تنظيم القاعدة يجنّد ضباط سابقين لبناء “جهاز مخابراتي” في اليمن
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
كشفت نشرة مخابراتية فرنسية أن تنظيم القاعدة في اليمن يقوم بإنشاء جهاز استخباراتي في خطوة لإعادة ترتيب التنظيم بعد خسائر تعرض لها بفعل الغارات الجوية والخلافات الداخلية.
وقالت “إنتلجنس أونلاين”، نقلاً عن تقرير أمني إن “زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، خالد باطرفي، يقوم حاليًا بإنشاء جهاز استخباراتي، في خطوة لإعادة ترتيب صفوف التنظيم من جديد”.
ولفتت النشرة إلى أن “باطرفي” يركز “على الاستخبارات المضادة التي تقوم بتجنيد ضباط سابقين من جهاز الأمن السياسي للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح”.
وقال التقرير إن “باطرفي” يخطط إلى مكافحة التجسس داخل التنظيم عبر الجهاز المخابراتي الذي يقوم بإنشاءه.
وكان تقرير في مطلع العام الماضي أشار إلى احتمالية اعتقال خالد باطرفي في محافظة المهرة، لكن لم يتم تأكيد المعلومة من التنظيم أو من الولايات المتحدة.
وأفاد التقرير بأن “باطرفي” يعمل على تجنيد مقاتلين جدد لإعادة تشكيل قوته القتالية التي تم تقليصها بشكل كبير منذ عام 2017، من خلال الضربات الجوية الأمريكية المكثفة بطائرات بدون طيار.
وأفاد التقرير أن التنظيم يحاول التقرب من القبائل اليمنية في محافظات أبين وشبوة وحضرموت، بتقديم تعويضات كبيرة على خسائرهم بفعل الغارات وامتيازات أخرى.
وترفض القبائل اليمنية في تلك المناطق السماح للتنظيم بالبقاء في أراضيها.
ولفت التقرير إلى أن التنظيم يعمل على تمويل عمليات التجنيد من خلال مشاركته منذ بداية 2021، في تجارة الأسلحة التي ترسلها إيران إلى جماعة الحوثي التي تحتاج إلى ذخيرة كبيرة لخوض معركة مأرب، إضافةً لسيطرته على أسواق محلية، كوسيلة لجمع الأموال بصورة جديدة.
وكان مركز صنعاء للدراسات أشار في دراسة سابقة أن الحوثيين أفرجوا عن 70% من أعضاء تنظيم القاعدة كانوا محتجزين في مناطقهم، ما يشير إلى التعاون بين الطرفين.
و”مدينة مأرب” الغنية بالنفط التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ سنوات وبدأت حملتهم الجديدة في فبراير/شباط الماضي، هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م. وقال الحوثيون إن قرابة 15 ألف من مقاتليهم قُتلوا في معارك مأرب منذ يونيو/حزيران الماضي.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.