أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلات

خلافات و”إزاحة عبء”.. ما الذي كسبه الحوثيون من وجود “إيرلو” في صنعاء؟ (تحليل خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص:

غادر السفير الإيراني لدى الحوثيين “حسن إيرلو” بطلب من الجماعة المسلحة، بعد خلافات بين قادة الحوثيين بشأن الخسائر التي لحقت بالجماعة خلال مدة عام من وصول سفير طهران إلى صنعاء.

قالت إيران والحوثيين إن “مغادرة إيرلو للعاصمة صنعاء جاء بسبب إصابته بفيروس كورونا، وحاجته إلى علاج أفضل”. ونفى الحوثيون ما تشير إليه وسائل إعلام عن إصابة “إيرلو” بقصف جوي أو بشأن خلافات مع إيران.

وقال مصدر مسؤول في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور”: إن السفير الإيراني غادر صنعاء بوساطة عُمانية وأخرى من العراق، اللتان تبنتا نقل إيرلو من صنعاء.

لم ينفي المسؤول الحوثي وجود خلافات بين “إيرلو” وقيادة الجماعة، خاصة بعد أن تلقى اتهامات من قيادات حوثية بمحاولة زيادة الشقوق داخل الجماعة بدعم طرف على حساب آخر.

وتدور خلافات بين طرفين رئيسين في الحوثيين الأول، يخص أحمد حامد القيادي ومدير مكتب “مهدي المشاط” رئيس المجلس السياسي الأعلى الخاص بالحوثيين، والثاني، محمد علي الحوثي القيادي البارز، ويملك الطرفان حلفاء من قيادات وعائلة الحوثي. وسبق أن نشر “يمن مونيتور” تحقيقاً يشير إلى تلك الخلافات.

وقال المسؤول إن “إيرلو كان يراوغ ويعطي وهماً لكل طرف أنه داعمه لكنه كان يدعم طرف أحمد حامد بشكل رئيسي”.

 

مكاسب الحوثيين من “إيرلو”

بغض النظر إن كانت مغادرة “إيرلو” من صنعاء بطلب جماعة الحوثي، أو أنه بالفعل مصاب بفيروس كورونا إلا أنه أحدث تغييراً منذ وصوله في أكتوبر/تشرين الأول 2020 كأول سفير مُعين من دولة أجنبية منذ إسقاط الحوثيين لصنعاء في سبتمبر/أيلول2014، وقبلت طهران سفيراً للحوثيين يمثل اليمن. عوّل الحوثيون على أن الاعتراف بهم وتعيين سفير سيعطي انطباعاً وتأييداً لسلطتهم لكن ما حدث هو العكس.

في الداخل فَقد الحوثيون دعايتهم للسكان أنهم يقودون معركة وطنية ضد الحكومة المعترف بها دولياً المدعومة من التحالف، إذ أن وجود سفير إيراني يقوم بمهام ما يشبهه الحاكم بزيارات ولقاءات مسؤولين في سلطة الأمر الواقع ولقاء شيوخ وشخصيات يمنية أكد أن الجماعة مرتبطة ارتباطاً عضوياً بإيران وهو ما تسبب في إضعاف دعايتهم.

في الخارج، كانت الشكوك حول مقدار الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين حتى أن دبلوماسيين كانوا يرون ذلك جزء من الدعاية التي تقودها الحكومة اليمنية للحصول على الدعم. لكن تعيين سفير هو ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني كرئيس للدبلوماسية الإيرانية في صنعاء كان تأكيداً على أن الأمر أكبر من مسألة تعاطف أو دعم لوجستي بسيط.

ما كان واضحاً في تعيين “إيرلو” أن وصوله إلى صنعاء كان غامضاً- وما يزال حتى اليوم- لذلك فإن وجوده كان يعطي رسالة أن طهران تسيطر على الجماعة واستثمرتها في المفاوضات الخارجية والعودة إلى الاتفاق النووي منذ بداية العام.

كما أنه وبعد وصوله زادت ضربات الحوثيين على المملكة العربية السعودية، ودفع الحوثيون بهجوم لم يتوقف على محافظة مأرب رغم أن خسائر الجماعة وصلت لأكثر من 15 ألف مقاتل منذ يونيو/حزيران الماضي.

