دخلت اليمن، المصنفة ضمن أفقر الدول العربية، منعطفاً خطيراً، وساءت أحوال مواطنيها، وأوشك اقتصادها على الانهيار، في ظل عزم التحالف العربي والجيش الوطني حسم الأمور عسكرياً. يمن مونيتور/ خاص/ من راكان الجبيحي
منذ الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول من العام 2014م يسيطر مسلحو الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” على مقاليد الأمور في العاصمة اليمنية صنعاء كسلطة أمر واقع، فيما يخوض جيش وطني شُكّل مؤخراً مسنوداً بالمقاومة الشعبية وقوات ومعدات من التحالف العربي، حرباً ضروساً ضدهم، ارغمتهم على الانسحاب من العديد من المدن التي كانوا سيطروا عليها أهمها مدينة عدن، كبرى محافظات جنوب اليمن.
دخلت البلاد، المصنفة ضمن أفقر الدول العربية، منعطفاً خطيراً، وساءت أحوال مواطنيها، وأوشك اقتصادها على الانهيار، في ظل عزم التحالف العربي والجيش الوطني حسم الأمور عسكرياً.
منذ أيام قليلة، وصلت طلائع الجيش الوطني والمقاومة تخوم صنعاء، أي مناطق نهم شرقي العاصمة، حيث تدور معارك واستعدادات عسكرية غير مسبوقة، تحسباً لاندلاع معركة تحرير صنعاء.
ووفقاً لمراقبين، فإن الشرعية في اليمن، ومن ورائها التحالف الذي تتزعمه السعودية، تستبق أي حلول سياسية قد يفرضها المجتمع الدولي على الطرفين، لحسم الأمور عسكرياً استناداً إلى تجارب سابقة أثبتت أن الحوثي وحلفائه لا يأبهون بأي حلول أو اتفاقات سلمية.
ويرى الباحث والمحلل العسكري “علي الذهب” أن “خيار الحرب لدى التحالف مقدم بدرجة أولى؛ لأنه لغة الطرف الآخر الذي خسر الكثير وليس لديه من وجهة سوى وجهة الحرب، خاصة الحوثيين؛ حيث أنهم دأبوا على هذا النهج منذ ظهورهم في منتصف العقد الماضي”.
ويضيف “الذهب” في حديث لـ”يمن مونيتور” أن “انصياع الحوثيين و”صالح” للسلام في جولات المباحثات السابقة لم يكن إلا مناورة لتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض؛ وأن التحالف العربي فهم هذا الأسلوب وأهدافه وتعامل بذات الطريقة”.
ويعتقد “أن إطالة أمد الحرب يوظف توظيفا ذرائعياً في كلا الطرفين، كسبا للوقت بما يمكن من إعادة ترتيب الصف والتهيئة لجولات أخرى في القتال أمام تعثر مساعي السلام التي هي في الأصل غير جادة ولا يعول عليها، فضلا عن حرص التحالف على تمكين الشرعية من الاعتماد على ذاتها في مواجهة تحالف الحوثيين وصالح”.
يقول “نبيل البكيري”، وهو باحث ومحلل سياسي، إن “لا أفق لحل سياسي في اليمن، لا لدى التحالف ولا لدى الحكومة الشرعية، فلم تعد مسألة الحسم العسكري خياراً اختيارياً بالنسبة للتحالف العربي، فالحسم العسكري غدا ضرورة حتمية ووجودية لأمن واستقرار المنطقة العربية كلها وخاصة منطقة الخليج العمق الاستراتيجي لليمن، والحصن الأخير أمام تمدد المشروع الإيراني في المنطقة العربية وبتالي معركة اليمن هي معركة وجود بالنسبة للتحالف والعرب جميعاً”.
ويضيف البكيري لـ”يمن مونيتور”، “أي تأخر في حسم معركة اليمن لا شك أن ذلك يعد استنزافاً كبيراً وخطيراً للتحالف العربي واشغالها عن معركتها الكبرى المتمثلة بمواجهة المشروع الإيراني في بقية أجزاء المنطقة العربية في العراق وسوريا ولبنان و غيرها”.
ويختم بالقول “حسم معركة اليمن واستغلال عامل الوقت يقلل من كثيراً من التضحيات ويوقف المشروع الإيراني تماماً، وأي تباطؤ ليس سوى في صالح المشروع الإيراني الذي يعتبر حالة الفوضى في المجتمعات العربية عامل رئيسي لوجوده وانتشاره”.
ويرى الكاتب والصحفي “سام الغباري” أن “الخيار العسكري أمر مهم جداً، وحسمه ضرورة وخيار لا رجعة عنه، لإيقاف المعتدي الداخلي عن إجرامه على الشعب اليمني، والإذعان بالقوة لخيار الدولة والتراجع عن الانقلاب”.
ويعتقد أنه ما لم تحسم الأمور عسكرياً فإن إيران ستسعى إلى إعادة إنتاج الحوثية وتقويتها بالسلاح في ظل ذخيرة عير واعية من الصبية والفتية الملتزمين بأقوال وأفعال وليهم المجنون”. حد قوله.
“الغباري” أضاف في حديثه لـ”يمن مونيتور”، “أخشى أن يتحول اليمن إلى منطقة مُصدرة للإرهاب للدول المحيطة به، خاصة إذا توقفت الحرب وتراجعت دول الخليج عن دعم الدولة المركزية الواحدة في صنعاء”.