جرت العادة في العديد من مناطق اليمن أن تجوب مواكب العروسين شوارع المدن إلى ساعة متأخرة من الليل، مطلقة أصوات الزغاريد وصف جمع غفير من الأقارب، لكن الحرب التي ادلعت منذ أشهر حدّت من مظاهر الأفراح هذه واكتفى الناس بحفلات متواضعة تنتهي مع ساعات الليل الأولى؛ خشية أن يتعرضوا لمكروه.
يمن مونيتور/ صنعاء/ من خديجه ابراهيم
جرت العادة في العديد من مناطق اليمن أن تجوب مواكب العروسين شوارع المدن إلى ساعة متأخرة من الليل، مطلقة أصوات الزغاريد وصف جمع غفير من الأقارب، لكن الحرب التي ادلعت منذ أشهر حدّت من مظاهر الأفراح هذه واكتفى الناس بحفلات متواضعة تنتهي مع ساعات الليل الأولى؛ خشية أن يتعرضوا لمكروه.
آخرون اجّلوا مشاريع زواجهم إما للأوضاع الامادية التي أصابت البلاد، وإما لحالة النزوح والتشتت الداخلي والخارجي الذي يعاني منه اليمنيون منذ ما يقارب عام كامل.
لكن في المقابل، لم تمنع ظروف الحرب آخرين من إقامة حفلات الأعراس وإن بصورة اقل من الظروف العادية، مكتفين بإقامة حفلات صغيرة تجمع الأهل والأصدقاء.
“حسام علي”، شاب عشريني قام بتأجيل عرسه أكثر من مرة، آملا أن تنتهي الحرب، وعندما قرر إقامة عرسه اضطر إلى التخلي عن بعض مظاهر الأعراس بسبب ظروف الحرب.
ويضيف “علي” لـ”يمن مونيتور”، أنه “أقام عرسه في ساعات النهار الأولى تحسبا لأي طارئ قد يحدث”، مشيرا إلى أن “تكرار قصف مواكب وحفلات الأعراس في بعض المدن اليمنية أثار خوفه من استهداف عرسه إذا ما قرر إقامة الحفلة كما كان يريد”. حد قوله
ويتبادل الحوثيون وقوات التحالف الاتهامات بشأن قصف بعض حفلات الأعراس، وغير مرة نفى التحالف أن تكون طائراته قد استهدفت أي تجمع مدني من بينها حفلات الأعراس متهماً الحوثيين بقصف المدنيين تزامناً مع مرور مقاتلاته، وطالب بالتحقيق في هذه الحوادث.
“أماني أحمد”، متزوجة حديثاً، تقول “إنها لم تستطع أن تحقق ما كانت تحلم به كأي فتاة تجهز لحفل زفافها، وإن الحرب سلبت منها فرحة حفلة الزفاف التي كانت تخطط لإقامتها”.
وتضيف “أحمد” لـ”يمن مونيتور”، أن “غالبية أهلها لم يستطيعوا حضور حفل زفافها بسبب نزوحهم، كما لم تستطع إقامة الحفلة في صالة أعراس كما كانت تحلم”. حد قولها.
تقول والدة أماني إنهم “أجلوا حفل زفاف ابنتها أكثر من مرة حتى يتمكن الأهل من حضور الحفل ومشاركتهم الفرحة، إلا أن استمرار الحرب دون التوصل لحل، دفعها لإقامة حفل زفاف ابنتها رغم غياب الأهل”.
وأضافت “أن حفل الزفاف أصبح الآن يبدأ الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة مساءاً كحد أقصى، فيما كانت هذه الحفلات قبل اندلاع الحرب تستمر حتى الحادية عشر أو الثانية عشر منتصف الليل”.
“عبدالله محمد”، مخطط أعراس، يقول إنه “تفاجأ باستمرار التجهيزات لحفلات الزفاف رغم ظروف الحرب، فالإقبال على مكتبه لتخطيط الأعراس كبير”.
ويضيف محمد لـ”يمن مونيتور” أنه لولا مولدات الكهرباء المنتشرة لدى المواطنين لكانت الأعراس صامتة، فلا أغاني الزفاف ستكون موجودة في الأيام الأولى للعرس ولا تستمر الحفلة ليلا بسبب الظروف الأمنية، لكن وبرغم ظروف الحرب تستمر حفلات الزفاف بشكل أبسط وتنتشر الفرحة في أوساط الناس”.
من جهتها تؤكد فنية الكوافير “عادلة الحرازي” أن حفلات الزفاف لا زالت مستمرة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأن مكتبها يستقبل العرائس باستمرار.
وتضيف “الحرازي” لـ”يمن مونيتور”، أن العروسة أصبحت تختصر أيام العرس إلى يومين، وغالبا إلى يوم واحد؛ ولاحظت أن أغلب الأعراس أصبحت تقام في البيوت بدلا من الصالات، وحتى ما كان يسمى بالسهرات أصبحت غير ممكنة بسبب الظروف الامنية”، حد قولها.