بورتريه

فابيوس.. رجل مرحلة التشريعات المقبلة

من الدبلوماسية إلى القوانين الدستورية لمواجهة الإرهاب

لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي المستقيل،والذي سيتسلم قريباً مقاليد المجلس الدستوري رجل مخضرم تزامن دخوله حلبة السياسة مع بسط فرانسوا ميتران الرئيس السابق الراحل يده على الحزب الاشتراكي، رجل دولة ساهم في ترقية فرنسا إلى مستوى دبلوماسي بارز عالميا، علماً انه يعد أصغر رئيس حكومة فرنسا على مدى التاريخ..

لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي المستقيل،والذي سيتسلم قريباً مقاليد المجلس الدستوري رجل مخضرم تزامن دخوله حلبة السياسة مع بسط فرانسوا ميتران الرئيس السابق الراحل يده على الحزب الاشتراكي، رجل دولة ساهم في ترقية فرنسا إلى مستوى دبلوماسي بارز عالميا، علماً انه يعد أصغر رئيس حكومة فرنسا على مدى التاريخ..
حيث شغلها في عهد ميتران. ويراهن الرئيس الفرنسي عليه في إحداث طفرة في المواد القانونية لمواجهة تداعيات الإرهاب فهو رجل المرحلة المقبلة.
لوران فابيوس من مواليد 20 أغسطس 1946 في باريس، وخريج المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، وهي مدرسة عريقة تأسست في 1945 تخرج منها عدد كبير من المسؤولين الفرنسيين من بينهم الرئيس فرانسوا هولاند وأصبح رئيس ديوان فرانسوا ميتران زعيم «الحزب الاشتراكي» حتى انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية في 1981 خلفاً لفاليري جيسكار ديستان.
واعترافاً بوفائه وكفاءته، عينه ميتران رئيساً للحكومة من 1984 حتى 1986 وكان عمره 37 عاماً
 
حنكة
فابيوس هو واحد من القلائل في السلطة القادرين على الجمع بين القدرة على التصرف ووضع التصورات والمفاهيم، حيث يعرف عنه كونه أحد أكثر قادة هذا الجيل حنكة وبعد نظر. كما أنه أيضاً أحد أكثر ساسة الأسرة الاشتراكية خبرة ومراساً، وخاصة أنه في سياق عمل الحزب هو من كان يمسك بملف الشؤون الدولية.
حيث أن لمزاجه وطبيعة شخصيته ما يساعده على محاولة تجاوز العراقيل عندما يكثر خصومه وتكون هجماتهم عليه قوية أو عندما يجد نفسه محاصراً بقضايا وملفات شبيهة بطريق مزروعة بألغام حيث رد بقوة على حملة الفساد التي تعرض لها نجله وكان حريصاً على الرد على خصومه وجهاً لوجه دون اللجوء إلى التبريرات
 
دور فاعل
وعلى مدار 4 سنوات على رأس الدبلوماسية الفرنسية ساهم في عودة بلاده إلى دورها القيادي في العالم، بالخوض في ملفات ساخنة وهي ملف سوريا وأفغانستان والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وان حدثت مطبات للدبلوماسية بالنظر لتعقد الملفات إلا أن باريس سعت بكل قوة إلى الاستفادة من الفوضى التي خلقتها جملة المتغيرات والأحداث المهمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط..
حيث يرى بعض الخبراء أن فرنسا وبعد ضمان وجودها في القارة الإفريقية، عادت من جديد بعد غياب للقيام بدور ‏فاعل في الشرق الأوسط من خلال نشاط دبلوماسي مكثف يهدف إلى تعزيز دورها في المنطقة. وفيما اعتبر كثيرون أن الوزير قد كشف عن حقده لأوروبا في 2005 عندما رفض معاهدة الدستور الأوروبي، لكن رسالته كانت:
لا لأوروبا رأسمالية ونعم لأوروبا اجتماعية، حيث حرص طوال تسلمه مقاليد الدبلوماسية على بسط نظرة بلده الواقعية اتجاه أحداث العالم، فقد سعت الحكومة الفرنسية إلى رسم خارطة جديدة لسياستها وحجز دور دبلوماسي وأمني واقتصادي مع العديد من الدول..
فيما ساهم أيضا في الاختراق الذي حققته الدبلوماسية الفرنسية من خلال التوصل إلى اتفاق تاريخي وعالمي في مؤتمر البيئة الذي احتضنته العاصمة باريس نهاية العام الماضي والإتفاق النووي المبرم مع إيران.
 
خبرة
وسيوظف فابيوس خبرته في المجلس الدستوري حيث سيرأس أعلى هيئة قضائية في فرنسا وسيتسلم في الرابع من مارس المقبل مهام منصبه الجديد خلفًا لجون دوبري، الذي استمر تسع سنوات في هذا الموقع، وذلك فور إقرار لجان القوانين بغرفتَي البرلمان لقرار فرانسوا هولاند في هذا الشأن.
ويعد المجلس الدستوري الفرنسي مؤسسة تم إنشاؤها بموجب دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة في 4 أكتوبر 1958، ويعمل على ضمان نزاهة الانتخابات والاستفتاءات الوطنية، وعلى عدم مخالفة القوانين واللوائح للدستور الفرنسي، كما يشارك في الأعمال البرلمانية في ظروف معينة.
————  
*نقلاً عن “البيان” الإماراتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى