كتابات خاصة

عن التجنيد وحرمان الأطفال من التعليم

أن يحرم الأطفال من حقهم التعليمي فهذه جريمة لا تغتفر، فالمتعارف عليه أن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يكونوا في المدارس يتلقون تعليمهم، ويتأهلون ليصبحوا في المستقبل روادًا للعلم وللمعرفة.

اليوم في اليمن يحرم الأطفال من حقهم التعليمي لأسباب عدة منها الحالة المادية لدى الكثير من الأسر التي تضطر أن تحرم أطفالها  حقهم من العلم، ليذهبوا باحثين عن مدخل رزق يبقيهم على قيد الحياة، وهذا الأمر موجعٌ لكنه شبه مقبول لدى المتلقي؛ لأنك عندما ترى  الحالة  التي وصل لها الشعب اليمني من البطالة والغلاء المعيشي واليتم وفقدان العائل لدى الكثير من الأسر تقول في نفسك: لا سبيل لهذه الأسر إلى  البقاء على قيد الحياة غير هذه الطريقة في هذا الواقع الذي لا يرحم صغيرًا أو كبيرًا.

وهناك من الأطفال من يحرمون من حقهم العلمي بسبب عدم وجود المدارس فالحوثيون في المناطق المسيطرة عليها مليشياتهم قد حولوا الكثير من المدارس إلى ثكنات عسكرية يتمركزون داخلها دون أن يلقوا بالًا إلى أين سيكون مصير الأطفال وكيف سيكون مستقبلهم بعد حرمانهم من التعليم، والكثير الكثير من الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي يحرمون من حقهم العلمي ليتم تجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال في هجمات انتحارية على خطوط النار، فلا يعودوا منها إلا جثثًا هامدة  وقد لا يعودوا مطلقًا  ولا يهتم الحوثي لجثثهم بعد موتهم، وهذه جريمة في حق الطفولة لا تغتفر.

ما الذي يجنيه الحوثيون من تجنيد الأطفال سوى زيادة عدد القتلى والجرحى، ما الذي يجنونه من ذلك سوى الموت وكم من موت قد وقع لأطفال اليمن بسببهم وكأنهم جاءوا ليبيدوا الطفولة وينفوا البراءة من ظهر الوجود.

اليوم الحوثيون   يواصلون عملية تجنيد الأطفال على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان، هذه المنظمة التي تدعي حماية الطفولة والتي لم تتخذ أي إجراء يذكر في وقف هذه الجرائم التي يتخذها الحوثي في حق الطفولة، جرائم الإبادة الجماعية لأطفال اليمن.

مئات من الأطفال الذين يروحوا يوميًا ضحايا التجنيد الإجباري من قبل الخوثين لأطفال اليمن، مئات من الأطفال الذين جندهم الحوثيون يرحوا بين قتيل وجريح وأسير، وعملية التجنيد الإجباري لدى الحوثيين مستمرة فهل من منقذ للطفولة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى