عمالة الأطفال في اليمن. معاناة كبيرة من أجل الحصول على لقمة العيش! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من شيماء العسكري
تفاقمت معاناة الأطفال اليمنيين كثيرًا في سنوات الحرب الأخيرة، وارتفعت نسبة عمالة الأطفال في اليمن بشكل محزن ومخيف.
ويواجه أطفال اليمن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لعل أبرزها غلاء المعيشة وفقد المعيل والنزوح المستمر، مما يضطرهم للانخراط في سوق العمل غير مبالين بنوع العمل شاق هو أم مريح، يخوضون غمار أعمال تفوق قدارتهم الجسمانية فقط للحصول على ما يقيهم شر الجوع.
عبد الله عبد العالم 13عامًا يعمل في قطف القات ليوفر من وراء هذا العمل بعضًا من المال لأسرته، بعدما ترك مدرسته قبل أربع سنوات؛ لأجل العمل.
يتحدث عبد الله عن معاناته مع العمل لـ” يمن مونيتور” نبدأ العمل أنا ومجموعة من الأصدقاء- يقاربونني بالسن أو أكبر بقليل-من بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر وأحيانًا إلى طلوع الشمس، وبعدها صاحب القات يعطي كل واحد منا 4 ألف ريال ثم يقوم ببيع القات لأحد الزبائن الذي يذهب به للسوق”.
ويضيف عبد الله” لجأت للعمل كي أساعد أبي في مصروف البيت؛ لأن الأسعار مرتفعة ومرتب أبي وحده لا يكفي أسرتي”.
وأردف” لي ما يقارب أربع سنوات أعمل أحيانًا في بيع الخضروات والتنقل بها من قرية لأخرى أو في قطف القات.
وتابع” أنا أحب العلم لكنه لا يأتيني بالمال الذي يساعدني أنا وأسرتي على البقاء على قيد الحياة، وحلمي هو أن تستقر أسرتي ماديًا حتى أستطيع مواصلة تعليمي”
(أعمالٌ شاقة)
في السياق ذاته يقول أحمد يوسف 15لـ” يمن مونيتور” أعمل في حمل الأحجار وتحضير الطين، في (مساعدة البنائين) من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساء وأحصل في اليوم الواحد على 5 ألف ريال”.
يضيف أحمد” العمل متعب جدًا ويصيبني بالمرض مرات عديدة، لكنه يوفر لي القليل من المال وهذا الذي يجعلني أستمر فيه لكي تبقى أسرتي بخير “.
وتابع أحمد حديثه لـ” يمن مونيتور” أنا واحدٌ من بين عشرة أبناء وأبي عامل بالأجر اليومي أحيانًا يحصل على عمل، وكثير من الأيام تمر وهو عاطل عن العمل؛ وهذا ما اضطرني أنا وثلاثة من إخواني لترك المدرسة والدخول لسوق العمل”
وأردف” أتمنى أن تنخفض الأسعار لكي أستطيع شراء كل ما أحتاجه أنا وأسرتي، وأن تنتهي الحرب لأعود لمدرستي التى تركتها قبل خمس سنوات”.
(سفرٌ طويل)
من جهته يقول محمد سعيد 16عامًا” أعمل في تجارة البهارات، أشتري بعض البهارات من السوق وأضعها في كيس كبير، أحمله على ظهري في اليوم الثاني وأذهب به لمناطق بعيدة جدًا؛ لأحصل على فارق في السعر أساعد به أسرتي لشراء حاجاتها”
وأضاف محمد لـ” يمن مونيتور” أخرج من البيت الساعة الرابعة فجرًا، أمشي في الجبال إلى مناطق بعيدة وعندما تطلع الشمس ويبدأ الناس بالخروج من منازلهم أقوم ببيع ما أحمله على ظهري من البهارات وأعود إلى البيت قبيل المغرب”
وتابع محمد” هذا العمل أجد فيه المال لكنه متعب جدًا يأخذ مني جهدًا كبير حتى أنني أمرض في كثير من الأيام بسبب أنني أخرج من البيت بين البرد، وأقطع مسافات طويلة وهذا ما يرهق جسدي أكثر”.
بدوره يقول فارس الدعيس 25عامًا “الحرب غيرت حال الأطفال وقلبت الموازين رأسًا على عقب، أصبح الأطفال اليوم وقودًا للمعارك، اليوم الأطفال يأخذون مكانهم في الأعمال الشاقة بدلًا من مقاعد الدراسة لكسب قوت يومهم؛ ليوفروا لأسرهم قوت يومهم على الرغم من ضعف أجسادهم وقلة إمكانياتهم”.
وأضاف فارس” يشعر الأطفال في وقت ممارستهم العمل بالضعف والوهن؛ بسبب عدم مقدرتهم على العمل من ناحية، ومن ناحية أخرى تجاهل أرباب العمل لهم، فهم يبخسونهم حقوقهم؛ بحجة أنهم أطفال وهنا يبقى الأطفال في ضياع كبير؛ لا أنهم أخذوا حقهم من العلم وتعلموا ليصبحوا قادة الغد وليصعود في سلم مراحل الحياة بانتظام ليصلوا إلى أماكن العمل الصحيحة التي تناسبهم، ولا أنهم عملوا وأخذوا حقهم من عملهم ذاك غير منقوص مثلهم مثل غيرهم من العمال”
وتابع فارس حديثه لـ”يمن مونيتور ” أطفال اليوم من الآن لا شك سيكرهون الغد؛ لأنهم عاشوه بشكل متقدم وفي موعد غير موعده، وعاشوه بكل ألم؛ لذا تجدهم لا يحلمون بالمستقبل، بل إن أحلامهم قد أصبحت محصورة في الحصول على لقمة العيش وحسب ”
وأردف” نسبة عمالة الأطفال تزداد مع مرور الوقت بشكل مقلق في ظل الحرب؛ إثر النزوح الكبير الذي تشهده البلاد والغلاء المعيشي بالإضافة إلى فقد معيلي الأسر”
وتمنى الدعيس من الجهات المعنية النظر بعين الرحمة لهذه الشريحة التي هي الآن بحاجة ماسة للاهتمام بها.