على وقع تصاعد المعارك.. هل ينجح المبعوث الأممي في إنعاش جهود السلام “المتعثرة”؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير
في الوقت الذي تتصاعد فيه المعارك العسكرية في ثلاث محافظات يمنية (شبوة، مأرب، البيضاء)، يحاول مبعوث الأمم المتحدة تكثيف لقاءاته مع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية في مساع جديدة للحصول على دعم لإنعاش جهوده المتعثرة في إحلال السلام.
وعقب كلمة له أمام مجلس الأمن، حذر خلالها من التداعيات العسكرية الأخيرة، أجرى هانس غروندبرغ اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، للاطلاع على المستجدات على الساحة اليمنية والتطورات العسكرية والميدانية في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن “بن مبارك أطلع المبعوث الخاص، على الوضع الإنساني في محافظة مأرب التي يواجه سكانها بما فيهم اكثر من اثنين مليون نازح عدواناً همجياً مستمراً من قبل الحوثيين منذ اكثر من عامين”.
كما تطرق وفق الوكالة، إلى الجهود الحكومية لتطبيع الأوضاع في مديريات محافظة شبوة التي عادت الى أحضان الدولة بعد دحر المليشيات المتمردة منها.
وأكد وزير خارجية اليمن، أن “مليشيات الحوثي تمادت في غيها ولا تزال ترفض كل نداءات السلام وعرقلت كل المبادرات الدولية والاقليمية الرامية الى انهاء الحرب والعودة الى مسار السلام”.
وجدد الوزير اليمني حرص حكومة بلاده على دعم جهود السلام وإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة اليمنيين، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث المعتمدة.
بدوره جدد المبعوث الأممي، تأكيده بأن الحل السياسي القائم على الحوار هو الضمان لبناء سلام عادل ومستدام، منوهاً بأهمية تعاون جميع الأطراف لإنجاح تلك الجهود.
وتأتي المباحثات الجديدة، بعد يوم واحد من حديث المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن، من أن اليمن “يزداد تفككه” السياسي والاقتصادي والعسكري، مشيرا إلى أن الحرب فيه تدخل دورة جديدة من التصعيد.
وقال غروندبرغ: “اليمن يزداد تفككه السياسي والعسكري والاقتصادي حاليا، ولا بد من تركيز الجهود على الوصول إلى مقاربة شاملة تضم الجميع لمعالجة الوضع وتحقيق تسوية مستدامة في هذا البلد”.
وأوضح أن “عام 2022 بدأ بأوضاع مليئة بالتحديات، خاصة وأن التصعيد العسكري يتزايد وتقوم الأطراف بمضاعفة خياراتها العسكرية”.
والثلاثاء، اختتم المبعوث الأممي زيارة إلى المملكة المتحدة البريطانية، ناقش خلالها مع كبار المسؤولين البريطانيين “الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن، والتصعيد العسكري الأخير وأثره على فرص التوصل إلى حل سلمي وعادل للنزاع”.
وقال المبعوث الأممي في ختام الزيارة إنه: “لا يمكن أن يؤدي التصعيد العسكري لحلول مستدامة. تستطيع الأطراف وينبغي عليها الانخراط في حوار سياسي متواصل يهدف إلى خفض تصعيد العنف وإيجاد طريقة للتوصل إلى حل شامل.
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن بداية هذا الأسبوع عن عملية تهدف لتغيير مسار القتال بعدما نجحت قوات ألوية العمالقة والجيش الوطني التي جرى نشرها في الآونة الأخيرة بدعم من الضربات الجوية في طرد الحوثيين من محافظة شبوة الجنوبية المنتجة للنفط وإعادة فتح الطريق إلى مأرب.
وقوضت معركة مأرب، التي يصر الحوثيون بين الحين والآخر على مواصلة التصعيد العسكري نحوها رغم خسائرهم الكبيرة، آمال التوصل لأي هدنة وشيكة تجتهد الولايات المتحدة والأمم المتحدة في محاولات لتطبيقها.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.