ما وراء مواجهات “المنصورة” في عدن جنوبي اليمن
تشير المواجهات التي اندلعت، ليل أمس الأول، في مديرية المنصورة بمحافظة عدن إلى أن هناك مناطق في المحافظة ما تزال خارج سيطرة السلطة، وتخضع لتنظيمات محظورة، وهو ما يفسر استمرار عمليات الاغتيال وأخواتها رغم كل الترتيبات الأمنية التي تمت خلال الأشهر الماضية، ورغم توفر الدعم. يمن مونيتور/ خاص/ من محمد مراد
تشير المواجهات التي اندلعت، ليل أمس الأول، في مديرية المنصورة بمحافظة عدن إلى أن هناك مناطق في المحافظة ما تزال خارج سيطرة السلطة.
ويمكن القول، وبصريح العبارة، إن تلك المناطق خاضعة لسيطرة تنظيمات محظورة، وهو ما يفسر استمرار عمليات الاغتيال وأخواتها رغم كل الترتيبات الأمنية التي تمت خلال الأشهر الماضية، ورغم توفر الدعم.
وبناء على ذلك لا يمكن الحديث عن فشل الأجهزة الأمنية في الحد من عمليات الاغتيال والتفجير بمناطق لم تتمكن تلك الأجهزة من دخولها، علما بأن أكثر عمليات الاغتيال تمت في مديرية المنصورة.
مواجهات عسكرية
وتشير المعلومات إلى أن تنظيم القاعدة كان طرفا في مواجهات المنصورة التي انتهت دون أن تتمكن قوات الأمن من فرض سيطرتها على المديرية، رغم مشاركة طيران الأباتشي التابع للتحالف، والطيران الأمريكي دون طيار.
وتعتبر عملية المنصورة أول تحرك أمني جاد يستهدف مصدر معظم العمليات التي شهدتها مديريات ومدن محافظة عدن خلال الأشهر الماضية، غير أن الأمر تجاوز الإجراءات الأمنية إلى المواجهات العسكرية.
ورقة ضغط
ويبدو أن تنظيم القاعدة يتخذ من مدينة عدن ورقة ضغط، لمنع أي تحرك يهدف إلى استعادة المدن التي يسيطر عليها، في محافظات لحج وشبوة وأبين وحضرموت، ولا ينوي السيطرة عليها حاليا، لما قد يترتب على خلو محافظات الجنوب من موطئ قدم للشرعية.
كما إن استقرار الوضع الأمني في مدينة عدن سيسرع من إجراءات استعادة المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم في المحافظات المجاورة، وقد يهدف نشاط تنظيم القاعدة في عدن إلى الحيلولة دون تحقق ذلك.
خلفية أحداث المنصورة
وكان الأمن اليمني، داهم صباح أمس الثلاثاء، معاقل مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، في “عدن”، العاصمة المؤقتة، جنوبي البلاد.
وقال شهود عيان لـ”يمن مونيتور”، إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن ومسلحين في محيط جولة كالتكس، المحاذية لميناء الحاويات في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن”.
وأفاد الشهود “أن القوات الحكومية شنّت هجوماً في وقت مبكر من اليوم على المواقع التي يتمركز فيها المسلحون، استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في محاولة لانتزاع “جولة كالتكس” من قبضة المسلحين”، مضيفين أن “سماء مديرية المنصورة شهدت تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع، وكذا طيران التحالف الذي فتح حاجز الصوت، عقب الاشتباكات”.
وحسب الشهود فإن “الاشتباكات أسفرت عن احتراق دورية تابعة لقوات الأمن، إضافة إلى تضرر بعض المباني القريبة من الاشتباكات بينها مركز “الشامل” التجاري”، دون أن يشيروا إلى وجود خسائر في الأرواح.
ووفقاً لرواية الشهود، فإن “مسلحين يُرجح أنهم ينتمون لـ”القاعدة” تمركزوا، منذ يومين، في أسطح المباني المحاذية لجولة كالتكس، في سبيل تأمين مواقعهم الواقعة غرب الجولة”.
وتعد مديرية المنصورة المعقل الرئيس لمسلحي تنظيم القاعدة، ومنطلق عملياتهم في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر أمنية عن قرب معركة السيطرة عليها، وتطهيرها من المسلحين، غير أن مواجهات اليوم لم تحقق تقدماً لأيٍّ من الطرفين.