هل بدأ التحالف العربي حربه المؤجلة ضد القاعدة في اليمن؟
يتساءل كثير من المتابعين عن السياق الذي يمكن أن توضع فيه الغارات التي شنها طيران التحالف العربي على مواقع تنظيم القاعدة في محافظتي أبين ولحج، جنوبي اليمن، خلال هذا الأسبوع.
يمن مونيتور/ خاص/ من محمد مراد
يتساءل كثير من المتابعين عن السياق الذي يمكن أن توضع فيه الغارات التي شنها طيران التحالف العربي على مواقع تنظيم القاعدة في محافظتي أبين ولحج، جنوبي اليمن، خلال هذا الأسبوع.
فالتحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أعلن في أولى أيام عملية “عاصفة الحزم” عن هدفه من هذا التدخل، والمتمثل في إعادة الشرعية إلـى الرئيس المنقلب عليه، عبد ربه منصـور هـادي.
وفي إجابته على سؤال لأحد الصحافيين عن سبب عدم استهداف طيران التحالف لـ”تنظيم القاعدة” الذي يسيطر على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها، قال الناطق باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، إن لتدخلهم في اليمن هدف محدد، ولن يخوض التحالف حروباً جانبية.
غير أن التحالف مسئول عن معاجلة كل تداعيات حربه في اليمن، ومن ذلك ملف تنظيم القاعدة الذي وجد في انشغال الحكومة بالحرب على الحوثيين وصالح فرصة لتوسيع دائرة نفوذه في الجنوب.
حرب مؤجلة
ويمكن القول إن التحالف العربي بدأ حربه المؤجلة على تنظيم القاعدة، بعد أن اقتربت معركته ضد قوى الانقلاب (صالح-الحوثي) من العاصمة صنعاء، إن كانت الخشية من تعرقل حربه ضد تلك القوى وراء تجميد أو تأجيل الحرب على القاعدة في الجنوب.
غير أن الاقتراب من العاصمة صنعاء لا يعني اقتراب حسم المعركة مع قوى الانقلاب التي لازالت تسيطر على عدد من المحافظات في شمال وغرب ووسط وجنوب اليمن، ومن المستبعد أن يتخذ التحالف قرارا كهذا بناء على نتائج حرب لم تنته بعد.
كما إن الضربات الجوية التي تستهدف استعادة السيطرة على الأرض، تتطلب قوات برية، وهو ما لا ينطبق على غارات لحج وأبين الأخيرة.
تمهيد
لكن استهداف التحالف العربي لتنظيم القاعدة تمهيد لعملية عسكرية كبيرة قد تبدأ قريبا، أمرٌ واردٌ، إلا أن هذا سيعطي التنظيم فرصة لترتيب أوراقه واتخاذ تدابير أمنية تقلل من تأثير مثل هذه الغـارات وتفقد أية عملية عسكرية قادمة عنصر المفاجأة.
تقليص النفوذ
وربما يكون السعي إلى الحد من تنامي نفوذ تنظيم القاعدة في الجنوب سياقاً مناسباً لمثل هذه الغارات، خصوصا بعد سيطرته على مدينة عزان بمحافظة شبوة، شرقي اليمن، وفشل الحملة الأمنية في إخراجه من مدينة المنصورة بمحافظة عدن جنوبي اليمن.
لكن مناسبة غارات التحالف للسياق المذكور لا يعني أن هذا هدفها.
ردة فعل
وما يبدو راجحا هو أن الغارات الأخيرة كانت مجرد ردة فعل، وهو ما تدعمه القرائن، حيث جاءت تلك الغارات بعد يوم من عملية للتنظيم بمدينة الحوطة في محافظة لحج قُتل فيها جنود إماراتيون، كما إن أولى غارات طيران التحالف استهدفت مدينة العملية.