غير مصنف

خطاب صالح.. استعداء أم استجداء للسعودية؟

تحليل

هذا الإلحاح والهوس على ذكر السعودية في صورة تناقضات تبدو في جانب تحدي وتهديد وسخرية، وفي جانب آخر استجداء وتذكير السعودية بأن اليمن لم تشكل خطراً عليها خلال فترة حكمه، هذا الإلحاح يحمل استسلام المغرور واستجداء واستدعاء بعد أن فقد القدرة على تنفيذ دوافع الاستعداء.

يمن مونيتور/ خاص/ من هشام المسوري
هذا الإلحاح والهوس على ذكر السعودية في صورة تناقضات تبدو في جانب تحدي وتهديد وسخرية، وفي جانب آخر استجداء وتذكير السعودية بأن اليمن لم تشكل خطراً عليها خلال فترة حكمه، هذا الإلحاح يحمل استسلام المغرور واستجداء واستدعاء بعد أن فقد القدرة على تنفيذ دوافع الاستعداء.
يريد النجاة، ولكنه يريد من السعودية ترتيب طريقة لنجاته وضمانات ما بعد النجاة، في حين يجد نفسه أمام تناقض التفكير بالنجاة والشعور بيأس استحالة المخارج الآمنة، ويبدو مضمون اليأس في الخطاب على شكل التهديد بالصمود 11 عام.
يعزز خطاب الرئيس السابق “علي عبدالله صالح” حقيقة أنه لم يعد المحرك وضابط الإيقاع، ولم يعد يتموضع على رأس الدولة التي كانت تتيح له استخدام كل أدواتها في الصراعات التي يديرها ويلعب بها، بينما ارتبط حضور صالح بالدولة، غير أنه أضحى بلا أرضية ملعب بعد أن دفع بالدولة نحو التحلل الكياني، وبات يلعب في غير ملعبه، ويستخدم أدوات غير أدواته.
ففي حين حققت إيران بعض المكاسب المؤقتة من استثمارها لرغبة الانتقام التي تأسر صالح، يخرج هو مهزوماً في كل الجولات، وخطابه الأخير يعكس مزيداً من تلك الهزائم.
تعود صالح سابقاً على وضع شروط اللعب والتحكم بالملعب، وهو الآن لا يملك شروط اللعبة ولا يستطيع التحكم بها.. لقد أصبح مجرد لاعب في لعبة تتحكم بها وتديرها إيران، وبعد أن سلم كل أدواته للمخابرات الإيرانية، يحاول استجداء السعودية على أن تفتح معه قنوات حوار، لكن السعودية تدرك أن لا قيمة للحوار مع من لم تعد لديه مصادر وأدوات التأثير، وبدلاً من الحوار مع صالح كلاعب ضمن الفريق الإيراني، اتجهت للحوار مع قيادة الفريق الإيراني ذاته، ولكن باللغة التي أضحت ضرورية وعبرت عنها عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
هي صفقة مدمرة اندفع اليها المخلوع، فقد فيها مصادر قوته وأدواته وقدرته على التحكم وتحديد الشروط وصار أسيراً لدوافع الانتقام، ولم يعد يملك القدرة سوى على الكلام والتهديد الذي يضمر استسلام واستدعاء للسعودية وهو يرسل إشارات متتالية لها، بأنه يحاول النجاة لكنها صعبة، وبالتالي تقول إشاراته ان على السعوديين أن يجعلوا من نجاته أكثر سهولة!
ولكن هل بات صالح وحساباته وموقعه ومواقفه ورهاناته مهمة في معادلة الصراع، تستدعي معها مزيداً من الاهتمام من قبل السعودية، خصوصاً بعد أن سلم الملعب وشروط اللعبة وأدواتها لإيران، وأصبح في موقع التابع المهووس، وفقد الكثير من رصيده المادي والسياسي والاجتماعي، وخلع تماسك حزبه في اندفاع سريع نحو صراع يحمل صورة ثأر شخص تدفعه إليه الرغبة في إشباع روح الانتقام؟
ما الحاجة له بعد أن أصبح لا يملك سوى دور التابع لوكيل إيران المعتمد، وخريطة مخابراتية ومعلوماتية يمكن أن يقدمها للسعودية في حال استجابة لاستجدائه؟ ولكن لديها ما يسد حاجتها المخابراتية دون الحاجة إليه.
يبدو أن قدره بات ينحصر في موكب الزحف القادم من الفرضة، وفي خطابه كان يجد هذا الإحساس، وهو يتوعد بالصمود في دار الرئاسة كما صمد اليمنيون في عام 1967م هناك.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى