تداعيات معركة نهم لم تنحصر في الجوانب العسكرية المتمثلة في هزيمة غير متوقعة للميليشيا الحوثية وقوات صالح الذين راهنا كثيرا على صعوبة هذه الجبهة وربما على استحالة اختراقها نظرا لطبيعتها الجغرافية الصعبة، أو للتجهيزات العسكرية المهولة التي حظيت بها كونها تمثل البوابة الشرقية والاخطر على العاصمة صنعاء.
تداعيات معركة نهم لم تنحصر في الجوانب العسكرية المتمثلة في هزيمة غير متوقعة للميليشيا الحوثية وقوات صالح الذين راهنا كثيرا على صعوبة هذه الجبهة وربما على استحالة اختراقها نظرا لطبيعتها الجغرافية الصعبة، أو للتجهيزات العسكرية المهولة التي حظيت بها كونها تمثل البوابة الشرقية والاخطر على العاصمة صنعاء.
تلك التداعيات تجاوزت التأثيرات العسكرية – التي انعكست انهيارا معنويا وماديا على قوى الانقلاب – لكنها اثرت ايضا وبشكل اكبر على الجوانب السياسية حيث تظهر بوضوح في التحركات الدولية التي يقوم بها المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ برغبة معلنة من حلفاء الحوثيين في الاقليم واقصد هنا ايران وحلفاؤها ، وايضا من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كما يبدوا ستحاول منع الهزيمة الكلية للحوثيين وصالح ..
هذا من جهة
ومن جهة ثانية يبدوا ان معركة نهم اظهرت الى السطح وبشكل فاضح الخلافات العميقة في صفوف التحالف الانقلابي ولازالت تسهم في تفكيك جبهتهم ، تمثل ذلك في الغضب العارم الذي انتاب المخلوع واتباعه من احتفال الحوثيين بذكرى ثورة 11 فبراير والتي في تصوري انه لم يكن احتفالا بريئا ،فهو من ناحية تأكيد على ان صالح بالنسبة للحوثيين عدو استراتيجي – وان كان مؤجلا بسبب تحالف المصلحة التي جمعتهم به – وهو ايضا محاولة لإرسال رسائل تطمينية للشباب على ان الحوثيين مازالوا قادرين على اللعب السياسي ، في خطوة يائسة فرضتها الهزيمة الكبيرة في معركة نهم.
صالح بادر الى اتهام الحوثيين بتسليم فرضة نهم ومعسكرها لقوات الشرعية، فيما اراه دليلا على ضعف الثقة بينه وبين الحوثيين، واعتراف صريح بخسارته لأوراق كثيرة في هذا التحالف، منها ضعف سيطرته على المعسكرات والقوات المحسوبة عليه، فمعسكر نهم من اهم المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري ومن المفترض انه يخضع لتوجيهات صالح.
معركة نهم وما تلاها قدمت اجابة لسؤال ظل يتردد كثيرا، على ماذا يراهن الحوثيون رغم الهزائم المتكررة وخسارتهم المتوالية للأرض؟
لقد اثبتت لنا الاحداث والمواقف السابقة ان اي تحركات اممية يقوم بها ولد الشيخ ؛ او حديث عن ضغوط دولية توجه للتحالف العربي ورئاسته، أصبحت مؤشرات على المأزق الذي تمر به الميليشيات , وان تحالف الانقلاب لا يملك الا الرهان على رخاوة أداء الأمم المتحدة ورغبة الدول الكبرى على إبقاء الحوثيين وحليفهم في المشهد السياسي، وشعور الحوثيين برغبة دولية ببقائهم في المشهد رغم كل الممارسات الاجرامية والعبثية التي مارسوها ضد اليمن وجيرانها.
ويبدوا ذلك واضحا في عدم اصرار المجتمع الدولي على تنفيذ القرار الاممي الذي صدر تحت البند السابع واعطى الانقلابيين عشرة ايام للتنفيذ وها هي تمر عشرة اشهر دون موقف دولي حازم.
لقد تلقى الحوثيون أكثر من مرة تطمينات أمريكية واضحة ومباشرة بأنها لم تسمح بهزيمتهم عسكريا لأن ما بعد الحسم العسكري هو بلا شك حسم سياسي سيجد الانقلابيون أنفسهم خارجه.
لا يجب الرهان مطلقا على المجتمع الدولي في إرغام الانقلابيين على تنفيذ القرار الأممي، ويجب أن يضع الجميع رهانهم في الفعل على الأرض، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف العربي.
هزيمة الانقلابيين بشكل سريع يجب أن تكون أولوية دون الالتفات إلى أي ضغوط دولية او إقليمية، ذلك سيفرض على المجتمع الدولي التعامل مع الأمر الواقع واستكمال تنفيذ قراراته، فلم يهتم الانقلابيون بالمجتمع الدولي عندما أسقطوا صنعاء واختطفوا البلد
يجب الاستفادة من اللحظة الفارقة التي صنعها الانتصار في نهم ومواصلة توظيف مؤثراتها قبل أي محاولة لتماسك جبهة الانقلابيين أو نجاح المساعي الإقليمية والدولية لإنقاذ الميليشيا والتي بدأت تتحرك بإصرار.
——–
*نقلاً عن حائط الكاتب في (فيس بوك).