سكان صنعاء.. بين الخوف من الحرب والتوق للحرية
بعد إعلان الجيش والمقاومة الشعبية، اليوم الخميس، إحكام سيطرتهما على معسكر “فرضة نهم”، نستطيع القول إن البوابة الشرقية لحراسة صنعاء قد تهاوت من أيدي الحوثيين وحلفائهم، وأن تخليص صنعاء من سلطة الحوثيين بات وشيكاً. يمن مونيتور/ صنعاء/ وحدة التقارير
بعد إعلان الجيش والمقاومة الشعبية، اليوم الخميس، إحكام سيطرتهما على معسكر “فرضة نهم”، نستطيع القول إن البوابة الشرقية لحراسة صنعاء قد تهاوت من أيدي الحوثيين وحلفائهم، وأن تخليص صنعاء من سلطة الحوثيين بات وشيكاً.
ومع اقتراب المواجهات من مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، تسود حالة من الخوف والترقب السكان، وبات بعضهم يفكر بالرحيل إلى خارج العاصمة، بحثاً عن الأمان واتقاءً لشبح الحرب الذي بات يلوح في الأفق، فيما آخرون ينتظرون، بفارغ الصبر، قدوم قوات الشرعية، ويتوقون للحرية ولعودة الدولة لتخليصهم من سلطة جماعات العنف التي تجثم على أنفاسهم منذ سبتمبر أيلول من العام 2014م.
مراسلو “يمن مونيتور” التقوا عدداً من مواطني العاصمة واستطلعوا آراءهم في ظل اقتراب المواجهات في مديرية نهم شرقي المدينة.
يتوق للحرية
يقول الباحث والمحلل السياسي اليمني “سليم الجلال”، إن “شعوره كشعور أي يمني يتوق للحرية ويريد إزالة كل أشكال الصراع، ويعيش في ظل دولة محترمة وسلطة محترمة، تكفل له حق العيش الكريم وتحرره من سلطة الميليشيا وجماعات العنف والإرهاب وتعيد الألق لليمن”.
وأكد “الجلال” في حديث لـ”يمن مونيتور”، أنه “مع أي حراك مجتمعي يزيل كل هذا، وأرفض الحوثية مبدئياً، وإن كان ولا بد من مواجهة، فلتكن ولكن في السياق أعلاه، ووفق مبادئ اتفق عليها كل اليمنيين”.
شعور بالخوف
تشعر “شيماء الشوافي” بالخوف وعدم الاستقرار، وتبدي قلقها من أن تنتقل المواجهات إلى قلب صنعاء التي تكتظ بالملايين من المدنيين”.
وأشارت “الشوافي” إلى “أنها لا تتمنى المواجهات العسكرية بصنعاء لأنها لا تريد أن تغادر منها، كون صنعاء بالنسبة لها موطنها الأزلي الذي لا تستطيع العيش من دونه”.
استعداد لأي وجع قادم
في المقابل ترى “دولة الحصباني”، أن لا أحد يحتمل الحرب، لكننا منذ اقتحام المدن وفرض الحكم المليشاوي، وما عقب ذلك من حرب ضروس داخلية وخارجية، بات المواطن اليمني يتوقع الأسواء، وعلى مرارة هذا الشعور لكنه في نهاية الأمر لا يستبعد فكرة المواجهات العنيفة في قلب العاصمة.
وأضافت “الحصباني”، وهي أستاذة جامعية، أن “صنعاء اعتادت أن تدفع ثمن حماقات اللاهثين نحو السلطة، واعتادت أن تحمل أوزار الحكم عبر تاريخها الطويل”.
وتابعت، “في المقابل أصبح سكانها الذين يشكلون في طيفهم الجمهورية اليمنية على أهبة الاستعداد لكل وجع قادم، حالهم حال اخوانهم في بقية محافظات الجمهورية، وتحديداً تعز التي تعيش حصاراً خانقاً منذ أشهر.
مأساة وكارثة
يعتقد “أحمد الواحدي” أن انتقال المواجهات إلى العاصمة صنعاء يمثّل مأساة وكارثة لا تحتمل، مبرراً ذلك بأنها “تمثل الوجه الجميل لليمن ومدينة تاريخية أكثر منها عاصمة لليمن، وموطن يعيش فيه كل أبناء اليمن من كل المناطق بحثاً عن لقمة العيش”.
وأضاف “الواحدي” في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن انتقال المعركة إلى صنعاء، أو حدوث مواجهات عسكرية بها، ستكون مأساة وكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا أقول سيخسر جميع أبناء اليمن دون استثناء”.
لكن آخرين لا يرون مبرراً لهذه المخاوف، لأن يجعل الجيش أو المقاومة، حسب رايهم، لم ولن يجعلوا المدنيين هدفاً لهم، بالرغم من جنون الحرب وإمكانية أن تدخل صنعاء ضمن المناطق المدمرة، لكن الواقع يظهر منحى آخر.
مبادئ المقاومة
ويعتقد الصحفي “أحمد فوزي”، أنه “على الرغم من التقدم الذي مكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من الوصول إلى أطراف صنعاء، لكن هنا نتحدث عن مبادئ واضحة لدى قوات الشرعية؛ فمن المستحيل أن يجعل الجيش أو المقاومة المواطنين في صنعاء هدفاً واضحاً لهم، أو أن يقوموا بما قد يسبب الضرر بالمدنيين.
وتابع، في حديث لـ”يمن مونيتور”، “في المقابل سيحاول الحوثيون الوقوف خلف المدنيين واستخدام سكان صنعاء دروعاً بشرية، وهذا هو مبعث القلق من معركة تحرير صنعاء.
ومنذ الـ21 من سبتمبر/ أيلول من العام 2014 يسيطر مسلحو الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” على العاصمة صنعاء، ويديرون مؤسسات الدولة من هناك، فيما يخوض الجيش الوطني المشكّل حديثاً والمقاومة الشعبية حرباً ضروساً ضدهم، وباتت أولى طلائع تلك القوات على تخوم العاصمة صنعاء وتحديداً مديرية نهم التي تعبر البوابة الشرقية لصنعاء.