مات أحمد الشيباني، على الفور بعد أن اخترقت رصاصة قناص “حوثي” رأسه، وسقط أمام عدسات الكاميرا في منطقة الحصب بمدينة تعز. مات أحمد الشيباني، على الفور بعد أن اخترقت رصاصة قناص “حوثي” رأسه، وسقط أمام عدسات الكاميرا في منطقة الحصب بمدينة تعز.
انطفأت عينا “أحمد الشيباني”، قبل أن تكتمل فرحته بإذاعة أول تقرير مصور له بالتلفزيون الحكومي، تلفزيون الحكومة الشرعية.
مات أحمد، لكن الحقيقة لم تمت، حقيقة مرعبة لمليشيا تخلت عن أبسط أخلاقيات الحرب والإنسانية.
يموت مثل أحمد كثيرون، لا أحد يأبه لهم، فلن يعزي هادي ولا حكومته اسرةَ “الشيباني”، لأنه، رحمه الله، ليس من أولاد الذوات، بل هو مجرد صحفي بسيط.. مثله مثلنا.
مات أحمد بالرصاص ذاته الذي كان يود أن يفضح جرائمه في تعز، غير أن الحقيقة لم تمت.
في الداخل اليمني، يكتوي الصحفيون بنار الحروب والظروف الصعبة في واحد من أفقر البلدان على وجه البسيطة، دون أن تحرك منظمات حقوق الإنسان ساكناً، وهي التي أصمّت آذاننا بالحديث عن الحقوق والحريات.
لا وكالة أنباء، ولا تلفزيون، ولا سياسة إعلامية تليق باليمن وقضيته العادلة، هذه ليست أولوية لدى الحكومة الشرعية!
تكتفي نقابة الصحفيين بإصدار بيان إدانة وتحميل “الحوثي” مسؤولية القتل، وتطالب بمحاكمة القتلة، وهذا جلّ ما تستطيع فعله. وتصبح الضحية رقماً يضاف إلى سجل جرائم الحوثي و”صالح” الذي يقتل اليمنيين بدم بارد.
نكتفي نحن بكتابة خبر، مقال، أو منشور.. في انتظار الضحية القادم.