ونحن نتلظى في حالة من الترقب المعتاد منذ أكثر من عام أو ربما خمسة أعوام كاملة، ونتقلب بين جمر الاحتمالات المؤسفة بكل تنوعاتها حسب أطيافها المختلفة، وها نحن كما يبدو نشهد اقتراب الحل الغامض الذي _ أيضا _ قد لا يحدث، فكل ما نتوقع حدوثه مازال يعد بين الاحتمالات المنتظرة.
ونحن نتلظى في حالة من الترقب المعتاد منذ أكثر من عام أو ربما خمسة أعوام كاملة، ونتقلب بين جمر الاحتمالات المؤسفة بكل تنوعاتها حسب أطيافها المختلفة، وها نحن كما يبدو نشهد اقتراب الحل الغامض الذي _ أيضا _ قد لا يحدث، فكل ما نتوقع حدوثه مازال يعد بين الاحتمالات المنتظرة.
إنما لنفترض أن حلاً قريبا سيكون، وربما يكون حلاً سياسياً.
ما يهمني أنا كفرد في هذا الوطن الذي عانى كثيراً من عضبات الساسة ومراهقة المأزومين وتطلعات المعاقين عقلياً، عانى حرباً في رزقه وأمانه ووجوده وسحق أحلامه، وحتى سلب رأيه في حمى آراء تباع وتشترى أو تهضم وتخنق.
ماذا سيكون عليه حالي كمواطن قصف منزله وفقد عمله وتشرد في شظف ومهانة وقتل من رفاقه وأهله من قتل وخسر الكثير في انتظار نزوات المجرمين أن تهدأ؟!
ماذا عن كل الجرحى والمعاقين؟ عن أهالي الشهداء والمقاتلين؟ عن ضحايا كانوا آمنين؟
هل سيجدون في هذه التسوية (الحنكليشية) إنصاف يخرجهم من معادلة سياسية كانوا طرفاً مسحوقاً فيها وغير راغب في الدخول وحتى أنه طرف لا يدري كيف دخل؟
هل سيتم نقلهم لمنتجعات الرفاهية في خارج البلاد كي يعيشوا ما تبقى من أعمارهم يرفلون في نعيم مكافأة احتمال الخراب الذي وقع على رؤوسهم ولم يتسببوا في حدوثه.
أو أنهم سيلعقون جراحهم ويبكون شهداءهم ومفقوديهم، ويعانون ما تبقى من أعمارهم وأعمار أولادهم من تبعات حرب اندلعت على رؤوسهم فقط.
إنهم حتى لن يجدوا مراكز نفسية تعيد تأهيل أطفالهم المنهارين نفسياً وصحياً من حرب لم ترحم أو تبقي شيئاً جميلاً في هذا الوطن المنسحق أصلاً.
في حين تأتي اتفاقية من نوع ما، لإخراج القتلة ومجرمي الحرب ومشعلي الفتن والنعرات كي يقضوا أعمارهم الشيطانية في سأم وملل النعيم الذي توفره لهم دول ترعى خراب الشعوب كما ترعى مصالح عملائها وأذنابهم. فهل علينا أن ندفع فاتورة قتلنا وعليها فاتورة نجاتهم؟
هل علينا أن ندرك أنهم أحباب الله في الدنيا _ ولنا إنصاف الآخرة _فلا تمسهم العدالة والقضاء وعلينا ألا نحلم بمحاكمات عادلة وعقوبات مستحقة، بل علينا كي ينتهي كابوس الحرب، أن نقبل بما يجود به جلادونا من حلول مجحفة!!
وما الذي يضمن لشعبنا المقهور أن ينعم بالسلام الذليل والأفاعي تنفث سمومها كل حياتها، ما الذي يضمن ألا يظل كابوس التفجيرات والقلاقل والفتن يدار عن بعد ما دام في الوطن من يبيع ضميره بحفنة مال مسروق من هذا الوطن؟
لن تنعم أوطان بأمان مادام أعداء الحياة أحياء بلا قصاص عادل.