البيضاء تستعد لمعركة الحسم مع الحوثيين
تستعد القوات اليمنية لدخول مرحلة جديدة وحاسمة من الصراع مع جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عبر استعدادات مكثفة للبدء في عملية تطهير محافظة البيضاء (وسط البلاد)، التي تشكل قلب اليمن جغرافيا وفيها منافذ تطل على تسع محافظات يمنية.
يمن مونيتور/ الجزيرة نت
تستعد القوات اليمنية لدخول مرحلة جديدة وحاسمة من الصراع مع جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عبر استعدادات مكثفة للبدء في عملية تطهير محافظة البيضاء (وسط البلاد)، التي تشكل قلب اليمن جغرافيا وفيها منافذ تطل على تسع محافظات يمنية.
وتُعد السيطرة على البيضاء مدخلا رئيسيا لتحرير محافظة ذمار -البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء- من أيدي المتمردين، كما تمهد استعادتها الطريق لتضيق الخناق أكثر على “مليشيا الحوثي وصالح”، وقطع شريان مهم لإمداد الحوثيين وحلفائهم بالسلاح في محافظات شبوة وإب والضالع وتعز الجنوبية.
وقال محافظ البيضاء نايف صالح القيسي للجزيرة نت إن قوات الشرعية بدأت الاستعدادات لشن عمليات عسكرية واسعة بهدف تحرير المحافظة من الانقلابيين، مشيرا إلى تجهيز ثلاثة ألوية قتالية تضم آلاف الجنود.
وأكد القيسي، وهو أيضاً قائد المقاومة الشعبية بالمحافظة، أن الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف العربي استكمل تجهيز اللواء 117 بقيادة العميد عبد الرب صالح الأصبحي، ضمن لواءين آخرين يتم تجهزهما لقيادة هذه المعركة.
وحول موعد انطلاق المعركة، أكد المحافظ أنها باتت وشيكة، مضيفا أن إدارة المحافظة تعمل حاليا بموازاة ذلك على تجهيز قوات الأمن العام من أبناء المقاومة في البيضاء لتوزيعهم على القوات الخاصة والنجدة والشرطة العسكرية بهدف تأمين المحافظة وحماية مؤسساتها بعد التحرير.
ويبدي الكثير من المراقبين بالبيضاء تفاؤلا بإمكانية قلب موازين القوى وتحرير المحافظة في زمن قياسي، في حال دخول ألوية عسكرية مدربة ومجهزة على خط المواجهة، خاصة بعد الاستنزاف الكبير الذي تعرض له الحوثيين على مدى أكثر من عام بهذه المحافظة.
حرب استنزاف
وقال القيادي في مقاومة البيضاء الشيخ محمد سالم الطيابي إنه رغم وجود ثلاثة ألوية عسكرية في البيضاء لصالح من خلالها استطاع الحوثيون دخول المحافظة، فإن المقاومة قامت بعمليات استنزاف واسعة لهم وكبدتهم خسائر كبيرة تفوق ما تعرضوا له في مناطق أخرى.
وأضاف للجزيرة نت أن الحوثيين منذ دخولهم المحافظة لم يستطيعوا مع مناصريهم السيطرة على مديرية واحدة من مديريات البيضاء بشكل كامل، مؤكداً أن حضورهم العسكري في السيطرة على الأرض لا يتعدى 20%، بينما تسيطر المقاومة على 80%.
وأضاف أن قدوم الدعم للمقاومة خاصة من نوع الأسلحة الثقيلة سيمكنها في وقت قصير من حسم المعركة لصالحها.
إنجاز سريع
وفي السياق، يري الكاتب والمحلل السياسي في محافظة البيضاء عايش أبو صريمة أن من شأن ترجمة التوجيه الرئاسي بتشكيل الألوية إلى تحرك فعلي أن يكلل بتحرير المحافظة، وقال للجزيرة نت إن المحافظة قطعت شوطا كبيرا في حرب استنزاف الحوثيين وأي تحرك جاد سيتوج بإنجازات سريعة وكبيرة.
واعتبر أن التأخر في معركة البيضاء رغم أهميتها، يرجع في الأساس لتأخر نية الحسم لدى الشرعية وقوى التحالف بسبب هاجس لديهم من الحضور القوي لتنظيم “أنصار الشريعة” التابع لتنظيم القاعدة، معتبرا أنها نظرة قاصرة لا تستند لقراءة موضوعية أو تقارير ميدانية واستخباراتية مسؤولة.
ويرى أبو صريمة أن الغالبية من المقاتلين في البيضاء ليسوا ضمن إطار أيديولوجي طائفي، بل هم مجاميع دفعتهم الغيرة وقيم العزة للدفاع عن شرف الدين والقبيلة ووجدوا أنفسهم في خندق واحد مع بعض المحسوبين على أنصار الشريعة لا لقناعة أيديولوجية، ولكن جمعتهم زمالة حرب اضطرارية ضد عدو مشترك.
وأضاف لعل النظرة لدى معظم المقاومين في البيضاء نحو أنصار الشريعة لا تختلف كثيرا عن نظرتهم للحوثيين، ولو وجدوا كيانا مقاوما معتدلا لما ترددوا في الالتحاق به، وتصحيح هذه النظرة الخاطئة اتجاه المقاومين هي خطوة في الاتجاه الصحيح لتعديل سير المعارك نحو الحسم والنصر.