تعبئة دولية ضد الحوثيين مع خسارتهم المزيد من المناطق
يمن مونيتور/ خاص:
بدأت دول عديدة تعبئة ضد جماعة الحوثي المسلحة، بعد شن هجمات على دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءً من تفعيل اتفاقيات دفاع مشترك إلى ارسال قوات جديدة إلى المنطقة، إضافة إلى جهود دبلوماسية أخرى.
وخسر الحوثيون الكثير من المناطق في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في فشل استراتيجيتهم المعتمدة على القِتال ورفض التفاوض.
يعيش في الإمارات أكثر من تسعة ملايين نسمة 85% منهم من الأجانب -بأكثر من 200 جنسية- ما يجعل أمر استهداف واحداً من مواطنيهم أمراً قائماً. كما أن استيلاء الحوثيين على سفينة شحن تجارية يهدد الملاحة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر ويهدد الشحن على قناة السويس.
أعلنت فرنسا تفعيل اتفاقية دفاع مشترك مع الإمارات. وأكدت تعزيز دفاعاتها الجوية في مواجهة هجمات الحوثيين.
ترتبط باريس بعلاقات اقتصادية وسياسية وثيقة مع أبو ظبي ولها قاعدة عسكرية دائمة في العاصمة الإماراتية. وأبرمت صفقة في ديسمبر/ كانون الأول لبيع 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال للإمارات، وهي أكبر عملية بيع خارجية لطائرة حربية فرنسية على الإطلاق.
وكتبت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي على موقع تويتر “الإمارات العربية المتحدة كانت ضحية لهجمات خطيرة على أراضيها في يناير” . من أجل إظهار تضامننا مع هذا البلد الصديق ، قررت فرنسا تقديم الدعم العسكري ، ولا سيما لحماية مجالها الجوي من أي اختراق.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قالت الولايات المتحدة أيضًا إنها سترسل طائرات مقاتلة لمساعدة الإمارات في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.
وزار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي أبو ظبي لمناقشة الدعم الأمريكي للإمارات. واتهم ماكنزي إيران بتطوير وبناء صواريخ لاستخدامها ضد الإمارات.
وقال ماكنزي إن طائرات F-22 في الظفرة توفر أفضل رادارات في العالم قادرة على اكتشاف صواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تطلق على الإمارات.
وأوضح ماكنزي أيضًا أن المدمرة الأمريكية كول ستجري عمليات لاعتراض شحنات الأسلحة.
تستضيف الإمارات حوالي 2000 جندي أمريكي، يقدمون معلومات استخباراتية للإنذار المبكر ويتعاونون في مجال الدفاع الجوي. تعمل القاعدة على نشر طائرات بدون طيار مسلحة أمريكية ومقاتلات الشبح F-35.
كما توجد قوة فرنسية كبيرة في قاعدة الظفرة الجوية.
دبلوماسياً، أثارت الهجمات تعاطفاً دولياً غير مسبوق مع أبو ظبي. وعُقدت جلسة في مجلس الأمن تندد بسلوك الحوثيين واستهدافهم الأراضي الإماراتية.
لم تكن الإمارات، التي لا تحد اليمن مباشرة، هدفاً رئيسياً لهجمات الحوثيين منذ عام 2015 – عندما بدأت القتال في اليمن كجزء من تحالف عسكري تقوده السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دولياً في البلاد.
وبعيد الهجمات الحوثية الأخيرة على أبو ظبي، تجددت النداءات في المنطقة لواشنطن لإعادة إدراج المنظمة على لائحة الإرهاب. ودعت صحف ومراكز أبحاث أمريكية لإعادة تصنيفهم.
كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين الشهر الماضي إنه يدرس إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم “منظمة إرهابية أجنبية”.
وقال مسؤولون في الخارجية الأمريكية إنه سيجري وضع قادة حوثيين في قوائم الإرهاب في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد باريس بأن أمراً قيد المراجعة يعني “أننا ننظر فيه عن كثب ضمن الحكومة الأميركية لتحديد الأفضل لخدمة مصالحنا للأمن القومي، والأفضل لخدمة رغبتنا في أن نكون شريكاً للسعودية والإمارات والدول الأخرى المهددة بهجمات الحوثيين”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.