آراء ومواقف

انتصار الحوثيين

راكان الجبيحي

الشيء الوحيد الذي سيكتبه التاريخ عن انتصارات الحوثيين هي إهانة الجماعة للأمم المتحدة، واللعب على هذه المنظومة العالمية التي تعتبر المثال الأعلى للمجتمع الدولي، وهي التي تمثل العالم. الشيء الوحيد الذي سيكتبه التاريخ عن انتصارات الحوثيين هي إهانة الجماعة للأمم المتحدة، واللعب على هذه المنظومة العالمية التي تعتبر المثال الأعلى للمجتمع الدولي، وهي التي تمثل العالم.
تلك هي فقط الامثولة التي سيتفاخرون بها أمام الأجيال القادمة.. سيتحدثون عن أيام ممتعة قضاها جمال بن عمر في إحدى الكهوف بجانب أبو علي الحاكم وعبدالملك الحوثي، ورسم الخطوات، وحَبك الطبخة التي تناولها الحوثيون بشروع الأمم المتحدة.
سيتفاخرون بتكرار زيارة جمال بن عمر إلى صعدة للقاء بعبدالملك .. وتقبيل يده إرضاء لابتلاع الطبخة التي ستفيدهم جميعاً.
سيتفاخرون بأنهم في وقت اقتحامهم لصنعاء، وفي يوم قدوم جمال بن عمر من أجل ذلك أنهم جعلوه يغير من نبرة لغته تجاه عبدالملك بالسيد عبدالملك قبل مقابلته أو الالتقاء به، وسط اندهاش الحاضرين من مكونات الأحزاب.. وبعد تلك العاصفة اللغوية سأل سلطان البركاني بن عمر بنبرة استغراب: “السيد”! فازداد الحضور حيرة من رد بن عمر وهو يقول: “نعم السيد عبدالملك” ويتبع عليه بالثناء وبأنه جزء من الحل بالبلاد.
غادر بن عمر.. اختفى عن الأنظار.. عاد إلى بلاده المغرب ليكتب مذكراته.. فقد نال شرف الجلوس مع عبدالملك الحوثي، وكرم الضيافة مع أبو علي الحاكم، وحصل على ترقيات من أمينه العام، ولو كانت ترقيات تقاعدية.
سيتفاخرون أنهم كرروا الشيء نفسه مع جميع مندوبي وممثلي تلك المنظمة، أحدهم اسماعيل ولد الشيخ الذي أهانه مهدي المشاط وقذفه بألفاظ رذيلة أمام الدبلوماسيين ووسائل الإعلام في أحد فنادق جنيف.
سيتفاخرون بذلك، وسيتعالون أنهم أرغموا منظومة العالم، كما تدعي، على تنفيذ كل شيء يريدونه، بكل تأكيد ليس لقوتهم أو لشرعيتهم، بل لأن ما يقومون به يتناسق مع مصالح تلك المنظومة، أو بالأصح الدول التي تقف خلف تلك الجمعية.
سيتحدث التاريخ وكذلك الأجيال القادمة أن الحوثي انتصر على الأمم المتحدة، ليس لأي شيء إنما لتقارب المصالح المحدودة، ومع سلوكهم نفس الطريق، يستخدم الحوثي كافة سلبياته وغباءه المفرط بحق الخطاب الدبلوماسي والتهجم على الأمم المحتدة واتهامها، ولم يكن ليفعل ذلك لولا فتح المجال له وتقبلهم بذلك.
تلك الحقيقة الوحيدة التي ستجعل جماعة الحوثي تتباهى بها، بينما الانتصارات الوهمية التي يدعون تحقيقها على الحدود تظل اكذوبة ذاتية سيلعنون أنفسهم لسنوات من أجل فقط ارضاء ذاتهم؛ هم يخسرون على كل الجبهات، جماجمهم تترامي في أطراف تعز، واشلاؤهم تملأ رمال الصحراء في الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى