المتحف الجيولوجي بصنعاء وقصة نجاح مديره في العمل التطوعي وحب المهنة
يمن مونيتور/قسم الاخبار
يدير الجيولوجي اليمني فهد البراق متحف اليمن الجيولوجي بصنعاء بدون أي مقابل، منذُ عام 2016، بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب وفقدان المتحف تمويله الدائم من الحكومة.
يقول البراق في الحوار الذي أجرته معه مجلة نيتشر البريطانية إنه متحف علمي تأسس عام 1999 وحصل على اعتراف رسمي من الحكومة عام 2012 ، مما منحه مكانة المتحف الوطني.
وأضاف: لقد عملت هنا في معظم حياتي المهنية، مشيرا إلى أن تركيزنا الرئيسي ينصب على الجيولوجيا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى رعايتنا من قبل هيئة المسح الجيولوجي والموارد المعدنية اليمنية (YGSMRB). بالإضافة إلى معارضنا، لدينا قاعة محاضرات تتسع لـ 140 مقعدًا، حيث نعرض الأفلام الوثائقية.
يؤكد البراق أنه خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أضفنا المزيد من المعروضات، مثل أحافير الثعابين من العصر الجوراسي (201 مليون إلى 145 مليون سنة مضت) وأحافير الأسماك من العصر السيلوري (443 مليونًا إلى 419 مليون سنة مضت).
وتابع: كما توجد حفريات لأنواع عديدة من الرخويات وشوكيات الجلد ، ونباتات وأشجار من فترات جيولوجية مختلفة. جميع المعروضات تقريبًا من اليمن. نعرض أيضًا أنواعًا من الصخور النارية والرسوبية والمتحولة، مثل الريوليت والصخر الزيتي والنيس.
ومنذ عام 2019، قدم YGSMRB للمتطوعين 20 دولارًا أمريكيًا شهريًا لتغطية تكاليف التنقل. يمكن للزوار أيضًا التبرع للمتحف.
وحول الصعوبات التي يواجهها يفيد الخبير الجيولوجي أن تعليق الرواتب – الذي حدث في عام 2016 نتيجة للحرب – هو أكبر مشكلتنا، لافتا إلى أن الفريق كان 12 شخصًا قبل بدء النزاع، وتمكن 4 فقط من العودة إلى المتحف للعمل على أساس تطوعي.
وبين أنه في العام 2019، فقد الفريق أيضًا التمويل الحكومي، وهذا يعني أننا لا نستطيع دفع ثمن موقع المتحف ، لذلك لم نتمكن من مشاركة أي أخبار، ونعتمد الآن على صفحتنا على Facebook ، وهي مجانية التشغيل.
ولفت إلى أنه على الرغم من الصعوبات المالية، لا يزال الدخول إلى المتحف مجانيًا وسيظل كذلك. قبل اندلاع الحرب كان متوسط عدد زوار المتحف حوالي 60 زائرًا يوميًا. بحلول عام 2021، ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 140 يوميًا، بفضل مزيج من الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورحلاتنا المدرسية المشجعة. الحرب نفسها هي أيضًا عامل: يبحث الناس عن الهروب وإلالتهاء بالعلم والفن.
وحول تأثير الحرب عليه يؤكد البراق أنه قبلها كان يعيش في راحة كطالب جيولوجيا في جامعة صنعاء بين عامي 1997 و2001، وكان يعمل في مطعم للوجبات السريعة بعد دوام الجماعة، كما كانت الأجور كافية للعيش في حياة كريمة لأن الأسعار كانت منخفضة، وكان بإمكاني إرسال الأموال إلى والدي الذي يعيش في قرية جبلية يمنية.
يضيف أنه في عام 2002، حصل على الوظيفة في المتحف وتمكن من توفير المال بسهولة. وتزوج في العام التالي، وبعد سنوات قليلة اشترى سيارة.
يتابع البراق حديثه: الآن بعد الحرب أصبح مثقل بكمية هائلة من الديون. ولديّه ابنتان وولدان، تتراوح أعمارهم بين 6 و 16 عامًا، وقد باع سيارته ومجوهرات زوجته لدفع الرسوم المدرسية لهم.
وأكد أن الحرب تهدد سلامتنا ووضعنا المالي. القتل والدمار في كل مكان. أفظع شيء الغارات الجوية المكثفة على صنعاء حيث نعيش. أخشى أنني لا أستطيع فعل أي شيء لجعل عائلتي تشعر بالأمان.
وحول بقاءه في مهنة التطوع يقول: إن المتحف جزء مهم حياته، وعندما يعمل شخص في مجال يحبه ، فإنهم يضحون بالكثير للبقاء في هذه الوظيفة. لن أكون مرتاحًا لوظيفة أخرى خارج مجال علوم الأرض.
واختتم حديثه بالقول: العمل في هذا المتحف يجعلني أشعر أنني أفعل شيئًا يستحق العناء. بعد أن أنهي عملي في المتحف، أذهب إلى متجر الهواتف المحمولة الصغير لعمي. يعطيني أجرًا يساعدني في تغطية بعض نفقات الأسرة. من الصعب اعتبارها فرصة جيدة، لكنها تسمح لي بمواصلة العمل في المتحف.