في وداع عام مثقل بالأوجاع.. هكذا تبدو أحلام اليمنيات في 2022 (تقرير خاص)
يمن مونيتور / وحدة التقارير/ من افتخار عبده
مضى عامُ 2021 على اليمن والعالم، لقد كان ككل عام من أعوام الحرب مثقلاً بالآلام والأوجاع و المآسي على اليمنيين واليمنيات، وها هو عام 2022 يطرق الأبواب، لا يدري أحدٌ ماذا يخبئ هذا العام لليمنيين.
وشريحة النساء تلقت الكثير من الأوجاع في زمن الحرب، فهي تودع عامًا وتستقبل آخرًا آملةً به خيرًا، ولقد ودعت نساء اليمن سبعة أعوام متتالية وهي كلما أتاها عامٌ جديد تحلم فيه أن تستقر وتعيش كبقية بني الإنسان ولكن حلمها بعيد المنال.
ما نحلم به منذ بداية الحرب وحتى اللحظة هو الاستقرار، الاستقرار النفسي والمادي فقط، هكذا بدأت حديثها أم شهاب (50عامًا) لـ” يمن مونيتور”.
تقول أم شهاب:” إن الحرب أعطتنا الكثير من الأوجاع بما في ذلك الأمراض المزمنة، فأنا مصابة بمرض السكري أعاني إثره كثيرًا، وما أحلم به في عام 2022 هو شفائي من هذا المرض أو حصولي على العلاج اللازم له لأبقى على قيد الحياة أمام أولادي”
وتضيف أم شهاب لـ” يمن مونيتور” في هذا العام الذي نودعه الآن لم أحصل على القدر الكافي من العلاج بسبب الغلاء الفاحش، وقد كنت أضطر أن أنقص من الجرعة التي أستخدمها يوميًا حتى يستمر العلاج معي فترة طويلة، كي أوازن بين شراء علاجي وشراء حاجيات أسرتي، وكثيرًا ماكنت أصاب بنوبات تسقطني أرضًا جراء إهمالي لذاتي وما اضطرني إلى ذلك إلا الغلاء المعيشي”.
وتابعت: “أحلم في هذا العام أن تتوفر لبناتي وأولادي حاجاتهم وأن لا أرى فيهم الدموع الناتجة عن الفقد والحرمان التي رأيتها في عام 2021 والأعوام السابقة له”.
وأردفت: “أولادي وصلوا سن الشباب الآن وهم يخبروني في كل وقت أنهم بحاجة إن أن يظهروا أمام الناس بمظهر لائق ولباس جميل وما أطمح به في هذا العام أن تتوافر أحلام أولادي وألا أرى دموعهم ولا خوفهم علي من مرضي”.
“وجع جديد”
في السياق ذاته، تقول فاطمة محمد 38 عامًا: ” أقبل عام 2022 وأنا أودع العام الثالث بعد استشهاد زوجي وأودع الوجع الذي صاحبني طوال الوقت لأستقبل وجعًا جديدًا ربما يكون أكثر مرارة من سابقه”.
وتابعت فاطمة محمد لـ “يمن مونيتور” قولها:” ما أحلم به هذا العام هو الذي حلمت به العام الماضي والعام السابق له وهو حصولي على حصتي من مرتب الشهيد الذي حرمت منه بحجة أنني لا أمتلك أولادًا”
وأردفت ” أحلم أيضًا أن أحصل على وظيفة أتقاضى منها مرتبًا شهريًا أعيش به بكرامة حتى أحس أنني إنسانة تكفل نفسها بنفسها لا يعيقها دفع إيجار شقتها ولا تتراكم عليها اليدون ولا تبقى عالة على أسرتها”.
من جهتها، تشرح زينب 45 عامًا مأساتها مع الحرب والنزوح وتبدي حلمها في عام2022″ حلمي الذي أتمنى الحصول عليه في هذا العام هو حصولي على مأوى يسترني أنا وزوحي وأبنائي”.
زينب أم لولدين وأربع بنات جميعهم يعيشون في غرفة واحدة في مؤخرتها حمام وخارج تلك الغرفة مطبخ صغير مكشوف للشارع.
وتضيف زينب “نزحت أنا وأسرتي من الحوبان قبل عامين من الآن وبقينا نتخبط في البحث عن سكن نأوي إليه حتى حصلنا بعد جهد على هذه الغرفة بمدينة تعز التي بالكاد تتسع لجميع أفراد الأسرة”.
وتابعت: “فضلت العيش في هذه الغرفة الضيقة المترهلة التي تقع بالقرب من خط التماس المسلح على البقاء في الشارع، لكني أطمح أن أعيش في بيت يسترني أنا وزوجي وأولادي”.
وأردفت” يُخيلُ إليَّ أن هذا العام الجديد سيكون أفضل من سابقيه إذا ما استمرت عملتنا المحلية باستعادة قيمتها أمام العملات الأجنبية ويقلقني أن يعود الجوع الذي قتلنا خلال هذا العام”.
من جهتها، تقول إيمان علي 25عامًا “حلم اليمنيات لا يتعدى حقوقهن في هذه الحياة فأحلامهن تتراوح بين الحصول على المأوى والدخل والدواء لا أكثر”.
وتابعت: “نحن في اليمن ومع الحرب أصبح الحق حلمًا بعيد المنال، كل مقومات الحياة باتت حلمًا، فالكثير من النساء تحلم أن يحصل مطبخها على دبة غاز أو سلة غذائية، أو أن تحصل على حقيبة شتوية تدفي بها أطفالها”.
وأردفت: “ما أحلم به في عام 2022 هو أن تنتهي هذه الحرب التي أصابتنا لعنتها وأنهكتنا نيرانها وأن يعود التعليم كما كان قبل الحرب له قيمة كبرى ومذاق خاص”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.