الريال اليمني يهوي إلى “قاع جديد”
يمن مونيتور / عدن / قسم الأخبار
سجل الريال اليمني، اليوم الأربعاء، انهياراً قياسياً جديداً أمام العملات الأجنبية، وذلك بعد أن لامس الدولار الأميركي حاجز 1600 ريال للمرة الأولى في تاريخه.
ونشر موقع البنك المركزي اليمني بعدن قائمة بأسعار العملات هي الأعلى على الاطلاق، إذ وصل سعر الدولار الواحد إلى 1651 للبيع والريال السعودي إلى 433.50.
وأعلن البنك في ذات الوقت، عن نتائج رابع عملية مزاد ينظمها لبيع العملات الأجنبية عبر المزاد العلني لتلبية طلبات التجار والبنوك التجارية من العملات الأجنبية واستقبال 13 مشاركاً.
وقال البنك في بيان له، إنه “نفذ رابع مزاد الأربعاء للأسبوع الرابع عرض خلاله 15 مليون دولار للبيع بالمزاد العلني بالسعر الأدنى بهدف منع المضاربات بسوق الصرف والحد من تلاعب الصيارفة بسعر صرف العملة”.
وقال صيارفة لـ”يمن مونيتور”: إن سعر صرف العملات الأجنبية للدولار الأمريكي والريال السعودي على مدى الساعة الواحدة، قفز خلال ست ساعات إلى 72 ريال أمام الدولار، فيما قفز سعر صرف الريال السعودي إلى 450 للشراء مع توقعات كبيرة بأن يصل إلى 500 ريال خلال الساعات القادمة”.
وكان البنك المركزي اليمني، قد أعلن قبل ثلاثة أسابيع عن بدء بيع العملات الأجنبية بالمزاد العلني بشكل أسبوعي لمنع احتكار الصيارفة لعمليات سوق الصرف في إطار مجموعة قرارات اتخذها بهدف ضبط أسواق الصرف والحد من انهيار سعر صرف العملة المحلية.
وينذر انهيار الريال بتداعيات قاسية ومدمرة على كافة المستويات الاقتصادية والمعيشية والإنسانية، الأمر الذي ينذر بدخول اليمن مرحلة مجاعة حقيقية بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مؤخرًا خصوصًا وأن 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية على البقاء أحياء في “أسوء أزمة إنسانية في العالم.
وخلال الفترة الأخيرة، شهدت المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، احتجاجات متواصلة بسبب توسع رقعة الفقر، وغياب الخدمات، وتراجع قيمة العملة ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتزايد الانقسام المالي في البلاد مع اتخاذ الحوثيين قراراً نهاية2019، يمنع تداول الطبعات الجديدة من العملة التي تطبعها الحكومة الشرعية، واستمر الحوثيون في استخدام العملة من الطبعة القديمة التي أصبح معظمها سيء وغير قابل للتداول، وهو القرار الذي وسع الهوة بإيجاد سعرين مختلفين للعملة المحلية، كما أدى إلى ارتفاع رسوم التحويلات النقدية من مناطق الحكومة إلى مناطق الحوثيين أكثر من 84% من المبلغ المُرسل. وفشلت جهود للأمم المتحدة في رأب صدع الانقسام المالي بين الطرفين.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.