 

الفكاك من إيران

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين قولهم إن السفير بات “مشكلة سياسيّة تزيد الأعباء على كاهل جماعة الحوثي، بالنظر إلى نفوذه الكبير في اليمن، والذي بات يعزز التصور بأن الحوثيين يخضعون لإيران”.

وترى إيران، في اليمن فرصة في دفع السعودية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقًا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران هذه المزاعم، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.

ودارت مشاورات بين السعودية وإيران في بغداد منذ مطلع العام، كانت الجولة الرابعة منها في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان الملف اليمني في رأس قائمة الأولويات، وطلبت الرياض من طهران وقف دعم الحوثيين مقابل عودة للعلاقات لكن إيران رفضت وطلبت عودة العلاقات الدبلوماسية المتوقفة منذ أعوام قبل وقف هجمات الحوثيين على السعودية.

عقب مغادرة “إيرلو” يتحدث قادة حوثيون أن ذلك تأكيد على قدرتهم على العمل دون الحاجة لإيران، فيما يبدو أنه انسجام مع طلب السعودية بخروج الحوثيين من العباءة الإيرانية. لكن على العكس من ذلك من الصعب إيجاد أداة قياس تحدد حجم خروج الحوثيين من العباءة الإيرانية، خاصة في السنوات الأخيرة مع اعتماد الجماعة بشكل كامل على طهران في التفوق العسكري بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة.

مقابل التفوق العسكري تمكنت إيران من فرض الطلبة اليمنيين الذين درسوا في المدارس الدينية الإيرانية كقادة داخل الجماعة، ما يجعل فكاك الجماعة من إيران أكثر صعوبة، وخروج “حسن إيرلو” من صنعاء لا يغير هذه المعادلة.

 

الرغبة في التحكم

لم تشكك جماعة الحوثي المسلحة في الخبرة العسكرية “لإيرلو” في بادئ الأمر عبر توجيهاته العسكرية التي كانت تعتقد الجماعة انها أضافت طابعاً لوجستيًا في سير معاركها، لما يملكه الرجل من تاريخ قتالي ومشاركته في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن المنصرم، والذي جرح فيها وفي خبرته العسكرية يقدم على أنه خبير في “الأسلحة المضادة للطيران”. في نهاية العام الماضي، أدرجت الولايات المتحدة “إيرلو” في قائمة عقوباتها، المتعلقة بالإرهاب.

وفشلت جماعة الحوثي في تحقيق تقدم كبير نحو مدينة مأرب الغنية بالنفط وآخر معاقل الحكومة الشرعية شمالي البلاد.

لكنها تحولت لاحقاً إلى عبء إذ بات “إيرلو” يتدخل في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

يشير أسامة قاسم، عامل بأحد المنظمات الدولية، أن عمل المنظمات والجمعيات تأثر عملها الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين بصنعاء: بعد أوامر وتوجيهات السفير الايراني حسن إيرلو حد من عملها بعد توجيهاته في 19 من يناير/ كانون الثاني من السنة الجارية، حيث قال السفير الإيراني: “بعض المنظمات الدولية العاملة في اليمن تمارس أنشطة مشبوهة”، في تدخل سافر في شؤون اليمن.

وأضاف: تجاوزت تصريحات وتوجيهات أيرلو كونه سفير بل كان وراء إيقاف عمل 170 منظمة يمنية”.

في لقاءاته يكرر “إيرلو” تعبيراته أن اليمن في الوقت الحالي تشبه إيران عقب الثورة الخمينية، واعتبار سيطرة الحوثيين على صنعاء جزء من الثورة الخمينية.

وقال مسؤول بارز في سلطة الحوثين لـ”يمن مونيتور” حين سؤاله حول دور حسن إيرلو في الحكومة غير المعترف بها دولياً: كان يعيد أن اليمن في طريقها للانتصار على التدخل الخارجي وبناء اقتصاد قوي كإيران، على الرغم من أن السياسة الاقتصادية الإيرانية سيئة وتقوم على الاقتصاد الموازي، كما أنها ماتزال دولة ريعية!

وتحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما خشية الانتقام.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى