كأني بأصواتكم من خلف قضبانكم تدوي في آفاق بلدكم أن ثورتكم لن تموت، وقد أعطيتموها عهدكم.
كأني بأصواتكم من خلف قضبانكم تدوي في آفاق بلدكم أن ثورتكم لن تموت، وقد أعطيتموها عهدكم.
نعم أنتم أوثقتم لها موثقاً لا تنقض عراه أيام سجنكم، ولا يخلف موعده تعذيبكم، وأنكم على درب من سبقكم إلى بارئكم ولا تبدلون.
كأني بجريان أقلامكم تكتب تاريخ ثورتكم ترسم لوحة احتفالكم وإن قيدت أياديكم وإن كسرت أقلامكم وإن مزقت أجسادكم وإن استفزوا أهاليكم إلا أنهم لن يستطيعوا أن يقيدوا أنفاسكم التي تتنفس فيكم روح ثورتكم.
كأني بكم اليوم تشاركون على صفحات مواقعكم تلونها بأبها التصميمات كما اعتدنا عليكم وتشاركون الاصدقاء احتفالاتهم وتغيروا صور بروفايلاتكم وتكتبون التقارير التي تنبئ بحسكم الوقاد لتحيوا وتوقدوا شعلة ثورتكم.
نعم احتفلنا بعقد ثورتنا الخامس ونحن نفتقدكم ونصول ونجول في صفحاتكم ننبش في منشوراتكم يصرخ فينا صوت الضمير هؤلاء يوماً كانوا هنا ، سرعان ما نجد الصوت الآخر نحن مازلنا هنا.
كأني بكم اليوم تحتفلون معنا تصنعون الذكرى بأيديكم ولكن قد غيبتكم تلك التي كنتم يوماً تأكلون معها الطعام في سفرة واحدة وتنامون في خيمة واحدة وتهتفون بصوت واحد فرحاً بميلاد وطن. لكنهم نكثوا وبدلوا وما نكثتم وما بدلتم فكان مكانكم خلف القضبان لكي لا تكونوا شهوداً على جرمهم وقبح فعالهم.
وهنا أكررها ألف مرة أخرى كأني بكم تناضلون وكأن الذكرى ذكراكم والثورة لأجلكم وأنكم لأجل الثورة.
كنتم أنتم وما زلتم يا أصحاب القلم رمزاً للثورة وكتْاب تاريخها.