تضييق الخناق عن هذا الحزب وأقل ما يصنعه هذا التوجه إسقاط ما بقي له من رمزية ديكورية صنعها في حربه مع اسرائيل.
معرفة الناس بحقيقة هذا الحزب المحشور بالطائفية وتدخلاته سيكون ضربة لخلايا إيران في اليمن وسوريا ولبنان، وإدراجه مع هذه الخلايا في قائمة الإرهاب في تصور المواطن العربي والاسلامي مقدمة لتحييد الخلايا المسوسة بشيطان طهران من الجسد العربي في المنطقة على وجه التحديد.