(انفراد) خسارة الحوثيين المزيد من المناطق ينهي استراتيجيتهم ويصعد الخلافات داخل الجماعة
يمن مونيتور/ خاص:
خسر الحوثيون مناطق واسعة في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، لينهي استراتيجيتهم التي تقوم على استمرار القتال لكسب انتصار كامل.
وقال قيادي في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور”: إن الاستراتيجية القائمة على السيطرة على مدينة مأرب انتهت تقريباً حيث تراجعت معظم القوات.
تقدمت القوات الحكومية بسرعة منذ مطلع العام معلنة تحرير ثلاث مديريات في محافظة شبوة، واستعادة السيطرة على مديرية حريب في مأرب، كما استعادت عشرات الكيلومترات في منطقة البلق الشرقي منهية هدف الحوثيين في الوصول إلى مدينة مأرب.
يشير القيادي الحوثي الذي تحدث في مقَيل في العاصمة صنعاء هذا الأسبوع: أن خارطة التموضع العسكري قد تعود إلى ما قبل 2020م، إذا استمر الضغط الحالي.
كان في المقيل عدد من قيادات الحوثيين الذين أشاروا إلى أن قيادة الجماعة تدرس بالفعل “مخاطر استمرار استراتيجيتهم الحالية على شعبية الجماعة وسط القبائل مع الخسائر الكبيرة التي تلقوها خلال العام الفائت”.
خسر الحوثيون قدرتهم على التجنيد في محافظتين حجة وذمار، حسب ما أفاد ثلاثة مسؤولين عن التجنيد في المحافظتين.
وقال اثنين من المسؤولين عن التجنيد في محافظة ذمار لـ”يمن مونيتور” إن “رجال القبائل رفضوا الالتحاق بجبهات القِتال مع الخسائر الجديدة”. مضيفاً أن مهاجمة أبوظبي مثلت “نشوة كبيرة لتدفع بالمقاتلين إلى جبهات القِتال لكن الوضع والخسائر دون تحقيق مكاسب تسبب بصدمة كبيرة لرجال القبائل ما أدى إلى تراجعهم”.
“مدينة مأرب” الغنية بالنفط التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ سنوات وبدأت حملتهم الجديدة في فبراير/شباط 2021، هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م. وقال الحوثيون إن قرابة 15 ألف من مقاتليهم قُتلوا في معارك مأرب بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول2021م.
في محافظة حجة قال مسؤول تجنيد في منطقة “الشرفين” لـ”يمن مونيتور” إن “رجال القبائل يتراجعون عن الدفع بمقاتلين جُدد إلى جبهات القِتال، وأن النسبة تراجعت أكثر من 90% عما كان عليه الوضع في بداية 2021م”.
خسر الحوثيون مناطق واسعة في مديرية “حرض”، سيطرت القوات الحكومية يوم الأحد على معظم مدينة حرض الرئيسية بعد معارك طاحنة مع الحوثيين، كانت القوات قد تقدمت عشرات الكيلومترات للوصول إلى المدينة.
وقال المسؤول في حجة “لقد تفاجأنا بالهجوم في حرض، كانت الدفاعات أضعف من أي وقت مضى بعد المعارك في مأرب”.
تترابط جبهات القِتال في اليمن بخط واضح يشير إلى خسائر الحوثيين. يوم الاثنين في محافظة تعز خسر الحوثيون سلسلة جبلية مهمة غربي المحافظة المحاصرة من الجماعة منذ 2016م.
تكشف جلسة مقيل في صنعاء عن خلافات داخل الحوثيين بين استمرار القِتال أو الذهاب إلى مفاوضات تنهي القِتال. يلقي كثيرون باللوم على “أبو علي الحاكم” القيادي الحوثي المقرب من عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة والقائد الفعلي لمعركة مأرب والمسؤول عن تحشيد القبائل للقتال ضد القوات الحكومية.
حسب سياسي تابع للجماعة كان موجوداً خلال المقيل فإن “من الأفضل إلقاء اللوم على بعض القيادات التي دفعت لاستمرار المعركة كل هذا الوقت، والذهاب إلى مفاوضات”.
يشير السياسي إلى وجود عرض تقوده سلطنة عُمان بشأن وقف القتال، ولكن الحوثيين لم يردوا عليه بَعد.
رفض السياسي تقديم تفاصيل أكثر عن الموضوع.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.