لم يستبعد خبراء في العلاقات الدولية متخصصون في الشؤون الإيرانية أن تتحول الحرب الكلامية المستعرة التي يشنها السياسيون من طهران إلى تدخل حقيقي في اليمن بصورة مغايرة لتدخلهم في سوريا. يمن مونيتور/ صنعاء/ وحدة التقارير
لم يستبعد خبراء في العلاقات الدولية متخصصون في الشؤون الإيرانية أن تتحول الحرب الكلامية المستعرة التي يشنها السياسيون من طهران إلى تدخل حقيقي في اليمن بصورة مغايرة لتدخلهم في سوريا.
وكان علي ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع أن مصالح إيران وروسيا تلتقي في ثلاث عواصم عربية وقد تنتقل إلى اليمن مستقبلاً، وهو ما أشيع على نحو واسع عن احتمال تدخل عسكري إيراني بغطاء روسي في البلاد، خصوصاً أن هذه التصريحات جاءت مع زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى موسكو والتقاءه بالرئيس الروسي.
الدكتور محجوب الزويري أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر والمتخصص في الشؤون الإيرانية، علق على تصريح “ولايتي” في حديث لإذاعة مونت كارلو وتابعه “يمن مونيتور” بالقول: “هو جزء من الحرب الكلامية التي نسمعها هذه الأيام فيما يتعلق في سوريا، روسيا وإيران شكل العلاقات المتسارعة بينهما بسبب التحالفات المقابلة لهما، وهي التركي السعودي بشكل أساسي، ما يجب أن أؤكد عليه هو أن الشيطان يكمن في التفاصيل فهل هناك لاعب في اليمن يمكن أن تستند إليه روسيا وإيران في عمليات عسكرية قادمة؟”.
يؤكد الزويري أن الخلافات بين تحالف الرئيس اليمني السابق وجماعة الحوثي وصلت الأسابيع الماضية إلى أزمة حقيقية: “التحالف دمر معظم القوات العسكرية لعلي عبدالله، فهناك شيطان في التفاصيل ويهدد فكرة كل التدخل، بالضرورة روسيا تمتلك أن ترسل طائرات وصواريخ وعمليات قصف جوي في اليمن، لكن هل هناك حليف على الأرض كما هو موجود في سوريا؟، هل تملك إيران وجود كما هو في سوريا؟”.
ولم يستبعد الزويري في حديثه للإذاعة التي تابعها “يمن مونيتور” أنه وبالرغم من كون كل هذه التفاصيل تجعلنا نقول إنها جزء من حرب كلامية مستعرة، “لكن هذا لا يمنع من أن تتحول مرحلة من المراحل إلى المواجهة، لكن لا اعتقد أن إيران وروسيا تريدان التدخل العسكري في اليمن، إلا إذا حدث متغير جوهري فيما يتعلق بسوريا”.-حسب قوله.
إنجازات التحالف في اليمن هائلة
الدكتور خطار أبو دياب، أكاديمي وباحث في شؤون الشرق الأوسط، واستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، يرى من جهته أنه من خلال التلويح بالتحرك الروسي الإيراني في اليمن، “حتى الآن هناك خطاب روسي يشير إلى أن هناك استناد على الشرعية الدولية لطلب من قوة معينة، هو يقول إنه تدخل في سوريا بناء على طلب من النظام السوري، وبناءً على معاهدات بين البلدين، ولذلك ليس هناك شيء من هذا النوع في اليمن”.
أبو دياب الذي تحدث للإذاعة الفرنسية وتابعه “يمن مونيتور” استدرك مؤكداَ: “أصلاً هذا الكلام أتى على لسان مسؤول إيراني، وهو كما قال الدكتور “الزويري” إنه من باب التحذير من مشاركة سعودية في سوريا، بمعنى أخر أن هذا التدخل سيكون ثمنه إزعاج أكبر للسعودية في اليمن، حتى الآن المسألة هي ضمن حرب كلامية، لكن مع مسارات الأحدث يمكن أن تشي بمسارات أخرى”.
ويشير أبو دياب بالقول: “من ناحية ميزان القوى العسكرية في اليمن، فالتدخل العسكري في اليمن ليس ذلك التدخل الجامح كما تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وتحسمها في عشرة أيام، أو كما تدخلت في ليبيا والحلف الأطلسي بالرغم من تأخره كثيراً في ليبيا. على قياس قوة التحالف العربي فالإنجازات التي حققت في اليمن هائلة، على قياس عهد علي عبدالله صالح، اليمن لم يكن بأحسن من هذا الوضع، لم نشهد يمناً مستقراً منذ فترة طويلة”.
الدكتور محجوب الزويري يعلق على حديث “أبو دياب” بالقول: إن “طبيعة التدخل في اليمن ستكون مختلفة تماماً، يعني التحالف العربي تدخل بناءً على طلب من حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فبالتالي فلن يحدث مثل هذا الأمر في اليمن”.
مسألة مهمة
الزويري يضيف ما قال إنها مسألة مهمة في تصريح “ولايتي”: “دعني أضيف مسألة مهمة أخرى تصريح ولايتي أنهم يتعاونون في ثلاث عواصم عربية وقد تضاف إليها اليمن، هذا حقيقة له علاقة بالداخل الإيراني، ما يتحدث به المسؤولون الإيرانيين له علاقة بالخطاب في الداخل، وهو يعني أنهم يريدون إبلاغ الشعب الإيراني أنهم ما يزالون يواجهون الخارج وأن أعداها ما يزالون كُثر خارج البلاد، بأن دورها الإقليمي والعالمي كبير ولذلك يجب على المواطنين أن يتحملوا المزيد من سياسات النظام، وهذا الأمر لا يجب أن نغفله، وهذا ما يظهر عادة في تصريحات قد تبدو متعلقة بالسياسة الخارجية للبلاد، لكن لها أصدائها في الداخل”.
وتابع: “الأمر الأخر الذي أود إضافته هو أن ما يحدث في سوريا خلال الأيام الماضية وما حدث فيما يتعلق بتقدم قوات نظام الأسد يكاد يكون أقنع إيران بحدوث متغير جوهري في معادلة الصراع في سوريا ويمكن أن تلقي بضلالها على اليمن، وهذا له علاقة بتفكير المؤسسة العسكرية في إيران بأن استمرار الصراع واستمرار حديث المواجهة تخدم المؤسسة في الداخل الإيراني وتجعله يستولي على الاقتصاد الإيراني، وهذا الأمر الحقيقة هو الذي يفسر لنا الحديث ليس فقط لولايتي حتى وسائل الإعلام الإيرانية، ربما عن دور إيراني ربما يأتي من ارتيريا التي إيران لديها علاقات جيدة معها، باعتبار أنها كانت بوابة إيران على اليمن منذ العام 2009م”.
أبو دياب الذي تحدث مؤكداً ما ذهب إليه الزويري: “نحن على مسافة خمسة أيام من الانتخابات الإيرانية، ولذلك قام مجلس الخبراء وصيانة الدستور من أجل تحطيم الصوت الإصلاحي، ولكن من أجل من ضمن من أجل أن تكون دوماً القبضة في يد المرشد، يظهر واضحاً حاجة المرشد إلى التدخلات الخارجية لتبقى تلك القبضة، وهو ما يؤكد أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر بدون الحاجة إلى “المواجهة”؛ ولذلك هو بصدد القول أنه لم ينس مسألة الشيطان الأكبر، فيما يريد القول أنه ما يزال يواجه الشيطان الأكبر، مع روسيا”.