السعوديون بالقرب من الحدود اليمنية “يتعايشون” مع هجمات الحوثيين
(أ.ف.ب) تحرير “يمن مونيتور”
أثارت هجمات جماعة الحوثيين الأخيرة ضد الإمارات صدمة. لكن في “جازان” السعودية لم يعد الخوف والقلق ينتابان سكان المنطقة الحدودية مع اليمن التي تتعرض باستمرار لهجمات الحوثيين بعدما اعتادوا على سماع أصوات اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وتضم هذه المنطقة الحدودية الواقعة في أقصى جنوب غرب السعودية، 17 محافظة يقع بعضها على الحدود مباشرة مع مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن المجاور، فيما تبعد بضعة مئات كليومترات عن صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت سيدة ثلاثينية فضّلت عدم ذكر اسمها ترتدي عباءة سوداء لوكالة فرانس برس “أوّل مرتين أو ثلاث مرات كان الوضع غريبا (لأنه) لا يحدث في السعودية، ثم أصبح الوضع عاديا”.
وأضافت أنّها تسمع “صوتا كأنّه انفجار. أحيانا إذا كان قريبا يهتز البيت”، مضيفة ان القلق ينتابها “لحظة الهجوم فقط. الصوت يرعبنا ثم نعيش حياتنا في شكل طبيعي”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
ويُقتل مدنيون بهجمات الحوثيين على المناطق الحدودية السعودية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون في هجوم للحوثيين استهدف جازان. وكانت المرة الاولى التي يُوقع فيها قصف الحوثيين قتلى وجرحى في السعودية منذ 2018.
وهذا الاسبوع، أصيب شخصان بصاروخ في جازان أيضا، في خضم محاولة المتمردين مهاجمة الإمارات بصاروخين بالستيين تم تدميرهما، بعد اسبوع على ضربة دامية ضد أبوظبي بصواريخ وطائرات مسيرة قتل فيها ثلاثة أشخاص.
“النوم بسلام”
رغم الهجوم الاخير، بدت الحياة تسير في شكل طبيعي في جازان بعدما اعتاد السكان سماع أصوات سقوط المقذوفات أو اعتراض الدفاع الجوي السعودي لها، حسبما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وعلى ساحل البحر، جلست بعض الأسر تستمتع بوقتها وهي تراقب أطفالها يلعبون على مقربة. وعُلقت لافتة كبيرة على إحدى الأبنية تحمل صور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكتب عليها الآية القرآنية “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا”.
وقال شاب عشريني طلب عدم كشف هويته “في البداية كان هناك تخوف وكان هناك توتر. كنا نسمع أصوات” انفجارات، مضيفا بينما كان ينتظر بسيارته في طابور طويل لطلب الطعام “مع الأيام أصبحنا ننام بأريحية واطمئنان”.
وكان المتحدّث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تركي المالكي قال خلال الشهر الجاري إنّ الحوثيين أطلقوا 430 صاروخا بالستيا و851 طائرة مسيّرة على السعودية منذ بدء الحرب في 2015 ما أسفر عن مقتل 59 مدنيا سعوديا.
وقال شاب ثلاثيني “ليس هناك خوف أو قلق، الجيش في يقظة 24 ساعة ولدينا معدات عسكرية جاهزة”.
تحوّل قاتم
وفي محافظة الدائر، قرب جبل شاهق يفصل بين السعودية واليمن، كان شباب سعوديون يضحكون وهم يتسابقون بسيارتهم في شكل جنوني، فيما كان تلامذة يخرجون من مدرستهم المجاورة بعد انتهاء يومهم الدراسي.
بعد الهجوم الذي سقط فيه قتلى في كانون الأول/ديسمبر الفائت، شنّت السعودية عملية عسكرية موسعة ضد المتمردين خصوصا في صنعاء، مستهدفة مواقع للمتمردين بينها المطار تشتبه في أنها تُستخدم منصة لإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة باتجاه المملكة.
وتصاعدت المواجهة بين التحالف والمتمردين في الأسابيع الأخيرة، إذ كثّف الطيران السعودي غاراته على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون الذين ضاعفوا بدورهم هجماتهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة واستهدفوا أراضي في المملكة المجاورة.
في اليمن، قُتل سبعون شخصًا على الأقلّ في غارة على سجن في صعدة في شمال اليمن، واتّهم الحوثيّون طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه، غير أنّ التحالف نفى ذلك.